يمكن للعديد من الأدوية أن تؤثر على الجهاز الهضمي ويتم ذكر تأثيراتها الجانبية في نشرة الدواء عادةً، فالعلاقة مباشرة بين الأدوية وهذا الجهاز إذ أن معظم الأدوية يتم تناولها وامتصاصها من خلاله فتبدأ رحلة الدواء بتناوله عن طريق الفم مروراً بالمريء وصولاً إلى المعدة حيث يتم تفكيك وتحلل بعض العلاجات حتى يتم امتصاصها عن طريق الأمعاء الدقيقة.
هل أدوية تلطيف المعدة يمكنها أن تصلح ما تفسده أدوية أخرى؟
يقول الدكتور علي عيسى “أخصائي أمراض الجهاز الهضمي والكبد”، بالتأكيد تفيدنا كثيراً الأدوية التي نستعملها لتلطيف المعدة لعلاج التأثيرات الجانبية للأدوية المضرة للمعدة حين نضطر إلى استخدام هذه الأدوية للمريض ومن ثم يستوجب علينا أخذ هذه العلاجات.
أما عن تأثير بعض الأدوية على الجهاز الهضمي فهو لا ينحصر فقط على الجهاز الهضمي للإنسان وإنما يمكن تصنيف خطورة الأدوية على صحة الإنسان بشكل عام لعدة فئات كل فئة تؤثر على جزء معين في الجهاز الهضمي حيث يمكننا تقسيم الأدوية كذلك إلى أدوية تؤخذ من قبل الطبيب المختص وأخرى نأخذها من الصيدلية بدون وصفة طبية.
ما هو تأثير المضادات الحيوية على الجهاز الهضمي؟
أما عن تأثير المضادات الحيوية على الجهاز الهضمي فإن التأثير الأكثر شيوعاً على الجهاز الهضمي لتلك المضادات الحيوية هو اضطراب حركة الأمعاء من خلال الإسهال بشكل أساسي وهذا يمكن أن يكون أمر عابر يستمر عدة أيام ويشفى منه المريض كما يمكن أن يكون بسبب التهاب شديد في القولون لأن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا المفيدة الموجودة في الأمعاء ومن ثم تترك المجال للبكتيريا الانتهازية التي تتسبب في هذا الأمر – بناءً على رؤية الطبيب.
أما باقي الأدوية خاصة الأدوية التي تؤخذ بدون وصفة طبيبة مثل المسكنات بأنواعها فإنه من المعروف عن تلك الأدوية أن تزيد من تقرحات المعدة حتى في أجزاء أخرى في الجهاز الهضمي فلابد من تناولها تحت إشراف طبيب مختص.
هناك دواء أو مسكن الباراسيتامول الذي يمكن أن نشتريه من أي مكان ولكن تناوله بكميات كبيرة وعلى مدى طويل يمكن أن يتسبب في آثار بالغة على الكبد ومن ثم يجب الانتباه لهذا الأمر حيث أن ذلك قد يؤثر أيضاً على الكليتين خارج الجهاز الهضمي.
هل من الضروري تناول الأدوية بعد الأكل أفضل من قبله؟
يتعلق تناول الأدوية قبل الأكل أو بعده على فئة الأدوية من المسكنات والمضادات الحيوية أو الأسبرين حيث أن تناولها على معدة فارغة قد يؤثر على صحة الإنسان ولكن هذا الشيء لا ينطبق على كامل الأدوية لأن هناك بعض الأدوية لابد من أخذها على معدة فارغة حتى يكون امتصاصها كامل وجيد، لذلك فإن المرضى الأكثر عُرضة لقرحة المعدة لابد لهم من الانتباه إلى هذه الأدوية كما يجب عليهم العلاج أولاً من هذه البكتيريا المتسببة في قرحة المعدة.
يمكن للمريض الذي لم يشكوا سابقاً من أية آثار جانبية في المعدة أخذ الدواء بناءً على وصفة الطبيب ويمكن تناوله بعد الطعام ولكن عند ظهور بعض الآلام في المعدة يجب توقف الدواء على الفور ويتم مراجعة الطبيب المختص.
وأخيراً، يمكننا القول بأن التأثيرات الجانبية للأدوية هي استثناء وليس قاعدة وغالبية هذه التأثيرات الجانبية هي بسيطة ولا تشكل مشكلة كبيرة لصحة الإنسان حيث أن أدوية الضغط الشرياني والقلب يمكن أن تتسبب في الإمساك وهذا يمكن تداركه بسهولة إما بإعطاء الدواء أو بأخذ بعض الملينات.