بالحديث عن الأمراض التي تستدعي بالفعل استخدام المضادات الحيوية ، فبدأت الدكتورة مي أبو حاكمة “اخصائية اطفال وحديثي الولادة”، حديثها بأن المضاد الحيوي لا يجب أن يوصف للمريض إلا إذا كان سبب المرض التهاب بكتيري وليس فيروسي.
ما هو المضاد الحيوي؟
وعرفت الطبيبة الضيفة “على شاشئة رؤيا عبر برنامج دنيا يا دنيا”، المضاد الحيوي بأنه دواء يعمل على قتل البكتيريا ومنع تكاثرها لذلك فإن أخذ المضاد الحيوي لأي مرض دون معرفة سببه فهذا يعمل على تدمير الجهاز المناعي عند الأطفال لأن 70% من الالتهابات سببها فيروسي وليس بكتيري.
وأكدت د. مي أن الفيروس لا يتم علاجه باستخدام المضاد الحيوي لذلك ليس من الصحيح أن تشتري الامهات المضاد الحيوي من الصيدليات دون الكشف الطبي واستشارة الطبيب لأنه حتى وإن كان الالتهاب بكتيري فيجب أخذ المضاد الحيوي المناسب لنوع هذه البكتيريا ليكون قادر على محاربة البكتيريا المسببة للالتهاب.
كيف نفرق بأن الطفل لديه التهاب بكتيري أو فيروسي؟
أجابت “دكتورة مي” على هذا السؤال بأنه عند ارتفاع درجة حرارة الطفل ينصح بتركه 24 ساعة بالمنزل وبعد ذلك يتم الفحص الطبي لأنه لا يظهر سبب ارتفاع درجة الحرارة قبل هذه المدة.
فهناك أعراض يتم من خلالها معرفة ما إذا كان سبب الالتهاب فيروسي او بكتيري فعلى سبيل المثال عندما يشتكي الطفل من الرشح فهذا التهاب فيروسي اما إذا كان مصاحب لارتفاع درجة الحرارة الم في الأذن فعلى الأرجح هذا التهاب بكتيري.
وبعد الفحص إن لم يتم معرفة سبب الالتهاب بالفحص المباشر فإن الفيصل الوحيد في ذلك هو فحص الدم لتأكيد نوع الالتهاب فيروسي أو بكتيري.
ما هي الأعراض الجانبية التي قد تظهر على الطفل عند استخدام المضادات الحيوية؟
أردفت، أن المضاد الحيوي يقتل البكتيريا النافعة للجسم مع البكتيريا الضارة ولذلك لا ينصح باستخدام المضاد الحيوي دون الحاجة إلى ذلك لأن الإفراط في استخدامها يدمر الجهاز المناعي للطفل.
علاوة على ذلك فإن للمضادات الحيوية أعراض جانبية كالإسهال وآلام في البطن وحساسية الحفاض عند الأطفال لذلك فالطفل الذي يتناول المضادات الحيوية بكثرة معرض لالتهابات الحفاض بكثرة!
وأضافت د. مي، بأن الطفل في أولى سنواته يُبنى جهازه المناعي وكثرة استخدام المضادات الحيوية يؤثر سلباً على جهاز المناعة لدى الطفل ويصبح معرض للأمراض كثيراً!! وبالتالي لا يقدر الجسم على مقاومة الأمراض والدفاع عن نفسه إلا باستخدام المضاد الحيوي وبعد مرور الوقت يحتاج الطفل لجرعات عالية منها!
وعن إمكانية أن ترجع مناعة الطفل كما كانت بعد التوقف عن استخدام المضادات الحيوية، فأجابت “أبو حاكمة”، بأنه لا يمكن أن تعود مناعة الطفل كما كانت من البداية عند ولادة الطفل ولكن يمكن تعويض جزء منها ببعض أنواع الغذاء أو بأخذ فيتامينات خاصة لذلك.
ما هي فوائد وجود البكتيريا النافعة في جسم الإنسان؟
في هذا الشأن قالت الطبيبة، بأن البكتيريا النافعة موجودة في جسم الإنسان فمثلاً هي موجودة في الجهاز الهضمي لتساعد في الهضم وتدافع عن جسم الإنسان وقتل مثل هذه البكتيريا يضر بالجسم كثيراً لأن أخذ المضاد الحيوي لا يفرق بين البكتيريا النافعة والضارة ويقضي على كليهما.
من أي عمر يسمح باستخدام المضادات الحيوية للأطفال؟
بدأت د. مي كلامها في هذا الشأن بأنه يمكن استخدام المضاد الحيوي من عمر يوم إذا كان الطفل بحاجة إلى ذلك حيث أن هناك أطفال يولدون بمشاكل في الجهاز التنفسي أو الهضمي وفي هذه الحالات يجب إخذ المضادات الحيوية ويكون آمن للطفل. لذلك فإن الطفل الذي لم يتعدى عمره الثلاث شهور لا يجب أن يأخذ المضاد الحيوي إلا تحت إشراف الطبيب
كيف يتم اختيار نوع المضاد الصحيح المناسب للمرض؟
قالت د. مي أبو حاكمة بأنه يتحدد ذلك على حسب نوع البكتيريا حيث أن هناك بعض البكتيريا تحتاج أن يؤخذ المضاد الحيوي كل 24 ساعة حيث انها تتكاثر خلال 24 ساعة وهناك ما يحتاج إلى كل 8 ساعات او 12 ساعة ولذلك نؤكد دائماً على الأم أنه يجب أن يؤخذ المضاد الحيوي تبعاً لوزن الطفل وعمره ويعطى بالميلليمتر وكذلك الحرص على اخذه في مواعيده مضبوطة واستكمال الجرعة بالكامل وليس تركه عندما يتعافى الطفل حتى لا تتكاثر البكتيريا المتبقية مرة أخرى ونحتاج إلى مضاد حيوي أقوى من السابق.
كما يجب على الطبيب المعالج توضيح التأثيرات الجانبية للمضاد الحيوي الموصوف على الطفل سواء كانت حساسية أو طفح جلدي أو احمرار في لون براز الطفل.
وعما إن كانت هناك أعراض جانبية تظهر على الطفل عند أخذ مضاد حيوي غير صحيح، فقالت “د. مي”، في هذا الشـأن بأنه لا يوجد ما يظهر ذلك وأن اكتشافه يحتاج لوقت طويل بعد تجربة الأم للمضاد الحيوي أكثر من مرة واكتشاف عدم تأثيره.
هل يسمح باستخدام الـ (Probiotics) أو ما يعرف بالبكتيريا النافعة للأطفال؟
قالت د. مي أبو حاكمة بأنه نعم يسمح باستخدامها للأطفال من عمر يوم تبعاً لنوع هذه البكتيريا النافعة ولكن يجب أن تؤخذ بعد استشارة الطبيب وليس بشكل عشوائي
وذكرت د. مي أبو حاكمة في هذا الشأن أنه يمكن للكبار أخذها في اي وقت دون الحاجة للاستشارة الطبية وأضافت أنها موجودة عادة في الألبان ولكنها تؤخذ لأن هذا النوع من البكتيريا يجب أن يكون موجود بالجسم بنسب معينة لا يقل عنها.
ما النصائح الأساسية للأمهات في استخدام المضادات الحيوية للأطفال؟
1. المضاد الحيوي لا يستخدم في أي حالة للطفل دون استشارة الطبيب المعالج.
2. إذا كان الطفل يشتكي من سعال أو ألم في البطن أو رشح أو إسهال أو استفراغ فكل هذه الأعراض أسبابها التهابات فيروسية وليست بكتيرية ولا تحتاج إلى المضاد الحيوي.
3. لا يوجد خطر من استخدام المضاد الحيوي للأطفال بشرط أن يؤخذ في أوقاته الصحيحة وبالجرعات المطلوبة بالإضافة إلى أنه يجب إنهاء الجرعة بالكامل دون زيادة أو نقصان تبعاً لكلام الطبيب المعالج.
وأنهت، بأن صحة الطفل هي غايتنا لذلك من الأفضل بقدر المستطاع ترك الجهاز المناعي يقاوم المرض دون استخدام المضاد الحيوي. وأنه عند الاضطرار لاستخدامه يظهر تأثيره بعد مرور من 48-72 ساعة من بداية استخدامه