إن مواقع التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا “كما يُسمّيها البعض” اليوم أصبحت ذات تأثير واضح على أطفالنا، بل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر على الأطفال فغالباً ما يستخدمها الأطفال لساعات طويلة بشكل يومي، إلا في حالة سيطرة الأهل على ذلك الأمر وإذا كانت عيونهم مفتوحة ومنتبهة لجميع محاذيره خاصة بعد وجود بعض التطبيقات التي تحمي الأطفال حيث جعلت الأهل على إطلاع دائم لما يقوم به أطفالهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا المقال سنوضح أكثر عن كيفية حماية أطفالنا من مخاطر مواقع التواصل.
كيف نحمي أطفالنا من مخاطر السوشيال ميديا
يحدثنا “عمران سالم” الأستاذ في قسم الشبكات وأمن المعلومات في جامعة عمان الأهلية قائلاً: أن كل الشركات العالمية التي تنشر تطبيقات للتواصل تعطي اهتماماً واضحاً للأطفال، فالمخاطر التي تنجم عن وجود الأطفال على السوشيال ميديا بدون رقابة كبيرة جداً؛ لذلك فإن الشركات الكبيرة مثل شركة “IPM”، شركة فيسبوك، يوتيوب، وشركة جوجل، وغيرها أصبحت تولي اهتماماً واضحاً للأطفال، فمثلاً هناك تطبيق “Messenger kids”، والذي يستخدم للمراسلة بين الأطفال من نفس الأعمار تحت عمر الـ ١٣ عاماً ولا يشترط هذا التطبيق وجود حساب لدى الشخص على فيسبوك.
ولكن شرطه الوحيد هو إطلاع الأبوين على المحادثات التي يقوم بها طفلهم، كما أن الأهل هم من يقومون بإضافة الأصدقاء وقبولهم على قائمة الأصدقاء، ولكن المشكلة الوحيدة والتي ظهرت بوضوح مؤخراً لهذا التطبيق هي أنه يمكن لأي طفل ممن تم إضافتهم من قِبل الأبوين بإضافة أطفال جدد ودعوتهم للحوار مع الطفل وبأي عمر كانوا مما يجعل هناك خطورة ما وبالتالي فإن التطبيق فقد الأمر الذي تم إنشاؤه لأجله وهو محادثة الطفل لمن هم في مثل عمره فقط.
كما أن شركة يوتيوب أوجدت تطبيقاً يسمى بـ “YouTube kids” للفيديو الآمن للأطفال والذي يضمن تقديم محتوى مناسب للأطفال.
وشركة “IPM” قد استخدمت الذكاء الاصطناعي للتعرف على التنمر الالكتروني من خلال الحوارات الدائرة بين الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأخيراً، فإن الشركات الأمنية أيضاً التي تولي اهتماماً لذلك الأمر لديها إصدارات خاصة للأطفال لمراقبتهم على السوشيال ميديا للتنبؤ بوجود أي مشكلة قد تحدث مع الأطفال.
تطبيق Safetoons
ويضيف، أنه قد قام بإنشاء تطبيق يسمى بـ “Safetoons”، وهو عبارة عن تطبيق آمن لليوتيوب خاص بالأطفال من عمر ٤-١٢ سنة، قام بإنشائه مجموعة من الأشخاص التربويين بالإضافة إلى المبرمجين والباحثين أيضاً بعد الاطلاع على الأشياء الأكثر بحثاً لدى الأطفال في وطننا العربي والتي تناسبهم، كما تم وضع توقيت معين للمشاهدة يقوم الأهل بتحديده، كما يمكن للأهل أن يضبطوا ساعات المشاهدة التي يفضلون أن يستغرقها طفلهم على اليوتيوب، والتطبيق يجبر الأهل على تقسيم تلك الفترة المسوح بها إلى فترات زمنية محددة أقصاها نصف الساعة؛ حيث أثبتت الدراسات أن المشاهدة المستمرة للأجهزة الذكية تسبب جفاف العين، ومشاكل أخرى، بالإضافة لوجود خاصية إبلاغ؛ فإذا وجد الأب أن هناك فيديوهات معينة لا يحبذ أن يشاهدها الأطفال يمكن أن يقوم بعمل إبلاغ عن محتوى الفيديو “Report”، وبالتالي يتم مراجعة الفيديو من قِبل الجهات المتخصصة.
ويؤكد “عمران” أنه في المستقبل القريب سوف يكون هناك تقدماً بالتطبيق، فيمكن أن يستخدم التطبيق في تحديد ميول الطفل، وساعات المشاهدة المحببة له، ومنها يتم تقييم عقلية الطفل ومستواه باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبالنهاية فإن المجهود المبذول للتربية قديماً، يحتاج الأهل إلى بذل أضعافه في عصرنا الحالي؛ فمواقع التواصل الاجتماعي الموجودة حالياً بشكل كبير خطيرة جداً، والالعاب الالكترونية التي تؤدي إلى حدوث إدمان لدى الأطفال وغيرها، لذلك فلابد من مراقبة الأهل للأطفال، ولابد من مراقبة أي تغير قد يطرأ على الطفل، أو ظهور أي مشكلات صحية أو اجتماعية أو حتى دراسية.