ما أهمية تخصيص يوم عالمي خالي من السيارات؟
قال الدكتور “كارولس نجيم” الاختصاصي في أمراض الرئة والعناية المركزة. تخصيص يوم عالمي لأي موضوع يسمح بزيادة الوعي، فالتوعية في مجال التلوث البيئي وأضراره الصحية من الأمور الهامة، حيث إن زيادة الوعي بالأثر المباشر للتلوث ودوره في أمراض الرئة قد يكون عامل محفز على الحد من هذا التلوث، ومن ثَم تقليل الإنبعاثات الضارة بالكوكب وبصحة البشر.
ما درجة تدخل عوادم السيارات في الإضرار بصحة الرئتين والجهاز التنفسي؟
عوادم السيارات بما تحتويه من مواد سامة ناتجة عن احتراق الطاقة البترولية بأنواعها كالبنزين والديزل.. إلخ لها تدخل مباشر في سرعة انتشار أمراض الجهاز التنفسي وتطورها، كما أن لها أثر سلبي مباشر على البيئة المحيطة، حيث إن رواسب زيوت السيارات التي تتساقط على الأرض تتغلغل في التربة، ومن ثَم تعمل كملوثات للمزروعات المأكولة، أضف إلى ذلك التلوث السمعي الذي تُحدثه السيارات والذي يتسبب في الإنزعاج النفسي الناجم عن هذا الضجيج.
وأضاف “د. نجيم” قائلاً: والخلاصة أن السيارات لها شديد الخطورة في التلوث البيئي سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، وبالتالي ينتج عنها أضرار صحية ونفسية مباشرة وغيرة مباشرة ومنها ما يظهر على المدى القريب ومنها ما يظهر على المدى البعيد.
ما هي أضرار عوادم السيارات على الرئة تحديداً؟
عوادم السيارات تغلف البيئة المحيطة بغلاف من الـ CO2 الناتج عن احتراق المواد البترولية، وبناءً على تكون هذا الغلاف تنحبس الحرارة في داخله وهو ما يسبب الأمراض الرئوية على المدى الطويل، علاوةً على أن انبعاثات السيارات دائماً ما تحتوي على مواد مثل نيتريت أوكسيد ونيتريت جي أون أوكسيد ونيتريت سلفا أوكسيد، وكلها مواد سامة تضر مباشرة بالقصبات الهوائية للكائنات الحية ومنها الإنسان، ثم ينتقل هذا الضرر إلى الرئتين، ويزيد تأثير هذه المواد السامة بشكل ملحوظ مع الأشخاص الذين يمتلكون الإستعداد من الأصل مثل مصابي الربو، وتتسبب تلك المواد في الإصابة المستمرة بالسعال وضيق التنفس ووجع الصدر وآلام في العين، بل إن تلك المواد قد تتسبب في حروق للبشرة إذا ما زادت عن الحدود المعقولة بالجو، وعلى المدى البعيد قد تتسبب تلك المواد في الإصابة بالسرطانات المختلفة وأهمها سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الدم تبعاً لكونها مواد سامة تستقر على وداخل الجسم.
ما هي طرق الوقاية من أخطار عوادم السيارات على الصحة؟
أشار “د. كارلوس” إلى أنه مع شديد الأسف الوقاية على المستوى الفردي من الصعب تحقيقها، فساكني المدن المكتظة بالسيارات لا سبيل أمامهم لتفادي الأثر الصحي لعوادم السيارات على أجسامهم، لكن الوقاية التي من الممكن تحقيقها هي التي تنتج عن عمل مؤسسات رسمية بالدول فيما يخص منع السيارات القديمة من الترخيص وترشيد عدد السيارات وإحلال السيارات الكهربائية محل سيارات الطاقة البترولية، وكلها خطط قد تفلح في السيطرة على خطر عوادم السيارات بشكل محدود.
وبشكل عام يمكننا القول أن سبل الوقاية على مستوى الأفراد تتمحور حول من استطاع العيش والتواجد لفترات زمنية طويلة في أجواء مكشوفة خالية أو محدودة السيارات فعليه أن يفعل ذلك، ومن ناحية أخرى من الضروري المتابعة الطبية الفورية عند الشعور بأي أمراض أو أوجاع في الجهاز التنفسي للكشف المبكر عن المرض وأسبابه واتخاذ الإجراءات الإحترازية بشكل سريع، لأن من مساوئ عوادم السيارات أن الـ CO2 المنبعث منها قد يحل محل الأكسجين على كريات الدم الحمراء خصوصاً عند مرضى الربو ومرضى الحساسية الصدرية، وهو ما يتبعه نقص الأكسجين بالجسم البشري وبالتالي الإصابة بالمضاعفات الصحية الخطيرة لذلك.
هل توجد بدائل لعلاجات الأمراض الصدرية غير الكورتيزون المشهور بأضراره؟
الكورتيزون المستخدم في علاج أمراض الرئة والأمراض الصدرية يتميز بأنه لا يُمتص من الجسم حيث يتوقف مداه عند الرئة والجهاز التنفسي لأنه يُستعمل بالبخاخات، ولذلك لا يتسبب في مضاعفات مرضية أخرى، حتى مع تسببه في توقف النمو العظمي عند الأطفال، إلا أن هذه المضاعفة الصحية تتوقف فور التوقف عن استعمال الكورتيزون ومن ثَم يعود النمو العظمي إلى طبيعته، وفي النهاية النتائج العلاجية المتحصل عليها منه أكثر وأهم من مضاعفاته الصحية لذا هو ضروري وأساسي، ومن ناحية أخرى لا يُوصف الكورتيزون للمريض إلا إذا وجدت حاجة ماسَّة له.
هل تتسبب عوادم السيارات في أمراض للقلب؟
اختتم “د. كارلوس” قائلاً: كلما صغرت مكونات عوادم السيارات كلما اشتدت خطورتها على القلب، حيث إن دقة حجمها يسمح لها بالدخول إلى مجاري الهواء الرفيعة، ومن ثَم الوصول والترسب في عضلة القلب مباشرة، كما أنه من المعروف طبياً أن القلب ذو صلة بالرئة، أي إذا اعتلت الرئة اعتل القلب بالتبعية، وبالتالي يصبح مريض الرئة هو الأكثر عُرضة للإصابة بجلطات القلب والشرايين.