لكل منا لونه المفضل الذي يحكم خياراته ويعكس شخصيته، فالألوان عالم من الأسرار الذي لا يتوفق تأثيره على الناحية الجمالية فحسب، إنما أيضاً يمتد لحالاتنا الصحية والنفسية.
هل الألوان لها تأثير على نفسية الشخص؟
تقول “د. جزلة فضة” أخصائية الصحة العامة. نعم فعلاً لها تأثير إيجابي ولها تأثير سلبي، قد يكون إستخدامها بشكل صحيح عامل إيجابي مفيد للصحة واستخدامها بشكل غير صحيح ومتوازن قد يأثر على الصحة بشكل سلبي.
التفسير العلمي لتأثير الألوان على الصحة
الألوان هي عبارة عن طيف ضوئي ذو طاقة مشعة، يعني هو عبارة عن طاقة، لأن له تردد وموجات مثل موجات الإهتزازية، وكيفية تأثير الألوان يختلف من لون لأخر لأن كل لون له ترددات واهتزازات وطول موجي، لذلك العين لا تستطيع تميز إلا ألوان محدد لأنها لا تستطيع إلا تمييز أطوال موجية محددة، الأطوال الموجية العلماء اكتشفوا إنه الأطوال الموجية بين الـ400-380 نانو متر وهو بمقدار واحد على مليون من المللي نانو متر لـ 700 أو 750 نانو متر هذا الطول الموجي الأعلى الذي تراه العين المجردة والأشعة الفوق البنفسجية أو لتحت الحمراء لا تراها العين البشرية.
أي من الألوان لها طاقه أعلى وتأثير أكبر على الأشخاص؟
اللون الأحمر، والأقل الألوان طول موجي هو اللون البنفسجي، لذلك هي بالتدريج من الأعلى إلى الأقل: الأحمر ثم البرتقالي ثم الأصفر ثم الأخضر ثم الأزرق وأخيراً البنفسجي، ويتم تقسيم الألوان لموجبة وسالبة وحيادية، الموجبة هي صاحبة أعلى طاقة وتفاعلها حمضية والسالبة تكون مهدئة وتفاعلاتها قلوية وتسمى الألوان الباردة والحيادية هي الأسود والأبيض والرمادي. حقيقة أن اللون الأسود إنهم ليسوا ألوان ولكن إمتصاص كامل للألوان والأبيض إنعكاس كامل للألوان لذلك لا نحس بأنه لون.
–
مثل ما أن اللون طاقة ولها ترددات معينة، فقد اكتشف العلماء أن أجزاء الجسم لها ترددات واهتزازات معينة، فأثناء الحالة السليمة عند الأشخاص الأصحاء تكون الترددات متوازية، ولكن في حالة المرض يحدث اختلال في هذه الترددات، فيبحث الجسم عن اللون الذي يعيد له التوازن في الترددات، لذلك يفضل الأشخاص ألوان مختلفه وأحياناً نفس الشخص يحب أكثر من لون، مثلاً اللون الأحمر هو لون الطاقة والنشاط والحيوية والغضب.
لذلك من الممكن أن يأثر من الناحية النفسية ومن الناحية الجسمانية أو الطبية على الأشخاص، فمن الناحية النفسية ممكن أنه يشعر الشخص بالتوتر والإنفعال والنشاط الزائد ولكن من الناحية الطبية اكتشف العلماء إنه يؤدي إلى رفع معدل ضغط الدم، وارتفاع ضربات القلب والنشاط الدماغي والقلبي وفي الغالب ما يؤثر على الدورة الدموية، لذلك لأشخاص المصابين بفقر الدم ممكن معالجتهم باللون الأحمر، حتى في الزمن القديم الأطفال المصابين بالحصبة يرتدون اللون الأحمر لمساعدتهم.
الأمراض التي تعالج عن طريق الألوان
تابعت “د. جزلة”نضرب مثال باللونين الأزرق والأخضر من الألوان السالبة التي لها طاقة إيجابية على الجسم وتساعد في الشفاء من الأمراض، اللون الأزرق له علاقة بشفاء الأمراض التي لها علاقة بالمفاصل والروماتيزم، وهناك دراسة بكلية التمريض بجامعة في لندن على 60 إمرأة تعاني من الإلتهاب الروماتيزمي، تم تسليط عليهم اللون الأزرق وتم ملاحظة نسبة عالية من التخفيف من الألم، من الممكن تسليط الترددات على الجسم أو إمتصاصها من الشبكية من خلال النظر إلى هذه الألوان من خلال الخلايا المخروطية الموجودة في الشبكية.
والفرق بين أن تكون معرض لهذا اللون بشكل دائم أو هناك محيط في المنزل بنفس اللون، مثلاً اللون الازرق هو لون مهدئ للأعصاب ومريح وبيساعد على الشفاء من الأمراض التنفسية والروماتيزم، ويستخدم للأطفال العدوانين، ويفضل إذا وجد طفل عدواني أن يهدئ باستخدام اللون الأخضر، ونحن نرى اللون الأخضر كـ لون الصحة ولون الشفاء ولون الحياة، فحتى عند الأطفال ممكن استخدامه، إذا الشخص إرتدى اللون الأخضر يشعر بصفاء وهدوء وقلة ضغط.
هذه التجربة قمنا بها في المنزل حيث كان هناك طفل مصاب منذ 6 شهور بفيروس معين انتشر في جسمه، فكان يتعالج بالأشعة الزرقاء في غرفة صغيرة، وقد تم إرتداء اللون الأخضر كإضافة للعلاج، والغريب أنه قد شفي بطريقة عجيبة وسريعه جداً خلال أسبوعين.
ولهذا يتم استخدامه في المستشفيات، لأن اللون الأخضر يساعد على الشفاء من الأمراض، حتى كمثال نعطي مصابين من مرضى السرطان إذا تعرضوا للون الأخضر يخفف من ألامهم، ويعجل بالشفاء ويخفف من الألام ويساعد على حب الحياة، كمثال في جسر في بريطانيا كان يسمى بجسر الإنتحار، وكان لون الجسر قاتم ويسبب في انتحار نسبة كبيرة وتم تغيره الجسر للون الأخضر فانخفضت نسبة الإنتحار والسلوك العدواني والشعور بالتشاؤم وعدم حب الحياة.
بالنسبة للون الأبيض، دائماً ينصح خبراء الديكور بأنه يلون غرفة باللون الأبيض أو تدرجاته، فكيف يعطي هذا اللون الراحة والاسترخاء.
اللون الأبيض هو لون السكينة والطمأنينة، وينصح الخبراء عند الشعور بالغضب بالنظر للون الأبيض لمدة دقيقتين، واللون الأبيض يشعر بالسكينة والهدوء، لذلك يفضل الإبتعاد عن الألوان الموجبة أو الألوان ذات التفاعلات الحمضية من الأحمر والبرتقالي والأصفر، نبتعد عنها في غرف النوم لأنها تؤدي إلى التوتر والأرق، ولذلك يفضل عدم استخدام اللون الأبيض فقط، لأنه يعطي نوع من الروتين والجمود، ويفضل استخدام اللون الأبيض والأزرق والأخضر لأماكن الراحة كغرف الجلوس وغرف النوم.
الفترة العلاجية التي تستغرق عند تعرض الشخص لإضاءة أو لون معين عن طريق البصر
أوضحت “د. جزلة” تختلف الفترة حسب نوع المرض، ومثلما ذكرت في حالة التهاب المفاصل عرضوا النساء لمدة 15 دقيقة وفي فترات متباعدة، وحسب القدرة على تأثير هذا الشعاع أو الطيف الضوئي فهي تختلف من مرض لأخر، كمثال مرضى التوحد عند الأطفال وجدوا أن هنالك ألوان ينصح أن نعرض الأطفال لها والإبتعاد نهائياً عن الأسود والأحمر لأن الأحمر يصيب الأطفال بالتوتر والأسود بالتشاؤم، ولذلك يفضل تعريضهم للون الأزرق والأخضر لمساعدتهم على الهدوء والنوم، واللون البرتقالي لون جيد ومفيد ومنشط للعضل ومنشط للهضم فهو فاتح للشهية، ومن الناحية النفسية عند تعرض الأطفال للون البرتقال فإنه يزيد من التخاطب الاجتماعي، وطبعاً التأثير لا يختلف كثيراً بين الأطفال والكبار، لكن الأطفال أكثر حساسية للألوان من الكبار.
بالنسبة للون الأصفر، دائما ما يقال أنه يجب تلوين الأماكن الخاصه بالدارسة والتفكير والتعليم باللون الأصفر، لأن اللون الأصفر هو لون الإبداع والتفكير والذاكرة، لذلك يلاحظ أن المكاتب تكون أوراق الملاحظات باللون الأصفر، لأن اللون الأصفر يساعد على تقوية الذاكرة، وينصح بوضع بغرف الأطفال ولكن ليس الإكثار منه لأنه لون عالي وقد يؤدي إلى توتر وبكاء الأطفال، ولكن يفضل أن يكون موجود، واللون الأخضر أيضاً يساعد على التركيز والهدوء والدراسة للأطفال.