اليوم سنتحدث عن موضوع نواجهه جميعاً سواء في المنزل أو في العمل وفي أي مكان وهو تأثير الهواتف الذكية ( الأجهزة الذكية ) على صحة العيون. عندما نقول أجهزة الكترونية هل نعني كل الأجهزة التي تستخدم من تليفزيون وموبيل، وهل تعتبر جميعها أجهزة ذكية؟
يقول الدكتور سالم أبو الغنم “استشاري طب وجراحة العيون”، عندما نقول الأجهزة الذكية (Smart Phones) أو الأجهزة الالكترونية فنحن نقصد الهواتف الذكية بكافة أنواعها والتابلت والأيباد والكمبيوتر واللابتوب، فهذه هي أكثر الأجهزة استخداما في الوقت الحالي، كذلك التلفزيون فهو ما زال موجودا وقد تغيرات أنظمته وإضاءته، لكنه أقل خطارا من الهواتف الجوالة والأجهزة الذكية الأخرى أو الإلكترونية بشكل عام.
أين تكمن خطورة هذه الأجهزة؟
لا نستطيع أن نقول أن هناك خطورة من استخدام الأجهزة الإلكترونية، فاستعمالها ليس خطار، لكن يجب استخدامها بطريقة حكيمة، فأجهزة الكومبيوتر وأجهزة الهاتف الجوال والتابلت والآيباد بشكل عام، جميع هذه الأجهزة، تتكون إضاءتها من جزيئات تتردد بشكل عالي، وهذه الإضاءة تشع، وبالتالي فالمطلوب مننا تخفيض استخدام هذه الإشعاع، فإستخدام الإشعاع لفترة طويلة ير بشبكية العين ويؤثر على القرنية، فاستعمال هذه الأجهزة بشكل متواصل لمدة ثلا أو اربع ساعات أو خمس ساعات متواصلة، له تأثيرين التأثير الأول يقل من كمية الدمع في العين أي أن كمية الدمع تصبح غير كافية، وذلك لأن الشخص يبقي عينية مفتوحة لفترة طويلة ويزيد تركيزها على الجهاز الإلكتروني، وفي الطبيعي يجب أن يرمش الإنسان (18) مرة في الدقيقة، فعند تركيز العين تقل عدد مرات الرمش في العين فيساعد ذلك على زيادة كمية الجفاف، فحركة الجفن تقل وبذلك يقل ترطيب العين، ثانيا: كثرة التركيز على الأجهزة الإلكترونية يؤدي إلى شد في عضلات العين الداخلية، وهذا ما نطلق عليه “التكيف” وبالتالي استمرار النظر إلى الأجهزة الإلكترونية لمسافة من 20 إلى 40 سنتمر يحدث تركز وبالتالي يحدث شد لعضلات العين، مما يؤدي إلى حدوث صداع، ويكثر هذا بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون الكمبيوتر أو اللابتوب، كذلك قد يحدث حرقان وإحمرار في العين، وقد يشعر المريض بوجود جسم غريب داخل العين.
هل يوجد نصائح لاستخدام الأجهزة الذكية ؟
يوضح الدكتور “سالم” أن مع استخدام الأجهزة الحديثة يجب أولا أن يكون الموبيل أو الجهاز بعيد عن العين بمسافة مناسبة فلا يكون قريبا جدا من العين، ثانيا تخفيف الإضاءة الصادرة من الأجهزة، والأهم من ذلك هو عدم استخدام الأجهزة في الليل والغرفة مظلمة فقد ذكر حالتين في العالم أن استخدام الأجهزة الذكية في غرف مظلمة أدي إلى حدوث عمي جزئي، على الرغم أن الدراسات العلمية لم تؤكد ذلك، وأكد الدكتور سالم أن لا تكون الإضاءة خافتة جدا في الغرفة أثناء استخدام الأجهزة الذكية، ولا تكون إضاءة الجهاز عالية، وجميع الأجهزة الحديثة مهيأة لتعديل شدة إضاءتها وبتالي يمكن تخفيف حدة الإضاءة، خاصة الإشاعة الزرقاء التي تحتوي عليها معظم أجهزة الهاتف المحمول والتابلت.
المشكلة أن استخدام هذه الأجهزة أصحبت من عادات قبل النوم. يقول الدكتور سالم أن وجود الأجهزة الذكية بجوار الرأس أثناء النوم يشكل خطرا على الإنسان، لذلك يجب إبعادها قدر الإمكان عن مكان النوم.
ما هي النصيحة التي يجب أن تقدم للأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية ؟
يوجه الدكتور سالم النصيحة للأطفال ولكبار، فبالنسبة للأطفال يجب على قدر المستطاع تخفيف استخدام الاسمارت فون “الأجهزة الذكية” وذلك أولا لأشعة الصادرة من الأجهزة تأثير سلبي عليها، كذلك يؤثر على نظر الأطفال فيسبب ضعف نظر، كذلك الأطفال يستعملون الأجهزة الذكية من مسافات قريبة مما يسبب شد في عضلات العين، ومع تقدم عمر الطفل يؤدي إلى جفاف الدمع في العين وبالتالي يؤدي إلى جفاف العين لأنه يؤثر على الغدة الدمعية، فاستخدام الأطفال للأجهزة الذكية لفترات طويلة يؤدي إلى ضعف النظر المبكر وبالتالي الحاجة إلى استخدام النظارات الطبية، أما النصيحة المقدمة للكبار خاصة الذين يستخدمون الكمبيوتر في عملهم خاصة الذين يعملون في البنوك والشركات أو حتى الأشخاص الذين يستخدمون الكمبيوتر في المنزل يجب أن تكون الإضاءة مناسبة أولا إضاءة الغرفة، ثانيا إضاءة الأجهزة نفسها، ويجب أن تكون المسافة بين الشخص المستخدم للكمبيوتر والجهاز نفسة على مستوى الرقبة، كذلك يجب أن تكون وضعية الجلوس مريحة، لأن وضعية الجلوس لها تأثير سلبي على الرقبة، كذلك إذا كان جهاز الكمبيوتر من الأجهزة القديمة التي لا تحتوي على طبقة حماية للعين يجب أن يستعين بطبقة حماية خارجية، كذلك يجب مراعاة تغير وضع الجسم بعد استخدام الكمبيوتر لمدة (40) قيقة كالرجوع إلى الخلف تفتيح وتغميض العين الطلع من النافذة، فذلك يساعد على ترطيب العين، فيخفف من حدة جفاف العين، وإذا كان جفاف العين بدرجة عالية من الممكن استخدام قطرة العين بعد استخدام الكومبيوتر مدة (40-45) دقيقة، ولا يتطلب ذلك ترك مكان العمل والخروج لكن من الممكن النظر إلى ما حولك في الغرفة، وذلك بهدف تريح عضلات العين الداخلية.
ويتابع دكتور سالم، يجب أن يتم النظر إلى الطبيعة لأن مداها يكون أوسع. فذلك يساعد على إرخاء العضلات الداخلية للعين ويساعد على شد عدسة العين، فيساعد ذلك على تخفيف ألم العين.