تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية
يقول الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي “عمر قصقص”: أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تسبب الطلاق في حالات عديدة، وثُبت ذلك من خلال عدة دراسات تم إجراؤها في العالم بأكمله؛ حيث أن الدراسات تشير إلى أن أكثر الأشخاص استخداماً لمواقع التواصل الاجتماعي هم الأشخاص الذين يهتمون برعاية الأسرة، كما أنه على حد قول المجلس الوطني لشئون الأسرة في الأردن تحديداً، فإن ٦٧٪ من الأسر يعتبرون أن الانترنت هو جزء أساسي في الأسرة.
وتوضح دراسة “Pew Research Center”، أن ٤٢٪ من الآباء والأمهات يتواصلون مع أبنائهم عن طريق منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتشير بعض الدراسات التي أجرتها وزارة العدل في دولة الكويت، والتي نشرها موقع “BBC“، إلى أن ٣٣٪ من حالات الطلاق في دولة الكويت يرجع سببها الرئيسي إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك بالإضافة إلى أن قسم التوجيه الأسري في الامارات يؤكد أن ٥٠٪ من حالات الطلاق يحدث بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.
وذلك إلى جانب بعض الدراسات البريطانية التي تؤكد أن ٣٣٪ من حالات الطلاق في بريطانيا حدثت بسبب الفيسبوك، و٤٪ من تلك الحالات حدثت بسبب تويتر، ودراسات أخرى أجريت تبعاً لمؤسسة “The Independent” تشير إلى أن ٤٠٪ من حالات الطلاق في إيطاليا سببها مواقع التواصل الاجتماعي، كما أشارت بعض الدراسات التي أجراها الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر، إلى أن ٤٠.٠٠٠ حالة طلاق، من بين ٧٥.٠٠٠ حالة طلاق حدثت بسبب انشغال الأزواج عن زوجاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وتشير دراسة أخيرة تابعة لجامعة بوسطن الأمريكية إلى أن ٣٢٪ من الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك يفكرون جدياً في الانفصال عن شركاء حياتهم، لذلك فيجب حتماً أن يؤخذ الأمر بعين الاعتبار.
إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي
يؤكد “قصقص” أنه يجد نواحي إيجابية عديدة لمواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن أن نتغاضى عنها، فمثلاً تفيد مواقع التواصل الاجتماعي في حالات معينة، مثل:
- سفر أحد أفراد الأسرة، وبالتالي تساعد في تقريب المسافات بين الأسرة، من خلال مواقع التواصل مثل سكايب، واتساب، أو ماسنجر.
- تجعل مواقع التواصل الاجتماعي اخبار العالم بأكمله أمامنا، وموثقة بالصور، والفيديوهات.
- قد تخلق المواضيع المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حواراً، ونقاشات بين أفراد الأسرة.
- تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة ممتازة للتسلية؛ ولكن يجب أن يكون ذلك خلال ساعات محدودة في اليوم.
- تخلق وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً للعمل، خاصةً لربات البيوت.
- خلق فرصة لنشر بعض المواهب، سواء بالفيديوهات، أو بالصور، سواء كانت هذه المواهب خاصة بالكتابة، أو بالطبخ، أو الخياطة، أو الغناء، وكذلك قد يتم استغلال هذه المواقع من أجل التسويق الالكتروني لبعض المنتجات، مثل مستحضرات التجميل، أو الإكسسوار، وغيرهما.
أما عن السلبيات، فيمكن أن نلخصها في النقاط التالية:
- ضعف الروابط الأسرية.
- تراجع عدد الزيارات والتجمعات العائلية، حتى طريقة العزاء في يومنا هذا أصبحت يمكن أن تكون أونلاين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
- قد يؤدي الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي على حدوث بعض الاضطرابات الدماغية، والنفسية، خاصةً بالنسبة للانستجرام “Instagram“؛ حيث يقوم الأشخاص في هذا الموقع بنشر الصور الأكثر سعادة، وبالتالي تجعل الأشخاص المتابعون يشعرون بالدونية، وعدم الرضا، مهما كان مستواهم الاجتماعي، والمعيشي.
- تساعد مواقع التواصل الاجتماعي في أحيان كثيرة في نشر بعض الثقافات الإجرامية، والجنسية، والتي قد تؤثر على شخصية الأطفال خصيصاً.