رحم الله أيام «افتح يا سمسم» و«بابا فرحان» وبعض أفلام الكرتون وبرامج الأطفال القديمة التي كنا نتابعها كأننا منومون مغناطيسيا، ولو أن حربا قامت لا تصرفنا عنها من شدة انجذابنا لها، واللافت أنها محلية تماما وترسل لنا ما تريده ثقافتنا الدينية والاجتماعية من قيم ومبادئ تساعد الأسرة على التربية السليمة وتعزز الأخلاق في نفوس الأبناء من تعاون وإيثار وتضحية وحب وإخاء وتشجيع وترفيه وحفظ حقوق الصداقة والجيرة واحترام الكبير.
لكن احذر من عرض هذه البرامج على أطفال هذه الأيام، لأنك ستصبح «مسخرة» ويظنون أنك تريد منهم متابعته نوع من «الهبالة» المركزة، أتقارن «بابا فرحان» بـ «أبطال الديجيتال» أو «تيمون وبومبا»؟ وهذا الأخير بالذات أكن له حقد الأباليس، فإذا أردت طفلا ماهرا في فعل جميع أنواع الأمور المقززة والمثيرة للاشمئزاز، اتركه فقط لخمس دقائق مع «تيمون وبومبا».
وهناك الكثير من أفلام الكرتون التي لا تعلم الأبناء سوى العنف والوحشية والأنانية والإحباط، مثل فيلم الكرتون الشهير road runner المعروف بـ «بيب بيب» ويحكي قصة النعامة التي تفر من مقالب الذئب الذي يفشل دائما في الإيقاع بها. وهذا الكرتون بالذات ممنوع عرضه في كثير من الدول مثل اليابان لأنه يعلم الأطفال الإحباط والحقد!
لا يجب إغفال تأثير أفلام الكرتون على أبنائنا، فبالإضافة إلى التأثير التربوي فهي تؤثر عمليا عليهم مثلما حصل مع أحد الأطفال الذي توفي بعد سقوطه من نافذة بناية مقلدا بذلك سوبر مان، لذلك أدعو الجهات الإعلامية إلى العناية ببرامج الطفل وتوخي الحذر من عرض البرامج التي تصلنا من الثقافات الأخرى، وأتطلع كثيرا إلى إنتاج أفلام كرتونية محلية نبث من خلالها ما نريده لأطفالنا لنشأة سليمة سلوكيا وتربويا.
بقلم: فاطمة الشريمي