أين أذهب؟ إلى الشوارع أم الصحارى؟.. هذا كان رد أحد مواطني السعودية الحبيبة بعد أن أخبره مندوبو الدفاع المدني أن يخرج من منزله؛ لأنه متهالك جدا وقد يسقط في أي لحظة على رؤوس من فيه، كما أنه يكشف من بداخله لكثرة التصدعات والتشققات على جدرانه، إضافة إلى كونه لا يقي من حر الصيف وبرد الشتاء! لا معين ولا مساعد لهذا المواطن الذي أغرقته الديون تماما، حيث لا يتبقى من راتبه سوى 2000 ريال لا تكفي لسد حاجات أفراد أسرته الذين يبلغ عددهم 12 شخصا.
ومن هنا يتبادر بذهني، يا ترى لماذا هذا وضعه؟ ربما؛ لأنه لا يعرف أحدا في وزارة الشؤون الاجتماعية، وربما؛ لأن اسمه لم يرق للمسؤولين في وزارة الإسكان.
أيا كان السبب، فوجود هذه الحالات يدل على أن هناك من لا يقوم بعمله، فبينما يتلوى الفقراء جوعا ويرتجفون بردا تجد المتخاذلين منعمين ومترفين في المكاتب التي خصصت لقضاء حاجات هؤلاء الفقراء، إن لم يكن الضمير هو المراقب، فلا بد من وجود هيئات تدقق في آلية عمل هذه الوزارات وتكشف خذلانها وتعثرها في مساعدة الفقراء وتعزل المسؤولين الصامتين.
نريد أن نشعر أن الفقير ليس وحيدا وأنه يجد دوما يد المساعدة التي تنتشله من الجوع والبرد والقلق إلى أحسن الحالات.. هذا واجبهم وعملهم وليس فضلا منهم.
لن أبالغ إذا قلت إن وجود فقير في وطننا يدل على خلل كبير، فكيف لم نستطع حتى هذه اللحظة إنهاء الفقر؟ كيف نقرأ حتى هذه اللحظة في الصحف مناشدات واستجداء المواطنين.
بقلم: بشاير آل زايد
وهنا نقرأ: حكاية أم لعاطلين!