«أمل» تسأل: أود أن أستشير حضرتكم، أو أطلب منكم أن تعطوني الأسلوب الأمثل للتعامل بين الخاطبيْن.
بحكم خطوبتي حديثا أود من حضرتكم أن ترشدوني للطريقة المثلى للتعرف على شخصية خطيبي؛ وذلك لأن الخطوبة تمت حسب الطريقة التقليدية؛ فلم أكن أعرف عن خطيبي أي أمر، إلا أنه بمجرد أن جاء لخطبتي حدث النصيب بسرعة، ونحن الآن بحكم المتزوجين؛ لأنه تم عقد القران. أرجو أن تتفهموا غايتي من هذه الرسالة التي قد تهملونها، ولكني -والله أعلم- كم أريد منكم الإرشاد.
وعندي بعض الملاحظات: أنا وخطيبي التفاهم بيننا واضح، والفرق بيننا قليل جدا، إلا أنني في بعض الأوقات أشعر أنه غريب عني، ولا أستطيع حتى النظر إليه، وأشعر بحالة سرحان، وفي المقابل فهو أحيانا وأنا معه أشعر منه أنه يريد إشعاري بأنه يهتم بمن حوله من الفتيات، مع أنه في أحيان كثيرة لا يهتم بمن حوله، وأنا معه أرجو منكم أن تعطوني من وقتكم القليل. أعرف أنني قد أطلت عليكم، وأتمني لكم التوفيق بإذن الله ﷻ.
الإجابـة
أيتها العروس، لا يستطيع أحد أن يغفل سؤالاً وُجِّه إليه، فليس هذا من شيمة هذه الصفحة ولا العاملين عليها، ويبدو أنك وخطيبك متفاهمان وقريبان بعضكما من بعض، وتبدو المشكلة أو التساؤل في كيفية خلق هذه الشرارة الصغيرة التي ستملأ البيت دفئًا فيما بعد.
والزواج التقليدي يا بنتي غالبًا يكون زواجًا ناجحًا؛ لأنه قد روعي فيه غالبًا كل عناصر النجاح من تكافؤ اجتماعي وثقافي وأسري.
وإذا كنت حتى الآن لم تقتربي بالقدر الكافي منه رغم القران؛ فلنعتبر أنكما ما زلتما في البداية، ولنبدأ معًا.. يحتاج كل غريبين إلى بضعة شهور من التعامل اللصيق حتى تذوب بينهما كل الحواجز والكلفة، وعادة ما يكون الرجال شديدي الرفض للفكرة.
فصندوق مشاعرهم ليس قريبًا من سطح الأحداث، ولكن إن توصلت إلى مفتاحه فسيظل هذا الصندوق يمنحك الحنان والحب والرعاية إلى الأبد.
حاولي أن تفتحي معه أحاديث مختلفة.. والجئي إلى الموضوعات العامة التي تقترب من النفس والمشاعر؛ فلا سياسة ولا اقتصاد… ربما شعر أو قصة تمثيلية أو فيلم… موقف عائلي عام… قد لا تجدين منه استجابة فورية دافئة.. ولكن واظبي على ذلك بحنان حتى تتغلغلي بداخله.. اهتمي به، وبشؤونه، وبالأشياء التي يحبها، وقد رفع عنك الكثير من الحرج الذي يغلف علاقة المخطوبين؛ لأنه زوجك.
اهتمي بما يحب.. وراعي عمله وطموحه.. وقد لا تحتاجين إلى هذه الشهور الكثيرة لتتوَّجي على عرش قلبه، وبيني وبينك ساعتها أخاف على قلبه هو من تقلب مشاعر النساء؛ فهي كما تشتعل بسرعة تهرب بسرعة، أحبيه في الله، ولله، وبالله.. وسيؤدم الله بينكما، إن شاء الله بالحب والتفاهم والود والسكينة. أما بالنسبة للاهتمام بالفتيات؛ فهذه لعبة قديمة لإثارة الغيرة؛ فلا تهتمي بها.
ويمكنك الاطلاع على استشارات سابقة أيضًا.. منها:
- ↵ زواجٌ بفارق 11 عامًا: هل الحب ينتصر على فارق السن؟
- ↵ خطوبة على صفيح ساخن: كيف أحافظ على هويتي في ظل اختلافات البيئة؟
- ↵ خطوبة مبكرة وحب عبر الإنترنت: كيف أُوازن مشاعري وأُبني علاقة ناجحة؟
- ↵ من جحيم إلى جنة: كيف أُداوي جراح الماضي وأواجه حبيبي السابق بقوة؟
⇐ أجابتها: د. نعمت عوض الله