برنامج بثته القناة الأولى قبل أيام، وكانت الحلقة عن اليوم الوطني السعودي.. المقدمان يبتسمان طوال البرنامج في محاولة منهما لبث الحياة في البرنامج الذي استضاف عدة ضيوف، ومن ضمنهم أطفال ظلوا واقفين تحت صورة الملك عبدالله ينتظرون إشارة من أحد، وتأتيهم الإشارات من امرأة قادتهم نحو المسرح وربما من رجل يقف خلف الكاميرا، إلى أن انتبه المذيع والمذيعة إلى ضرورة إشراكهم، أجلس بعضهم وركز على طفلة يبدو أنها قريبة من فريق الإعداد، عرفنا أن اسمها نهلة.
واستضافت المذيعة في حضنها طفلة عرفنا أن اسمها حصة، وباقي الأطفال الذين حضروا ليعبروا عن فرحتهم بالوطن ظلوا مجهولي الاسم، فقط الطفلة نهلة كانت مهمة بحيث إن المذيعة حرصت على أن تصطف مع الأطفال عند أداء ما أريد لهم أن يؤدوه!
«ياله يا نهلة ما تبي تنشدي معهم؟»
الصورة حديثة للعيد الوطني، لكنها لم تتغير. فالأطفال دمى متحركة على المسرح وليس لهم أي اعتبار إنساني، وأبسط قيم الإنسان أن يذكر اسمه على الأقل، وأن يحظى بمعاملة مساوية لمن هم معه!
في يوم الوطن يقدم لنا برنامج وطني هذه الصورة الصامتة لأطفال عرفوا من خلال حضورهم كيف يمكن أن تقدم نفسك! إما عن طريق الصدفة والحظ، أو عن طريق المعرفة والقربى!
ألم يأن للذين يعملون في مجال التليفزيون أن يعبروا نحو الضفة الأخرى ويقلدوا.. كخطوة أولى، يقلدوا البرامج الحوارية المباشرة الناجحة؟
الشيء الوحيد الذي قلدوه أنهم أضافوا إلى المشهد مذيعة أنثى فقط تبتسم طوال الوقت!
يقول “هيثم السعيد”: أحد أسوا البرامج التي شاهدتها في حياتي.. منتهى البذخ والخواء والإبهار البصري الذي لا يمكنه بالطبع إخفاء عيوب واضحة يستطيع مشاهد عادي اكتشافها.. ناهيك عن هوس المذيعين بإظهار أنفسهم على حساب الضيوف.. إحدى كوارثنا التليفزيونية بجانب القناة الثقافية.. فلا تحزني يا ليلى واربأي ببصرك فقط.
بقلم: ليلى الأحيدبشء