مقدمة: يعد الإجهاض أحد أكثر مضاعفات الحمل شيوعا وهو يحدث بنسبة تصل أحياناً إلى ٣٠٪ من كل حالات الحمل وقد تحدث بعض حالات الإجهاض مبكرا جدا حتى قبل أن تعرف المرأة أنها حامل بالفعل، باحثون بريطانيون اكتشفوا العامل المسبب للإجهاض وهو اكتشاف ربما يساعد على تخفيض نسبة التعرض له وبالأخص الإجهاض العفوي أي سقوط الحمل وعدم مقدرة المرأة على إتمام مرحلة الحمل ككل دون معرفة الأسباب المباشرة لذلك.
في الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة شيفيلد ونشرت في مجلة التماثل البشري ذكرت أن نوعا من البروتين يحافظ على ثبات الجنين داخل الرحم ويقلص فرص الإصابة بالإجهاض والولادة المبكرة. البروتين المسمى (سينستين1) يعزز نمو المشيمة وثبات الجنين معا وبحسب الأطباء فهو سيساعد على التنبؤ بما اذا كان الجنين سيظل ثابتا أو أن هناك احتمالية لفقده ومن خلال عينات مأخوذة من الحبل السري ومراقبة لشرائح عمرية مختلفة من الحوامل وجد الباحثون أن إفراز البروتين على سطح الجنين أثناء تطوره وقبل انتقاله إلى الرحم يلعب دورا في احتمالية تعرض الحامل للإجهاض ويأمل الباحثون أن تساعدهم نتائج هذه الدراسة على تطوير اختبارات دم تحدد حالات الحمل الخطرة وتتنبأ بحالات حدوث الإجهاض كي يتم اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية لتفاديه.
ما هي الأسباب التي تؤدي للإجهاض؟
يجيب علينا استشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور سامح عزازي، بأنه توجد عدد من الأسباب لحدوث الإجهاض يعد أكثرها شيوعا وجود تشوهات أو تليفات بالرحم مما يجعل الرحم غير مناسب لاستمرار الحمل فترة طويلة ويعرف الإجهاض بأنه حدوث الولادة قبل مرور ٢٨ أسبوع حيث تستمر مدة الحمل ل ٤٠ أسبوعا ومع تقدم العلم أصبحت ولادة الطفل في الشهر السابع أو السادس أمرا ممكنا ولكن مع ضرورة إكمال باقي مدة الحمل داخل الحضانات الصناعية، ومن أسباب الإجهاض أيضا تجلطات الدم حيث تقل كمية الدم الواصلة للجنين وقد يؤدي ضعف عضلات عنق الرحم لحدوث الولادة قبل الموعد المناسب مما يسبب تكرار الإجهاض لأكثر من مرة ففي حالة تكرر الإجهاض لأكثر من ٣ مرات يسمي بالإجهاض المتكرر، كما يعد تقدم عمر الام من الأسباب المهمة حيث يفضل عدم تأجيل الحمل لما بعد سن ٣٥ او ٤٠ حيث تكثر المشاكل خلال هذه الفترة.
هل يعد حدوث الإجهاض دون علم المرأة بحدوث الحمل أمراً خطرا؟
يعد تكوين الجينات والكروموسومات من أهم أسباب الإجهاض وفي بعض الحالات قد يعاني أحد الوالدين من مشكلة بالكروموسومات وفى حالة التلقيح يحدث الإجهاض ولذلك ننصح السيدات في حال حدوث أي تغير بالدورة الشهرية بضرورة زيارة الطبيب حيث أن الحمل قد يحدث خلال أي فترة.
هل هناك طرق لتجنب الإجهاض؟
يرد الدكتور سامح عزازي بأنه لا بد قبل حدوث الحمل عمل الفحوصات اللازمة حتى يمكن تشخيص الأسباب المؤدية للإجهاض مثل حواجز الرحم وتليفات الرحم والتي من الممكن علاجها قبل حدوث الحمل حيث أن بعض السيدات وبعد حدوث حمل ناجح لأول مرة تعاني من الإجهاض لمرة أو اثنتين ففي حالة تكون تليف وتم علاجه يحسن من فرص حدوث الحمل مما يجعل من منظار الرحم أمر بالغ الأهمية للمساعدة في إنجاح عمليات أطفال الأنابيب حيث تمثل عمليات الإجهاض عبئ نفسي شديد على الأم والمحيطين بها.
هل تعد العوامل الوراثية عامل مؤثر في حدوث الإجهاض؟
عمليات الولادة القيصرية لا تستدعي بالضرورة حدوث الإجهاض فيما بعد حيث أن مشاكل جوف الرحم هي اعامل الأكثر أهمية في حدوث الإجهاض والآن أصبحت الأبحاث العلمية أكثر دقة في توصيف مرحلة انغماس البويضة داخل الرحم وفي حالة أطفال الأنابيب أصبح من الممكن أخذ عينة من الجنين لفحص الكروموسومات للوصول لعلاج للإجهاض الغير مسبب.
ما أهمية اكتشاف البروتين الجديد؟
أضاف الدكتور سامح عزازي بأنه يعد هذا الاكتشاف هو الحلقة المفقودة بخصوص ما يحدث داخل الرحم بعد تخصيب البويضة ووصولها لجدار الرحم ففي حالة حدوث فشل خلال هذه المرحلة يحدث الإجهاض وهو الفرق بين الجنين السليم والجنين الغير سليم.
هل تعد هذه الدراسة غير مجدية للأم التي يحدث لها إجهاض قبل علمها بأنها حامل؟
دوما ما ننصح بإجراء الفحوصات الضرورية قبل حدوث الحمل وفور توقع أو استشعار حدوث الحمل يجب زيارة الطبيب مباشرة حيث أن بعض المشاكل التي من الممكن أن تؤدي لحدوث الإجهاض مثل ضيق عنق الرحم أو نقص بعض الهرمونات يمكن علاجها بسهوله، ولذلك يجب دوما توقع حدوث الحمل وضرورة الراحة وعدم بذل مجهود شديد كما يعد العامل النفسي شديد الأهمية في حدوث الحمل وفي استمراره.
هل تعد فترة الثلاث شهور الأولي أخطر فترات الحمل؟
يعتمد الأمر على المسببات ففي الحالات التي تكون مشاكل الحمل فيها جينية تكون مشاكل الحمل في فترة الثلاث شهور الأولي، ففي خلال أول شهر من الحمل لا تدرك المرأة بأنها حامل وتزاول فيها حياتها بشكل طبيعي وقد تمارس أمور من المفترض عدم ممارستها للمرأة الحامل، وخلال الشهرين الثانيين يبدأ تكوين المشيمة من أجل دعم الحمل خلال فترته الأولي ولذلك قد يؤدي عدم العلم بحدوث الحمل لحدوث الإجهاض خلال الفترة الأولى منه.