الحديث عن هذا الرجل غريب ومثير جدا، جرب في مكان مختلط بالطبع أو في شبكة اجتماعية أن تمدح الرجل فتقول مثلا «خواطر الشقيري مميزة ولامست الجرح» ستجد حتما من يدعم موقفك وستجد بنفسك عشرات الحجج لتعزز هذا الموقف، جرب بعد يوم واحد فقط أن تنتقص من الرجل فتقول «الشقيري هذا أحبطنا بمهرجان المقارنات الرمضاني» وستجد أيضا الكثير من المحمسين لذات الفكرة، وبين هذا وذلك ستجد من يستغل الموقف ليبيع قارورة الماء بستة ريالات للجماهير المتعطشة للمدح والانتقاد.
ما يفعله الشقيري ببساطة هو أنه يريد أن يخبرنا أننا متخلفون، ونحن للأسف كذلك ولكننا لا نريد أن نؤمن بهذه الحقيقة، وبصراحة حلول التخلف المعتادة ليست في متناول الجميع، وليس لدينا الرغبة في القراءة ولا الاطلاع على معارف الدول المتقدمة وحتى لو فتحنا الباب على الغرب والشرق فإننا لا نميز بين ما هو حضاري وتخلف حضاري، وبعد كل هذا تطرأ فكرة السوبرماركت «نأخذ أفضل ما لديهم ونترك السيئ».
الشقيري تخلص من كل هذا وتجاوزنا بحقن وكبسولات عن حالات الحياة المثالية وعما يجب أن تكون تفاصيل الحياة، هو يقول إن التعليم والقضاء والصحة والحكومة عموما هي أولا في خدمة الناس، وثانيا أن تكون بهذه الطريقة، فتدور الكاميرا حول العالم لتلتقط الأفكار ويلتقط المنتقدون أناقته المفرطة وعدد مرات بكائه.
هناك بعض التحفظات على البرنامج وصاحبه ولكنني أتحدث وأنا جالس على الكنبة وأتذكر قوله ﷻ «لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّه» قبل عام وفي هذه الجريدة كتبت مقالا بعنوان السجن النرويجي وذكرت فيه أغلب تفاصيل حلقة خواطر بالنسب والعجائب.
القراءة مملة ولكن الجميع تقريبا تغريهم الصورة، الصورة ثم الفكرة ستبقى في خيال الجيل ومع الوقت سيصبح في العقل صورتان لما هو واقعي ومثالي، هذه حدود الإعلامي في التغيير.
بقلم: سعيد الوهابي
هنا تقرأ: محللون وخبراء.. خادعون منتفخون!
و -كذلك- هنا نجِد: توقيع على بياض