كم هو رائع أن نبدأ مع البدايات، وأن نعيد صياغة أهدافنا ومشاعرنا معها أيضا، رائع أن نتوقف عند كل بداية لنخلق لأنفسنا بداية جديدة، وبما أننا على بعد أيام من بداية العام الجديد فإني أوجه دعوة لتأمل ما مضى من الوقت والاستعداد لخلق بداية جديدة بعزم صادق على كل ما هو خير، عزم على التصحيح والاعتراف بالحق والصراحة والشجاعة في مواجهة الذات بما فيها من القصور، والصدق مع النفس إلى أبعد الحدود.
مع بداية السنة الجديدة انظر إلى الخلف برهة وحاول أن تقيم نفسك، وقيم قدراتك ونجاحك في تحقيق أهدافك ومدى رضاك عنها، قيم علاقاتك، حدد ملامحها وسل نفسك، هل أنا راض عن علاقاتي؟ هل صداقاتي ومعارفي وغيرهم علاقات إيجابية تدعمني؟ أم سلبية تستنزفني؟ وفي كل مرة حاول أن تلتزم الصدق في إجاباتك.
أين أنت الآن من أهداف؟
في لحظة فارقة بين عام مضى وعام أوشك على القدوم يجب أن تتوقف لتعرف بالضبط أين أنت من أحلامك، كم حققت منها؟ وكم بقي؟ وكم ضاع من العمر؟
فإن كنت حققت من أحلامك القدر الذي يرضيك ويشعرك بقيمة الأيام والسنوات الماضية، فأنت جد محظوظ وموفق، فكن سعيدا وفخورا بنفسك راضيا عنها، أما إن كنت ممن أضاع في عرض الصحراء قافلته وعاد لا يلوي على شيء، أو فقد طريقه وضل السبيل نحو وجهته التي يريدها فيجب أن تبحث نقاط ضعفك وأسباب فشلك، وأن تضع يدك بدقة على أسباب هذه الحالة التعسة التي تحيط بك.
احضر ورقة وقلما واكتب كل ما كنت تحلم به وتخطط له في عامك الماضي، وضع علامة حول ما نجحت في تحقيقه وعلامة مغايرة حول ما أخفقت في تحقيقه.
اكتب عنوانا حول أسباب اخفاقك فيما مضى من العام، هل هو عدم وجود رادة قوية؟ أم نقص الخبرة والمعلومات التي تمتلكها حول هدفك؟ أم هي عدم الثقة بنفسك؟ أم هو التكاسل وعدم الاجتهاد والمثابرة؟ أم هو الاستعانة بمن لا يصلح الاستعانة به من الخلق أو الوسائل؟ أم غير ذلك؟
جدد إرادتك
إذا كان العجز وعدم وجود إرادة قوية هو سبب اخفاقاتك في أي شيء فاستدع كل دوافعك القديمة للنجاح، واستدع كل محفزاته عندك، وتوكل على الله وجدد العزم والنية على الاستمرار حتى الوصول، تخطى ضعفك القديم والوهن الذي يسري في أوصالك وضع لتخبطك نهاية، ضع نقطة … وابدأ مع عامك الجديد من أول السطر.
نمي مهاراتك وأصقل خبراتك
إذا كان سبب اخفاقاتك الماضية وعدم قدرتك على الفوز بما كنت تصبو إليه، فودع جهلك وقلة حيلتك واسلك كل سبل التعلم واكتساب الخبرة المتاحة لك، واخلق لك فرصة تنمي مهاراتك وتجلك متميزا متسلحا بالمعرفة العملية والواقعية، ضع نقطة تنهي بها متاهاتك وقلة خبرتك.. وابدأ من أول السطر في طلب الخبرة والعلم أيا كانت مواطنه.
جدد ثقتك
أما ان كنت تفتقر إلى الثقة بنفسك وتجهل قدراتك، ولا تجيد تقييم طاقاتك، فأنت بحاجة إلى وقفة مع النفس ومراجعة تاريخ انجازاتك لتستمد منه قوتك وتجدد به ثقتك بنفسك، اعلم أنك قادر على كل ما تريد، وتيقن أن لا أحد أفضل منك، وأن لا مستحيل مع العزيمة والصبر والثقة!
انظر حولك لتعرف كم من البشر خسروا كثيرا بسبب ضعف ثقتهم، وعدم تقديرهم لذواتهم، فأهدروا أعمارهم وطاقاتهم في لا شيء، وتأمل كم من الناجحين كانوا ضعفاء محتاجين، كم عانوا من الصعوبات، غير أن ثقتهم بقدراتهم صنعت العجائب ونقلتهم من أحط دركات الإحباط والفشل إلى أعلى مراتب المجد والنجاح والتألق، ضع نقطة.. وابدأ بثقة لا تهتز من أول السطر.
قاوم خمولك وكسلك
فإن كان التكاسل والعجز وضعف قوتك السبب، فانهض فوراً وانفض عنك غبار الكسل والخمول واستعن بالله وطلب العون والمدد منه، واعلم أن من طلب العلا سهر الليالي وأن للنجاح ثمن يجب أن تدفعه من راحتك وفراغك، الآن مع بداية العام الجديد ضع نقطة، وابدأ من أول السطر بهمة لا تعرف الخمول ولا تقبل الدونية أبداً.
اعتمد على نفسك
فإن كان سبب اخفاقاتك اعتمادك على غيرك والاستعانة بمن لا يملكون ولا يريدون مساعدتك، فلا تلق باللوم إلا على نفسك، واعلم أنه ما من مخلوق يعرف موطن ضعفك مثلك، ولا يعرف صالحك أحد أكثر من نفسك، انتبه وارفع شعاراً جديداً في الاعتماد على نفسك، وابدأ سطرا جديداً مع عامك الجديد.