مدخلنا إلى العام الجديد
عام مضى ولم يبق منه إلا أيام قلائل وينتهي بكل ما فيه، لنستقبل عاماً جديداً، باحثين بين ثنايا لحظاته عن السعادة التي ترضينا، والنعيم الذي ننشده طوال حياتنا، نأمل أن يكون عامنا الجديد أفضل من الأعوام الماضية، وأكثر هدوءً وسعادة.
ومن أهم أسباب السعادة في هذه الحياة أن يجد الإنسان ما يشبع حاجته للحب والاهتمام والتقدير، وفي ظل ضغوط الحياة وما فيها من لأشغال والهموم التي ألهت الناس عن الاهتمام ببعضهم، وشغلت كل إنسان بنفسه وحاله، نريد أن نثور على الفتور الرهيب الذي سيطر على الحياة وأصاب العلاقات جميعها.
وعلى الرغم من ذلك فإننا لا نزال نقابل أشخاصاً يتمتعون بحب واعجاب واهتمام الكثير من المحيطين بهم، وهنا يخطر بالبال سؤال ملح، ترى ما سر إعجاب واهتمام الناس بهذا الشخص بالذات، وكيف يستطيع أن ينتزع حبهم ويحظى بتعاطفهم؟
هنا سيكون محور الحديث عن بدء عام جديد بهدف نبيل وهي أن نعيد تقييم أنفسنا وتقييم مكانتنا لدى الأخرين، وأن نتبوأ في قلوب من حولنا المكانة التي تليق بنا!
من الآن ومع بداية العام الجديد.. تعلم كيف تكسب حب الآخرين
اعلم أن النفوس البشرية جبلت على حب من أحسن إليها، وكره من أساء إليها، فإذا أردت أن تستحوذ على حب من حولك وتفوز بقلوبهم فأحسن إليهم ولا تبدي لهم إلا الحب والخير وحسن الخلق، هذا مجمل النصح وعمومه، أما عن الخطوات العملية التي تستطيع من خلالها أن تتمتع بعام جديد مختلف مليء بحب الناس، والتفافهم حولك، فعليك بما يلي:
• تعلم كيف تتفهم احتياجات من حولك، وكيف تعرف متى يحتاجون للنصح ومتى يحتاجون فقط لمجرد الفضفضة، ومتى يحتاجون لمساعدة تفوق الكلام وتتجاوز حدود الاستماع.
• تعلم فن الإصغاء وحسن الاستماع للأخرين، تعلم أن تستمع باهتمام وتركيز لم يأتيك متحدثا عن حاله أو شاكيا أمرا ألم به، ومن علامات التركيز وحسن الإصغاء أن تترك ما في يدك وتلتفت باهتمام إلى محدثك، وأن تنظر إليه، وتتفاعل مع حديثه فإن كان في كلامه شكوى تعاطفت معه، وإن كان في حديثه ما يثير الدهشة أبديت دهشتك وعبرت عن تعجبك، وإن كان في حديثه ما يدعو للضحك أو التبسم أبديت ابتسامتك وسعادتك بما يقول، ولا تكن جامدا كجلمود صخر حطه السيل من علٍ! فأكثر ما ينفر الناس من الإقبال على شخص ما والحديث معه جموده وردود أفعاله المحبطة، فالمتحدث يتحدث معك راجيا منك استجابة وتفاعلا مرضيا وليس صمتا وجمودا محبطا.
• اهتم بمظهرك، فلحسن الطلعة جاذبية ووقع في قلوب الخلق لا تتخيله، فالعين فعلا تعشق كل جميل وتنفر من كل قبيح أو مزري.
• تعامل مع من حولك بحرارة، سلم عليهم بحرارة ودعهم بحرارة واسأل عن أحوالهم وأخبارهم، وادع لهم بصدق، فهذه الأمور لها أثر السحر في كسب محبة الناس واهتمامهم.
• المدح بلا تملق ولا مغالاة والمجاملة الرقيقة، تترك انطباعا رائعا وتجعل الأخرين سعداء بلقائك حريصين على صحبتك، فكل نفس تطمح للكلمة الطيبة والثناء الحسن، لكن تذكر.. بلا مغالاة أو مبالغة أو شطط!
• التسامح والعفو عن الزلات والتجاوز عن عثرات الناس من شيم الكرام والعظماء، فإن منيت بإساءة من أحدهم فاعلم أن تسامحك يمكن أن يحول العداوة إلى مودة ويزرع بدلا من الحقد حبا واحتراما لا يتزعزع (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداة كأنه لي حميم).
• ابدأ عامك الجديد بالتقرب إلى الله عن طريق التقرب إلى خلقه وحسن معاشرتهم، وإسداء الخير والمعرف إليهم، لا تقبل أن تكون مهمشا في حياة من تحب، انشر بين أهلك وأحبابك وأصحابك كل ما هو نافع وإيجابي، اجعل ذكرك بينهم طيبا.
• تمسك بحسن الخلق، وتخلص من كل ما عداه قاوم غضبك، واكبح الفضول وحب الاستطلاع لديك، فالغضب يورطك فيما تكره عواقبه والفضول يفقدك هيبتك ويجعلك ثقيلا وغير محبوبا، ويسمعك ويريك ما لا يرضيك، فدعهما وتحرك نحو الخلق السليم والسلوك الطيب.
• حب الناس طريق إلى نيل محبة الله، ومحبة أهل الأرض نتاج لمحبة أهل السماء، فكن للناس كما تريد أن يكون لك، حسن الخلق، طيب الكلمة، رقيق النصح، داعما ومساعدا وعونا على الحياة وأحداثها، واجعل بداية عامك الجديد.. نقلة حقيقية في علاقتك بمن حولك.