بحور الشعر وافرها جميل … مفاعلتن مفاعلتن فعولُن؛ هذا مفتاح البحر الوافر فهل تتذكرونه، دعونا نُعلمكم في هذا الموضوع بحراً آخر من بحور الشعر العربي ألا وهو بحر الخفيف، ويأتي تاماً ومجزوءاً.
مفتاح بحر الخفيف
يا خفيفاً خفَت به الحركات … فاعلاتن مستفعلن فاعلاتُ
ويُعد بحر الخفيف من البحور المركبة، فهو ثنائي التفعيلة يرتكز بناؤه على تفعيلتين (فاعلاتن ومستفعلن)، تأتي على النحو التالي:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن … فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
بحر الخفيف التام
ويتألف من؛
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن … فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
ويأتي البحرُ إما تاماً أو مجزوءاً.
أتعلم أن لبحر الخفيف التام عروضان وثلاثة أضرب، وذلك كما يلي:
أولاً: عروض صحيحة وضرب صحيح، ومثال ذلك:
كم كريم أزرى به الدهر يوماً … ولئيم تسعى إليه الوفودُ
التقطيع والرموز:
كم كريم أزرى به الدهر يوماً
كم كريمن / أزرى به د / دهر يومن
/ه//ه/ه /ه/ه//ه /ه//ه/ه
فاعلاتن مُستفعلن فاعِلاتُن
ولئيم تسعى إليه الوفودُ
ولئيمن / تسعى إليـ / ـه لوفودو
///ه/ه /ه/ه//ه /ه//ه/ه
فاعِلاتُن مُستفعلن فاعِلاتُن
ثانياً: عروض صحيحة وضرب مشعث، والتشعيث علة تعني حذف أول الوتد المجموع فتتحول (فاعلاتُن /ه//ه/ه) إلى (فالاتُن /ه/ه/ه)، ومثال ذلك:
ليسَ من ماتَ واستراحَ بميْتٍ … إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ
التقطيع والرموز:
ليسَ من ماتَ واستراحَ بميْتٍ
ليس من ما / توسترا / حَ بميتن
/ه//ه/ه //ه//ه ///ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعِلُن فعِلاتُن
إنما الميتُ ميتُ الأحياءِ
إننملميْ / تُمييتُل / أحيائي
/ه//ه/ه //ه//ه /ه/ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعِلُن فالاتُن
سيلاحظ كل متعلم في هذا المثال أن عروضه جاءت مخبونة أي تم حذف الثاني الساكن منها، وأما الضرب فقد جاء مشعثاً حيث تم حذف أول الوتد المجموع في التفعيلة (فاعلاتُن) فتحولت بعد تشعيثها إلى (فالاتُن)، وأما التفعيلة الوسطى في حشو الشطرين الأول والثاني هي (مستفعلن) فقد دخلها أيضاً زحاف الخبن فتحولت إلى (متفعلن).
ثالثاً: عروض صحيحة وضرب محذوف، والحذف علة تعني حذف السبب الخفيف في نهاية التفعيلة، ومثال ذلك:
قد أصونُ الحديثَ دون خليلٍ … لا أخافُ الأذاة من قِبلهِ
التقطيع والرموز:
قد أصونُ الحديثَ دون خليلٍ
قد أصون لـ / حديث دو / ن خليلي
/ه//ه/ه //ه//ه ///ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعلن فعِلاتُن
لا أخافُ الأذاة من قِبلهِ
لا أخاف الـ / أذاة من / قبلهي
/ه//ه/ه //ه//ه /ه//ه
فاعِلاتُن مُتفعلن فاعلا
وتلاحظون أن عروض البيت جاءت مخبونة، وهو زحاف غير لازم لذا هي صحيحة، وانه قد تم حذف السببُ الخفيف من آخر تفعيلة ضرب البيت فتحولت من (فاعلاتُن) إلى (فاعلا) ويسمى ذلك حذف فنقول ضرب محذوف.
رابعاً: عروض محذوفة وضرب محذوف، ومثال ذلك:
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي … وَاغْترابِ الفُؤادِ عَنْ جَسَدي
التقطيع والرموز:
يا غَليلاً كالنارِ في كَبدِي
يا غليلن / كننار في / كبدي
/ه//ه/ه /ه/ه//ه ///ه
فاعِلاتُن مُستفعلُِن فعلا
وَاغْترابِ الفُؤادِ عَنْ جَسَدي
واغتراب لـ / فؤاد عن / جسدي
/ه//ه/ه //ه//ه ///ه
فاعِلاتُن مُستفعلن فعلا
نُلاحظ هُنا أن العروض والضرب قد جاءا محذوفين، وذلك بحذف السبب الأخير من التفعيلة فتحولت من (فاعلاتُن /ه//ه/ه) إلى (فاعِلا /ه//ه)، وقد دخل عليها زحاف الخبن وذلك بحذف الثاني الساكن من التفعيلة فأصبحت (فعلا ///ه).
وهنا درس من أجلك: تفعيلات البحر المتقارب السليمة والغير السليمة
بحر مجزوء الخفيف
ويتألف من:
فاعلاتن مستفعلن … فاعلاتُن مُستفعلن
كقول الشاعر:
إِن شَكا القَلبُ هَجرَكُم … مَهَّدَ الحُبُّ عُذرَكُم
التقطيع والرموز:
إِن شَكا القَلبُ هَجرَكُم
إن شكا القلـ / ب هجركم
/ه//ه/ه //ه//ه
فاعِلاتُن مُتفعلِلُن
مَهَّدَ الحُبُّ عُذرَكُم
مههد لحب / ب عذركم
/ه//ه/ه //ه//ه
فاعِلاتُن مُتفعِلُن
مثال آخر:
قتلَ الجهلُ أهلهُ … ونجا كلُّ من عَقَلْ
التقطيع والرموز:
قتلَ الجهلُ أهلهُ
قتلل جه / لُ أهلهو
///ه/ه //ه//ه
فعلاتن مُتفعلن
ونجا كلُ من عَقَلْ
ونجا كلْ / لُ من عقل
///ه/ه //ه//ه
فعلاتن مُتفعلن
وهُنا نُلاحظ أن العروض دخل عليها زحاف الخبن وهو غير لازم ولد تسمى صحيحة، والضرب دخل عليه جحاف الخبن وهو غير لازم ولذا يُسمى صحيحاً، سنُعطيكم مثال آخر:
أشرقت لي بدور … في ظلام تنير
التقطيع والرموز:
أشرقت لي بدور
أشرقت لي / بدورن
/ه//ه/ه //ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعل
في ظلام تنير
في ظلامن / تنير
/ه//ه/ه //ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعل
وهنا نُلاحظ أن العروض والضرب مقصوران، والقصر علة تعني حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة وتسكين ما قبل فتتحول من (مستفعلن /ه/ه//ه) والمخبونة (متفعلن //ه//ه) إلى (متفعل //ه/ه).
مثال أخير:
كل شيء إن لم تكو … نوا غضبتم يسير
التقطيع والرموز:
كل شيء إن لم تكو
كلل ش يئن / إن لم تكو
/ه//ه/ه /ه//ه/ه
فاعلاتُن مُستفعلن
نوا غضبتم يسير
نو غضبتم / يسير
/ه//ه/ه //ه/ه
فاعِلاتُن مُتفعلْ
وهنا نُلاحظ أن العروض صحيحة والضرب مقصور، والقصر كما قلنا سابقاً علة تعني حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله فتتحول من (مستفعلن /ه/ه//ه) والمخبونة (مُتفعلن //ه//ه) إلى (مُتفعِلْ //ه/ه).
الخلاصة
- للخفيف نوعان هما: الخفيف التام، ومجزوء الخفيف.
- عروضه صحيحة ومحذوفة.
- ضربه صحيح ومحذوف ومشعث ومخبون مقصور.
التغييرات التي تدخل على تفعيلات بحر الخفيف
تدخل على تفعيلات بحر الخفيف بعد التغييرات الآتية:
- الخبن: وذلك بحذف الساكن الثاني من التفعيلة الذي يُحيل (فاعلاتن /ه//ه/ه) إلى (فعِلاتُن ///ه/ه)، ويُحيل (مُستفعلن /ه/ه//ه) إلى (مُتفعِلُن //ه//ه)
- التشعيث: وذلك بحذف أول الوتد المجموع من التفعيلة الذي يُحيل (فاعِلاتُن /ه//ه/ه) إلى (فالاتُن /ه/ه/ه).
- الحذف: وذلك بحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة الذي يحيل (فاعلاتن /ه//ه/ه) إلى (فاعِلا //ه/ه) و(فعِلا ///ه).
- الكف: وذلك بحذف السابع الساكن من التفعيلة فتصبح به (فاعِلاتُن /ه//ه/ه): (فاعِلات /ه//ه ه)، وتُصبح بهِ (مُستفعلن /ه/ه//ه): (مُستفعل /ه/ه//).