تعتبر ثورة ٢٥ يناير وأحداث ٣٠ يونيو من أبرز الأحداث وأهم المحطات في تاريخ مصر الحديث، واللذان يحتويان في تفاصيلهما على دروساً جمة وعبراً لمن يتأمل المشهد بوعي وعمق، فثورة ٢٥ يناير أحدثت تغييراً كبيراً في المشهد السياسي والاجتماعي والأهم أنها أحدثت تغييراً جذرياً في الوعي الجمعي المصري، فحولت الشعب الخائف الصامت المستسلم الذي صبر على الدكتاتورية عشرات السنين إلى شعب جسور شجاع وثائر انتفض وقلب الدنيا رأساً على عقب في ٣٠ يونيو لأن الرئيس محمد مرسي فشل في إدارة البلاد خلال سنة من توليه الرئاسة، فسبحان الله الذي يغير ولا يتغير، فالشعب المصري تغير من النقيض إلى النقيض ودفعة واحدة بدون مقدمات.
بحث عن ثورة ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو
وهنا سوف نحاول التعرف على ثورة يناير و ٣٠ يونيو عن قرب وذلك من خلال بحث عن ثورة ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو يجمع أهم النقاط أو المحاور المتعلقة بهما، فتابعونا.
مقدمة البحث
يمكن القول أن ثوة ٢٥ يناير هي ثورة أفرزها القمع والكبت والظلم وقادها الغضب العارم، و ٣٠ يونيو هي نتيجة أفرزتها الحرية التي تذوقها الشعب بعد ثورة ٢٥ يناير، وهنا سنتناول في بحثنا العناصر الهامة لثورة ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو، ومن أهمها أسباب ثورة يناير ونتائجها وتوابعها، ومرحلة ما بعد الثورة، وانتخابات الرئاسة ثم حركة تمرد وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وأحداث ٣٠ يونيو.
أسباب ثورة ٢٥ يناير
تضافرت عدة عوامل في تعزيز قيام الثورة ولكن على رأس الأسباب التي قادت إليها ما يلي:
- تدهور الأوضاع الاقتصادية والتي انعكست في صورة غلاء الأسعار وصعوبة العيش على كل المستويات وقد عانت منه الطبقات المتوسطة ومن قبلها الفقيرة.
- البطالة وعدم استيعاب سوق العمل للخرجين الجدد الذين يتزايدون كل عام.
- وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من سهولة التواصل بين الشباب والانفتاح على العالم كله.
- ثورات الربيع العربي وتحديدًا الثورة التونسية التي شجعت المصريين على الثورة ضد النظام.
- استبداد السلطة وظلمها وصلاحيتها اللامحدودة في القمع والقتل.
- حادث مقتل خالد سعيد، والسيد بلال، والذي أغضبت الشعب المصري كله.
- تزوير انتخابات مجلس الشعب وحصول الحزب الديمقراطي على ما يقرب من 97% من الأصوات بدون وجه حق.
- قانون الطوارئ.
مدة استمرار ثورة ٢٥ يناير ومطالب الثوار
استمرت ثورة ٢٥ يناير حوالي ثمانية عشر يوماً، شهدت تزايداً كبيراً وطردياً في عدد المتظاهرين، الذين ووجهوا بالعنف والسجن من قبل الشرطة، وتدخل البلطجية كطرف في الثورة فقتلوا وخربو ودمروا، ومع ذلك أصر الشباب على مطالبهم، ولعل أهمها:
- رحيل مبارك.
- مسائلة الوزراء والمسؤولين عن مكتسباتهم.
- القصاص لضحايا الشرطة.
- المطالبة بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية وتكافؤ الفرص.
إنجازات ثورة ٢٥ يناير
ويمكن القول أن ثورة يناير نجحت في تحقيق عدد من الإنجازات ومن أهمها:
- تنحي الرئيس محمد مبارك عن رئاسة مصر وتولي الجيش لحكم البلاد.
- صدور قرار بحل مجلس الشعب.
- صور قرار بحل الحزب الديمقراطي.
- تسليط الأضواء على عدد من قامات الدولة ومن ثم تجميد أرصدتهم وتتبع مكتسباتهم ومحاسبتهم.
- تقديم عدد من المسؤولين وعلى رأسهم مبارك وأعونه ولفيف من رجال الأعمال للمحاكمة.
فترة ما بين ثورة ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو
استقبل الشعب المصري ما أسفرت عنه ثورة يناير بسعادة وفرحة كبيرتين، واستشعرت الأمل مع تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمور البلاد وبدأت الفترة الانتقالية تطوي ويحدث مماطلة في اتخاذ خطوات فيما يتعلق بالمهام التشريعية والإدارية في تلك المرحلة، فطالب الشعب في عدة مظاهرات في شارع محمد محمود، بسرعة إنهاء الفترة الانتقالية واجراء انتخابات رئاسية لاختيار رئيس شرعي منتخب للمصريين.
استجاب المجلس الأعلى لتلك المطالبات وأعلنت انتخابات الرئاسة في جولتين الأولى بتاريخ 23 و24 مايو 2012 والثانية بتاريخ 16 و 17 يونيو 2012، وبالفعل تم إجراء انتخابات الرئاسة الشرعية التي جاءت بصورة مشرفة وعلى خلاف ما جرت العادة من تزوير وتهديد وأساليب ملتوية، وكان هناك إشراف قضائي يقظ، كما تم نقل الانتخابات ونتائجها ومسارها على الهواء مباشرة ليلمس العالم ما وصلت إليه من النزاهة والشفافية، وجاءت النتائج النهائية في انتخابات الإعادة كالتالي:
- حصول محمد مدرسي مرشح حزب الحرية والعدالة على 13٬230٬131 صوتاً، وبنسبة 51٫73%.
- حصول أحمد شفيق مرشح مستقل على 12٬347٬380 صوتاً، وبنسبة 48٫27%.
- ومن ثم تم إعلان محمد مرسي رئيساً شرعياً منتخباً لمصر.
مصر في فترة رئاسة محمد مرسي
كانت مصر تمر بفترة عصيبة جداً وتحديات استثنائية عقب ثورة ٢٥ يناير وما حدث من توابع لها، وما خلفه النظام البائد من مشكلات وصعوبات لا تعد ولا تحصى، فخرج الرئيس محمد مرسي وأفرط في وعود الإصلاح، في الوقت الذي تحاصره الصعوبات من كل اتجاه، وتم إصدار عدة قرارات وتمت عدة لقاءات وتحركات وكانت في محصلتها مرتبكة ومتضاربة.
مر عام عانى فيه المصريون معاناة غير عادية (مقصودة أو غير مقصودة)، فثار الشعب وأعلن غضبته للمرة الثانية ويبدو أنه هذه المرة نفذ صبره مبكراً جداً وقبل حتى أن تنقضي سنة راحت تعلو أصوات تطالب بعزل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
صحب تلك المطالبات تشكيل حركة تمرد التي جمعت عدد من التوقيعات والتي بلغ عددها 22 مليون تطالب بعزل الرئيس المنتخب، وأخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة جانب الشعب وأعلن تأييده لهذا المطلب.
وخرجت مظاهرات تطالب بعزل الرئيس، ومقابلها مظاهرات أخرى تؤيد بقاؤه وتؤكد شرعيته وحقه في فرصة مناسبة ليتمكن من تحقيق الوعود وحل المشكلات، فانقسم الشعب إلى قسمين متضادين، وكادت تندلع حرب أهلية بين أبناء الشعب.
أعلن الجيش تأييده للموقف وأمهل الرئيس مرسي فترة قصيرة ليعلن قبوله لتلك المطالب، ورفض أي مطالبة من الرئيس مرسي بالتفاوض أو الدعوة للحوار، وفي فترة أقصر من القصيرة أعلن المجلس العسكري عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه.
مظاهرات المصرين وما أدت إليه تجاه عزل محمد مصري
انقسم الشعب إلى مؤيدين يهللون ويهتفون بهذا القرار، وآخرون رافضون له يستشعروا الظلم والقهر الذي وقع على محمد مرسي، ويتمسكون بحقهم في شرعية أصواتهم، ولجأ هؤلاء إلى الاعتصام في ميادين مصر وأشهرهم ميدان رابعة العدوية والنهضة، وقد استمرت هذه الاعتصامات فترة طويلة رغم تهديدات الجيش والشرطة وكل ما واجهت به المعتصمين، وقد انتهى الاعتصام وتم قضه بالقوة فيما وصف بمجزرة رابعة، حيث أمهل المعتصمون فترة لترك الميدان ولكنهم لم يفعلوا فتم فضهم بالسلاح والقتل.
خاتمة البحث
بانتهائنا من كتابة بحث عن ثورة ٢٥ يناير و ٣٠ يونيو نأمل أن نكون قد نجحنا في استعراض الخطوط العريضة التي عنونت لفترة ثورة ٢٥ يناير وما بعدها حتى ٣٠ يونيو وما ترتب عليها من أحداث، وإلى أي مدى كانت تلك المرحلة حرجة ومؤثرة في كل جوانب حياة المصريين، فقد تحمل الشعب من التضحيات في تلك الفترة القصيرة أضعاف ما تحمله من تضحيات طوال الفترة السابقة!