السياحة هي التنقل من بلد إلى آخر والسعي في الأرض طلباً لتحقيق أهداف معينة مثل الترفيه أو التعلم والتثقيف أو العلاج أو غيره، خارج نطاق الموطن الذي يقيم فيه السائح.
وهي من الأنشطة الاقتصادية الحيوية عند بعض البلدان التي تتميز بوجود مقومات سياحية مثل مصر، ونظراً لأهمية السياحة وتأثيرها على مجريات الاقتصاد فإننا سنتناول في بحثننا هذا موضوع السياحة من عدة جوانب، كأهمية السياحة في الدخل القومي، والمقومات السياحية في مصر، وما يجب تقديمه للنهوض بقطاع السياحة إلخ فتابعو بحثنا.
تصنيفات السياحة وأنواعها
نبدأ هنا بحث عن السياحة يشمل مُقدّمًا، تعريفًا، السياحة في المجمل تشمل السفر والانتقال من مكان إلى آخر لتحقيق غرض ما، وقد يكون هذا التنقل خاضعاً لبرنامج منظم جماعي أو فردي، كما أنه قد يكون داخل الدولة أو خارجها وغيره مما أوجد عدة تصنيفات للسياحة من حيث أغراضها وموقعها الجغرافي، ووقتها، ويمكن توضيح أنواع السياحة على الوجه التالي:
أنواع السياحة وفقاً لتوقيتها
تنقسم السياحة من حيث التوقيت إلى نوعين:
- سياحة موسمية: وهي السياحة التي يتم تخطيطها وفقاً لمواسم معينة مثل الحج أو الساحة الصيفية.
- سياحة عابرة: وهي لا ترتبط بتوقيت ولا مواسم معينة وينقل فيها الأفراد عبر وسائل النقل البري أو الجوي وفقاً لظروف ومستجدات عملهم.
أنواع السياحة وفقا للغرض منها
تتنوع السياحة بتنوع الغرض منها كالتالي:
- السياحة الترفيهية: والتي يسعى السائح من خلالها إلى تحقيق الترفيه والمتعة بالانتقال بين الأماكن الجديدة وممارسة الهوايات المفضلة.
- السياحة الثقافية والاستكشافية: وهي السياحة التي ترمي إلى هدف التعرف على ثقافات البلد المتوجه إليها وعاداتها والاحتكاك بدراسة تاريخها وحضارتها، واستكشاف جوانب الحياة المختلفة فيها، كما تشمل التعرف على أهم فنونها ومقوماتها الثقافية مثل العمارة والفن واللغة وغيره.
- السياحة الدينية: هي نوع من السياحة يتوجه السائح فيها لزيارة المقدسات الدينية وممارسة طقوس شرعية وعلى رأسها سياحة الحج والعمرة.
- السياحة العلاجية: هي السفر والتوجه إلى أماكن خاصة بغرض الاستشفاء مثل الآبار وعيون الماء الساخنة، وغيره.
- سياحة المؤتمرات: نوع من السياحة المستجدة والتي خلقتها العلاقات المتشابكة بين قطاعات السياحة المختلفة في مختلف الدول، والتي تهدف إلى تنمية قطاع السياحة والارتقاء به والتعرف على تجارب الدول في ذلك، وهو من أكثر أنواع السياحة ربحاً.
- السياحة الرياضية: هي السياحة والسفر إلى مختلف الدول لفترات محددة بغرض المشاركة في المباريات والأنشطة والمسابقات الرياضية.
أما من حيث الموقع الجغرافي فإن السياحة تنقسم إلى ثلاث أنواع وهي:
- السياحة الدولية أو الخارجية: وتكون بالانتقال إلى دولة أخرى.
- السياحة الداخلية: بالانتقال من بلد إلى بلد داخل حدود الدولة نفسها.
- السياحة الإقليمية: وهي الانتقال من إقليم إلى آخر مثل التنقل بين دول الخليج العربي.
مقومات البلد السياحي
لا يمكن أن يطلق على أي بلد أنه بلد سياحي، ولا يتوافد إليه السياح من البلدان الأخرى إلا إذا توفرت فيه بعض المقومات والتي تكفل للسائح تحقيق الهدف من السياحة وقضاء فترة زيارته في يسر ورفاهية، ولعل المقومات السياحية تنقسم إلى قسمين:
مقومات طبيعية وتشمل
المناخ
لعل وجود اختلاف في المناخ من دولة إلى أخرى هو ما يعزز إقبال الزوار عليها في مواسم معينه، ومن أمثلة الدول التي تتمتع بمناخ رائع طوال العام مصر فهي تتمتع بالدفء في الأوقات التي تعاني فيها الدول الأخرى من انخفاض درجة الحرارة بشكل مزعج، وتتميز بالجو اللطيف في الصيف بينما تعاني دول أخرى من ارتفاع رهيب في درجات الحرارة، ولا شك أن هذا النوع من المقومات هو طبيعي ولا دخل فيه للعامل البشري فيه.
وجود الأماكن الطبيعية الجاذبة للسياحة
حتى تكون البلد جاذبة للسياحة لا بد من توفر عدد من الأماكن الطبيعية الساحرة مثل المسطحات المائية والمحميات الطبيعية والشواطئ، وتلك المقومات أيضاً تتوفر في مصر.
مقومات بشرية
يطلق مصطلح مقومات بشرية على كل ما صنعته يد الإنسان سواءً قديماً أو حديثاً ومن ثم فهو يشمل:
المقوّمات الأثرية وتشمل
المقومات الدينية
تعد المزارات الدينية المقدسة والمنشئات الدينية وخاصة القديمة منها مثل المساجد والأديرة والكنائس والمعابد الدينية من عوامل الجذب التي تضيف قيمة سياحية للمنطقة، ولعل من أبرز الأمثلة لتوفر المعالم الدينية المدينة المنورة ومكة المكرم وبيت المقدس فنظراً لوجود مقدسات دينية هامة تتمتع تلك الدول بحركة سياحة دينية عاليةً جداً، وتمثل لها مصدراً أساسياً للدخل القومي.
المقومات السياحية والتاريخية
تشمل المقومات التاريخية والسياحية وجود مباني أثرية تاريخية قديمة تعود إلى آلاف السنين مثل الأثار المصرية القديمة من المعابد المنتشرة في أنحاء مصر، وأثار الحضارة الكنعانية التي تثري فلسطين، ويمكن أن تشمل تلك المقومات المتاحف الحديثة والمراكز العلمية والبحثية والمنشئات الثقافية الكبيرة والحيوية مثل مكتبة الاسكندرية.
المقومات الثقافية
يعتبر الثراء الثقافي لأي شعب وما يضمه من موروثات ثقافية وشعبية وما عكس ذلك من المعارض الفنية والمسارح ودور السينما والمتاحف المتنوعة، عاملاً هاماً في جذب السائح وتحفيزه وإثارة فضوله.
المقومات السياسية
مهما توافر من مقومات وعوامل جذب فلا تنشط السياحة إلا في بلد يتمتع بالمقومات السياسية والتي تشمل الاستقرار السياسي وتوفر عامل الأمن والأمان، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، وتيسير اجراءات السفر.
المقومات الخدمية
تشمل المقومات الخدمية كافة المنشئات والمشروعات التي تكفل للسائح أعلى درجات الراحة في الانتقال والإقامة، ومستوى الخدمة المقدم إليه بشكل عام، فتشمل البنية التحتية وتطويرها والاهتمام بها من الفنادق والقرى السياحية والمنتجعات، كما تشمل التطورات الحضارية والاقتصادية كإنشاء المطارات والسكك الحديدية والسدود وغيره مما يعكس تطور حضاري شامل للدولة.
مصر كنموذج للبلد السياحي
تعد مصر وبجدارة أحد البلدان الجاذبة للسياحة من كل أنحاء العالم بفضل مقوماتها الطبيعية الرائعة وموقعها الاستراتيجي الذي ميزها الله عز وجل بها، فضلاً عن تاريخها العريق وتوالي الحضارات التي خلفت ورائها أثاراً سياحية مميزة جداً ولا يوجد مثلها في العالم.
وإدراكًا لقيمة تلك المزايا فإن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لقطاع السياحة وتحاول النهوض بباقي المقومات من الخدمات والأنشطة السياحية وغيره.
أهمية السياحة لدولة كمصر
تعد السياحة من الأنشطة الاقتصادية والثقافية والتنموية بالغة الأهمية لدولة مصر وذلك يتمثل في النقاط التالية:
- تلعب السياحة الدور الأكبر في حصول مصر على العملات الأجنبية.
- تعزز الاقتصاد من خلال النفقات والمصاريف المقدمة من السياح لكافة القطاعات الخدمية.
- توفر السياحة فرص عمل على نطاق كبير للمصرين، حيث تقدر نسبة العمالة في مجال السياحة بحوالي ١٣٪ من الأيدي العاملة.
على المستوى الثقافي
- تمثل السياحة فرصة رائعة للتطوير الثقافي والانفتاح على ثقافات أخرى ومن ثم الاستفادة بالتجارب والخبرات العلمية ولعملية في شتى المجالات من خلال الاحتكاك بالسياح من مختلف الجنسيات والبلدان.
- تسليط الضوء على التطورات الحديثة في كافة مجالات العلوم المختلفة من خلال سياحة المؤتمرات والسياحة العلمية.
وفي الختام
كان هذا بحثنا المقدم عن السياحة والذي تناولنا فيه عدد من العناصر الهامة في هذا الموضوع مبينين أنواع السياحة، وأهميتها ومقوماتها المختلفة، بهدف رفع الوعي القومي بالسياحة والاهتمام بها وتطوير مقوماتها قدر الإمكان ومحاولة تحقيق الاستفادة القصوى من نشاطها في بلادنا.