«خالد» يسأل: يعاني صديقي من مرض الصرع منذ كان عمره 12 عاما، وعمره الآن 27 عاما.. وطوال فترة إصابته بالصرع لم تصبه أكثر من 10 نوبات، والحمد لله.
وتصيبه هذه النوبات أثناء مشاهدته للتلفزيون؛ حيث تشده الأشعة من التلفزيون وكأنها مغناطيس؛ فيبقى “متَسمّرا” أمام التلفزيون، وعينه مركزة في الشاشة ثم يسقط مغشيا عليه.
وخلال السنوات العشر الأخيرة لم تصبه إلا نوبة واحدة فقط.
والمشكلة أنه مدمن للإنترنت، ويسهر لأوقات متأخرة ولا يأخذ قسطا كافيا من الراحة؛ وهو ما يصيبه بالرمعات (الرعشات) العضلية أثناء استيقاظه من النوم.
سؤالي هو: ما موقف هذا المريض من السهر؟ وما الحل للرمعات؟ وما سلبيات دواء الديباكين؛ حيث إنه أصبح قليل التركيز، وأصبح ذهنه شاردا دائما؟ وما أسباب فقدان شهيته واضمحلال جسمه قليلا؟ وما سبب شعوره بـ”زوغان” عينه أثناء التركيز على شيء ما، وفقدان التوازن أحيانا أثناء المشي لكنه لا يقع؟
⇐ د. نهى أبو كريشة «استشاري المخ والأعصاب» أجابت السائل؛ فقالت: الأخ الكريم.. جزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر صديقك، فكما قال رسول الله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وأود أن أطمئنك أن حالته والحمد لله مستقرة؛ فهو على حد قولك لم تصبه نوبات الصرع طوال 15 عاما سوى 10 مرات، وخلال السنوات العشر الأخيرة مرة واحدة فقط.
من المنطقي أن صديقك يعالج بالديباكين؛ فهو علاج الصرع والرمعات.
ولكنك أخي لم تذكر ما هي الجرعة التي يتناولها صديقك يوميا منه، وهل تم تعديل هذه الجرعة لتتناسب مع وزنه الجديد؟ فهو -على حد قولك- فقدَ شهيته واضمحل جسده؛ وهو ما يدل على أن جرعة الدواء غير مضبوطة؛ لأن من الأعراض الجانبية للديباكين زيادة الشهية لدرجة تجعل الكثير من المرضى يشتكون من الزيادة التي يلاحظونها في أوزانهم بعد الانتظام على الدواء.
فمن الواضح أن الجرعة التي يتناولها صديقك لم يتم تعديلها لتتناسب مع وزنه الجديد، وهذا يستلزم أن يقوم الطبيب بتوقيع الكشف عليه وتحديد الجرعة المناسبة له من جديد.
كما يجب أن يتجنب صديقك السهر؛ فتنظيم النوم هام جدا لمريض الصرع؛ لأن قلة النوم تسبب زيادة الرمعات العضلية (Myoclonal Seizures) التي يشتكي منها عند الاستيقاظ.
أما عن سلبيات دواء الديباكين، فهو يسبب عدم الاتزان وزوغان النظر في بعض الأحيان، كما أنه يؤثر على الكبد. لذا ننصح صديقك أن يقوم بعمل تحليل لوظائف الكبد كل شهر تقريبا للمتابعة. ولكن من المحتمل أن يكون السبب وراء ما يعاني منه صديقك هو الاكتئاب، وفي هذه الحالة يجب إعطاؤه دواء مضادا للاكتئاب، ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
كما ننصح صديقك أن يجيب على أسئلة مقياس إدمان الإنترنت ليعرف ما إذا كان بالفعل قد وصل إلى حالة الإدمان التي تحتاج إلى علاج أم لا.
⇐ وهذه بعض الصفحات المفيدة:
- ↵ الصرع.. بين الأطباء والرقى والاستنساخ
- ↵ السيطرة على الصرع ممكنة والحرص مطلوب
- ↵ أسماء أدوية الصرع بالعربي والإنجليزي.. ومعلومات عنها
شفى الله صديقك وعافاه، ووفاه خير الجزاء عن صبره على ابتلائه، ونذكر هنا المرأة التي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنها من أهل الجنة. فقد قال ابن عباس لرجل: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال بلى. قال: هذه المرأة السوداء.. أتت النبي ﷺ وقالت: “إني أصرع، وإني أتكشف؛ فادع الله لي. قال: “إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك”. قالت: أصبر. ثم قالت: فإني أتكشف. فادع الله ألا أتكشف، فدعا لها.