يا فلذات الأكباد، وقرة العين والفؤاد. اسمحوا لنا بأن نعقد معكم اتفاقا يمتد بيننا بإذن الله طالما شاء الله لنا الحياة. ويكون بمثابة عقد بيننا، وهو من ثمانية بنود، ولتعاهد الله عليها، ألا وهي:
- البند الأول: الاحترام المتبادل: فالله سبحانه وصف فتية الكهف بالإيمان، فقال: ﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، والمؤمن محترم في ديننا ولو كان صغير السن فهو كبير المقام، لذا أعدكم بأن أحترمكم رغم صغر سنكم. وأنتظر بالمقابل هذا منكم.
- البند الثاني: تبادل الثناء والبعد عن الصراخ: قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، ويقول أيضاً: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ﴾.
- البند الثالث: التشاور: فلكل مشكلة حل، وبالتشاور تظهر الحلول قال تعالى: ﴿وَشاوِرْهُمْ في الأمر﴾، إنما القرار بعدها للأكبر سنا ومقامًا ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ على الله﴾.
- البند الرابع: حفظ المقامات والحدود: فلكل منا مكانته التي منحها الله له، ويجب الحفاظ عليها واحترامها، قال تعالى: ﴿وما منا إلا لَهُ مَقَامُ مَعْلُومٌ﴾.
- البند الخامس: احترام قانون الثواب والعقاب: قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي الكريم قال: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».
- البند السادس: الصدق: فهو تاج الأخلاق ورأسها فلا مرحبا بالكذب أو بالغش أو بالتدليس وما أشبه ذلك، يقول تعالى: ﴿لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾.
- البند السابع: التحلي بأدب الحديث والإنصات: فالمولى سبحانه قد استمع لامرأة في شكواها من فوق سبع سماوات ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾، وكان النبي إذا حدث من يتكلم معه يستأذنه بقوله: «هل انتهيت؟».
- البند الثامن: الاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه: فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»، وكما قال القائل قديمًا: من ذا الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟