نشرت الصحافة قبل أيام تخاطف السعوديون في المناطق الحدودية للعروض التي تقدمها شركات سياحية في دول مجاورة، هذه العروض أرخص من العروض التي تقدمها الشركات المحلية، إلى جانب أنها أفضل من حيث مضمون العرض، ولا ألوم أي سعودي يقصد بلدا مجاورا من أجل قضاء حاجة ملحة، فخلال الفترة الماضية شهدت سفر زملاء إلى دول خليجية من أجل الوصول إلى مدينة جدة، ومن كثرة الذين رأيتهم يتنقلون بين العواصم الخليجية لم أعد أستغرب أي شيء يقال في هذا الخصوص.
مشكلة المواطن السعودي بالدرجة الأولى أن الخدمات التي تقدمها مختلف الشركات بائسة، فالخدمة ليست مجرد مكان نظيف أو طائرة جيدة، بل المقصود منظومة متكاملة، فالمواطن سيدفع في النهاية مقابل أي خدمة يحصل عليها، لكن حين يريد أن يحصل على خدمة في وقت ما تكون أندر من أي شيء آخر، فالرحلات الجوية في الصيف تختفي، والأماكن الجيدة المعدة للسكن في السياحة الداخلية كذلك، والكهرباء تبدأ في التقطع، والعطش يبلغ مبلغه من الناس بسبب انقطاع المياه، وغيرها من الخدمات التي لا يشاهدها المستهلك إلا في الإعلانات.
أزمة المواطن تجاه هذا البؤس الخدمي مرده إلى تقصير أجهزة الرقابة الحكومية، فهذه الأجهزة لم تعد لها أي هيبة، بل من شدة الاستهانة بها قد يوصلك إلى بابها من تريد أن تشتكيه، وأمام هذا الضعف في الرقابة والمحاسبة لن يلام المواطن إذا ما قرر أن يقاطع شركات وخدمات بعينها، فالأزمة الحالية بين مزود الخدمة والمستهلك لم تعد تقف عند رداءة أو جودة الخدمة، بل دخلت منذ زمن بعيد تهميش هذا المستهلك والاستخفاف به.
بقلم: منيف الصفوقي
ويمكنك أن تقرأ هنا: تهاوي الأعذار وارتفاع الأسعار في السوق السعودي