تظهر اهمية المياه العذبة في العالم في أنها الدرع الذي يحمي الإنسان من الإصابة بالأمراض والعدوى والفيروسات الخطيرة، المياه العذبة ليست فقط وسيلة لإشباع عطش الإنسان؛ لكنها أيضًا السبيل الوحيد لمنع انتقال الأوبئة والأمراض على كوكب الأرض ولذلك يُقال عن الماء العذب عصب الحياة لا يستغني عنه أي كائن حي سواء نبات أو حيوان أو إنسان، وتُقدر نسبة المياه العذبة في العالم حوالي ثلثي سطح الكرة وما يُعادل 75% من جسم الإنسان.
لكن على الرغم من التطور العلمي والتكنولوجي الذي نراه في الوقت الراهن؛ تجد أن العالم بأكمله يُعاني من مشكلة تلوث المياه وهذا ما يُهدر حياة الكائنات الحية في كل دول العالم حيث أصبح 30% من الأشخاص يعانون من المياه الملوثة الغير صحية في منازلهم ونسبة 60% يعانون من مشكلة غياب مرافق الصرف الصحي وأيضًا نسبة عالية للغاية تُعاني من مشكلة شح المياه.
وحسب ما أشارت التقارير الاحصائيات العالمية؛ اهمية المياه العذبة في العالم تكمن في حماية جسم الإنسان من الإصابة بأخطر الأمراض حيث أن تناول ما يُعادل 8 أكواب من المياه العذبة بشكل يومي منتظم يحمي الإنسان من التعرض للجفاف وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلي وغيرها.
تناول المياه العذبة له تأثير فعال في إعادة تنظيم حركة السوائل في الجسم وتجديد المواد العضوية والمكونات الغذائية التي تدخل الجسم، هذا بالإضافة إلى أن الماء العذب يتحكم في إفرازات الغدد بالجسم، وهكذا يمنح الجسم الكم الذي يحتاجه من النشاط والحيوية للقيام بالمهام والأنشطة المطلوبة منه.
ولا تتوقف اهميه المياه العذبة في العالم على صحة الإنسان فقط؛ لكنها تسهم أيضًا وبشكل كبير في مجالات أخرى متعددة من بينها الزراعة والصناعة والنقل، على سبيل المثال يستخدم الفلاحون المياه العذبة في ري المحاصيل والبذور واستخدمها أيضًا في حركات التجارة ويعتمد عليها في النقل بين دول العالم.
مع قليل من التركيز ستجد أن المياه العذبة تستخدمها أيضًا في كل شيء من بينها النظافة الشخصية والنظافة العامة كالغسيل والطهي والتنظيف، هذا إلى جانب استخدام المياه العذبة في إنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية وفي أغراض الملاحة البحرية والنهرية. على الرغم من تعدد اهمية المياه العذبة في العالم ؛ إلا أن هناك مشكلة التلوث التي تواجه الكثير من البلدان وتلوث المياه العذبة يرجع إلى عدة أسباب.
اسباب تلوث المياه العذبة في العالم
حسب الإحصائيات العالمية هناك أسباب عديدة تؤدي إلى تلوث المياه على سطح الكرة الأرضية من بينها مخلفات المصانع؛ أغلب المصانع تتخلص من نفاياتها بالقرب من البحار والأنهار، هذا بالإضافة إلى حاويات النقط التي تُعاني من مشكلة في الصيانة وينتج عنها تسرب النقط في مياه البحار والأنهار، وللأسف يصعب التخلص من هذه النفايات وتُؤثر بشكل سيء على المخلوقات البحرية.
وتُعتبر الطريقة المثالية للتعامل مع هذا النوع من المشاكل؛ إعادة تدوير المخلفات الصناعية بدلًا من إلقائها في البحار، أيضًا استخدام أساليب المعالجة المثالية لمياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها مرة أخري في ري الأراضي والمحاصيل الزراعية. من الضروري أيضًا إعادة تفعيل الوعي البيئي وتنمية مدارك الإنسان حول أهمية الحفاظ على نظافة المياه وعدم إلقاء النفايات الصلبة والبلاستيكية.
المياه العذبة لها دور مهم وأساسي في حياتنا اليومي؛ لذا من الضروري الحفاظ على نظافته بدلًا من نشر الأمراض والأوبئة والجراثيم في كل بقاع العالم، هذه هي الطريقة الوحيدة للعيش في بيئة صحية خالية من الأمراض.