عندما ننظر إلى الكون من حولنا، نلاحظ تعدد الألوان في كل بقعة من بقاع العالم، فالسماء لها الأزرق بسبب ارتداد أشعة الشمس على الغلاف الجوي الذي يعكس اللون الأزرق عليها، كذلك الأعشاب والأشجار من حولنا تكون خضراء بسبب وجود مادة اليخضور التي في الورقة، وفي فصل الخريف يتحول لون الأشجار إلى البني لأن الشجرة تجمع فضلاتها في الأوراق. الدماء في أجسادنا حمراء بسبب مادة الهيموجلوبين التي تسير في الدم، أما البحار والأنهار كما هو معروف فيكون لونها لون السماء بسبب انعكاس لونها على سطح الماء الشفاف. والشمس كذلك نراها صفراء بسبب درجة الحرارة العالية، فاللون الأصفر يظهر عند وصول درجة الحرارة إلى تردد عال في الجزيئات الحرارية.
أما الغيوم فهي بيضاء لأنها عبارة عن بخار ماء متجمع تنعكس عليها أشعة الشمس، فتظهر بلونها الأبيض وتكون في الأجواء الباردة سوداء لأنها محملة بالأمطار طبعا.
في هذا السياق أتساءل هل للروح ألوان؟ أعتقد أنها تملك لونها الخاص، لكن كل روح تختلف عن الأخرى حسب مبادئ واعتقادات صاحبها، فالأرواح القاتمة هي لأشخاص أخلاقهم سيئة، كأن يكونوا مخادعين، عنيفين أو عنصريين وغيرها. أما الأرواح ذات الألوان الزاهية فهي لأناس تحلوا بالأخلاق الحميدة مثل الصدق والإخلاص والوفاء والكرم والتعاون.
وما يميز ألوان الروح هي أنها قابلة للتغير بمجرد قرار صارم من صاحبها بأن يتغير، سواء كان تحولا للأفضل أو للأسوأ.. يمكنك ملاحظة لون روحك من خلال نفسيتك، فالأرواح القاتمة أصحابها عادة يكونون في مزاج متعكر، قلقين ومتوترين تغلب عليهم الكآبة والشعور بالملل، أما الأرواح الزاهية فأصحابها أناس سعداء مرحون، يستشعرون الجمال في كل لحظات حياتهم وينظرون نحو الجانب الإيجابي.
على الفتيات والشباب كما يهتمون باختيار أجمل الألوان وأزهاها لملابسهم وسياراتهم وجوالاتهم، أن يهتموا بألوان أرواحهم ويختاروا الأكثر جمالا، ويبدؤوا بتحسينها أو تغييرها إن لزم الأمر، فالتغيير في سن مبكرة قد يكون أسهل من التغيير بعد فوات الأوان، فهو يفتح مجالات أفضل للمستقبل.
بقلم: بشاير آل زايد