يشكل النوم ثلث الحياة البشرية، وهو الذي يساعد الإنسان على القدرة في ممارسة انشطته اليومية بشكل سليم وبتركيز إذا كان نوم صحي.
بينما إذا كان هناك اضطرابات وعدم استقرار خلال النوم، يتسبب ذلك في فقدان القدرة على التركيز خلال النهار، والشعور بالتعب والخمول، وانعدام القدرة على القيام بمعظم الأنشطة والأعمال; لذلك يجب دائمًا التركيز على الحصول على نوم صحي والحصول على عدد ساعات كافية للقدرة على الاستمرار في ممارسة الأنشطة الحياتية.
أسباب انقطاع التنفس خلال النوم
يقول الدكتور “محمد الطراونة” أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية وأمراض النوم أن: الاختناق خلال النوم يحدث بسبب ارتخاء في عضلات ومجاري التنفس العليا خلال النوم، مما يؤدي لانقطاع دخول الهواء إلى الرئة وبالتالي نقص الأكسجين، فيؤدي ذلك إلى إصدار الدماغ إشارات للاستيقاظ.
وهذا الاختناق أو صعوبة التنفس له الكثير من الأسباب منها:
- تشوهات في سقف الحلق.
- ارتخاء في سقف الحلق.
- السمنة المفرطة نتيجة تراكم الدهون في منطقة اللسان أو العنق.
- تناول بعض الأدوية المهدئة.
- حدوث تشوه في مجرى التنفس.
وهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس خلال النوم تظهر عليهم أيضًا بعض الأعراض خلال الاستيقاظ منها: الشعور بالخمول والنعاس، والشعور بالصداع خلال الصباح، وقلة التركيز، والعصبية الزائدة، أما بالنسبة للأعراض التي تظهر خلال النوم هي الشخير، وكثرة الذهاب للمرحاض خلال الليل.
أردف د. “محمد”: النوم هو عبارة عن حالة من الاسترخاء تحدث لدى الإنسان، ويتوقف فيها الشعور بالمحيط الخارجي، وتتوقف الحركات الإرادية للإنسان. وأضاف أن النوم يُشكل ثلث الحياة البشرية; وإذا كان صحيح وسليم ينعكس على الجسم في أثناء اليقظة، ويستطيع وقتها الإنسان التركيز بشكل كبير والقيام بالأعمال الاعتيادية.
علاقة زيادة الوزن بصحة النوم
يؤكد د. “الطراونة” أن السمنة المفرطة والوزن الزائد يزيد من حدوث عملية انقطاع التنفس أثناء النوم، ويكون ذلك بسبب تراكم الدهون في منطقة العنق أو اللسان، مما يؤدي إلى ارتخاء عضلات المجاري التنفسية العليا أثناء النوم، وبالتالي انقطاع التنفس.
كيفية الوقاية من انقطاع التنفس خلال النوم
تابع د. “محمد”: للوقاية من انقطاع التنفس يجب الحفاظ على وزن صحي وسليم عن طريق ممارسة الرياضة، وعدم تناول الوجبات الدسمة قبل النوم.
وفي حالة الشعور بالاختناق أثناء النوم، يجب استشارة طبيب مختص لأخذ السيرة المرضية، وإجراء الفحص السريري، حتى يتمكن من إجراء التشخيصات المناسبة والتوصل للعلاج المناسب.
علاجات الاختناق خلال النوم
من المعروف أن أهم نقطة للعلاج هي التشخيص الصحيح، ويتم تشخيص الاختناق عن طريق أخذ السيرة المرضية، ثم يقوم الطبيب بعد ذلك بإجراء دراسة للنوم بطريقتين; الطريقة الأولى عن طريق إدخال المريض إلى مختبر النوم الخاص بالمستشفى، والطريقة الثانية هي إجراء دراسة للنوم في المنزل.
وهذه الدراسة تسجل مؤشرات متعددة مثل: قياس أكسجين الدم، وقياس حركة العين، وقياس النبض، وقياس كهرباء الدماغ. وبعد أن يقوم الطبيب بدراسة هذه المؤشرات يحصل على التشخيص وعلى درجة انقطاع التنفس، (متوسطة، أو بسيطة، أو شديدة)، وأضاف أن هذه الدرجة يمكن تحديدها على حسب طول فترة الاختناق، وعدد مرات الاختناق.
وكما يقول د. “محمد”: علاج الاختناق أثناء النوم يتم عن طريق تحديد شدة الحالة اولًا، ثم على حسب درجة الحالة، وعلى حسب الأمراض المرافقة; فإذا كانت الحالة بسيطة أو متوسطة يمكن القيام بإجراءات لتغيير نمط وسلوك الحياة، مثل تخفيف الوزن.
بينما إذا كانت الحالة شديدة يحتاج المريض للعلاج بواسطة جهاز (دافع الهواء الإيجابي)، وهذا الجهاز يساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوح عن طريق دفع هواء مضغوط إلى مجرى التنفس، مما يساعد على منع حدوث انقطاع التنفس أثناء النوم، وإبقاء الإنسان في نوم صحيح وسليم حتى تقوم الرئة بدورها في إيصال الأكسجين للدماغ.
أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يطيقون التعامل مع هذا الجهاز، يلجأ الطبيب جراح الفكين إلى استخدام طرق أخرى مثل وضع داعم على الأسنان لدفع الفك إلى الأمام.
نصائح لنوم صحي
ختامًا، النوم هو مرحلة مهمة وبشكل ثلث الحياة البشرية، وبالتالي إذا كان صحيح وسليم يكون الإنسان أكثر صحة وتركيز وإنتاجية.
لذلك يجب المحافظة على الحصول على نوم صحيح من خلال عدم ممارسة النشاطات التي قد تُحدث اضطراب في النوم، والنوم في غرفة هادئة وخافتة الضوء، وعدم تناول الأطعمة والمشروبات على السرير قبل النوم، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، لأن الضوء الأزرق يُحدث تغيير في إفراز الميلاتونين الذي يتحكم في عملية النوم.