انفجار كيس الجنين.. وماذا بعد؟

تفاصيل الاستشارة: بدأت زوجتي بالشعور بآلام الوضع قبل نهاية الشهر الثامن من الحمل وتعرضت فجأة إلى (فتح كيس المياه الذي يحمي الجنين) وذهبت للمستشفى وكان رأى الطبيب المعالج (طبيب مشهور ومتميز د. محمد وهبي) أن نحاول الحفاظ على الجنين بالداخل حتى ندخل إلى الشهر التاسع وفعلاً هذا ما حدث مع كثير من الألم والمعاناة حتى بدأنا في الشهر التاسع وخلال تلك الفترة طلب الطبيب من زوجتي البقاء بالمنزل خوفا من أن ينتقل لها ميكروبات في المستشفى حيث يرى أن جو المنزل صحي أكثر بكثير من المستشفى، كانت ولادة طبيعية متعثرة واستمرت لمدة يوم كامل؛ ولم يرد الطبيب التدخل جراحيا خوفاً من احتمال انتشار الميكروب في جسم الأم بعد الولادة المؤلمة جدًّا جدًّا بمدة بسيطة لاحظ الطبيب تغير في لوم الأم وارتفاع كبير جدا في درجة الحرارة ونفس الشيء للمولودة، فتأكد من إصابتهما بميكروب في الدم بدأت الأم في تناول مضادات للميكروب والحمد لله الأمور طيبة الآن.

المولودة كان وزنها عند الولادة 2 كيلو و600 جرام وأصيبت بالصفراء أيضا، استمرت بالحضانة لمدة 11 يوما وفي كل يوم يُؤخذ منها عينة دم للتحليل CRP (C-Reactive Protein) كانت النتيجة في البداية 48 ثم في اليوم الثاني 24 ثم انخفضت إلى 12 ثم ارتفعت إلى 54 ثم إلى 19 ثم إلى 94 وكانت خلال تلك الفترة تتناول أقوى مضاد حيوي لهذا السن (كما قالت الطبيبة المعالجة أ.د/ زينب رضوان الأستاذ بالقصر العيني) وقررت الطبيبة خروجها من الحضانة؛ لأنها ترى أن جو المستشفى قد يكون السبب فيما يحدث بالفعل خرجت وأجرينا التحليل بعد عدة أيام وكانت النتيجة 18 وقمنا بعمل (Microbiology Unit أخذنا العينة بعد الولادة ب 5 أيام ومكثت بالمعمل لمدة 10 أيام قبل ظهور النتيجة) وكانت النتيجة: No growth after 10 days of incubation

الآن تنصحنا الطبيبة بنسيان الأمر وأن الأمور أصبحت عادية تماماً ولا يوجد أي خوف لكني قلق، ماذا يعني وجود نسبة للميكروب بالدم مع أنه أظهر عدم وجود ميكروب أصلاً؟

هل الأمر يتطلب مزيد من التحاليل للاطمئنان؟ أم لا داعي لذلك؟

بعد مرور 16 يوما على الولادة الآن أصبح وزن المولودة 2.800 وحالتها العامة جيدة وإن كانت ترضع لبنا صناعيا (وما زالت الأم تحاول إرضاعها طبيعيا بقدر المستطاع).

هل من نصائح خاصة لابنتي “ملك”؟

خالص شكري العميق لكم.

⇐ د. حمدي شعيب «استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة» تكرَّم بالإجابة على الاستشارة؛ فقال: بدايةً أريد أن أطمئنك، فزوجتك ومولودتك بخير حال إن شاء الله، ولكني أريد أن أخبرك ببعض المعلومات البسيطة لما حدث:

فكما ورد في استشارتكم أن حالة الأم هي PROM أي (فتح أو انفجار مبكر للأغشية الحامية للجنين)، ولكن متى نعتبر أن فتح هذا الكيس، أو هذه الأغشية خطراً على صحة الأم والجنين؟ ذلك إذا تم الفتح قبل الولادة بمدة لا تقل عن (24) ساعة.

وما أعظم الأخطار المتوقعة على الجنين في مثل هذه الحالة؟

(1) ولادة مبكرة (Premature)

(2) حدوث انتشار للميكروبات في دم الجنين؛ وتسمم دموي ٍ(Septicaemia)

وهو ما حدث لملك الحبيبة؛ مما تسبب في ارتفاع (CRP)؛ وهو المؤشر الذي يبين الإصابة بالميكروبات المرضية؛ ومما أدى إلى هذه المضادات الحيوية المكثفة، ويجب علينا ألا نتجاهل (No growth after 10 days of incubation) والتي تعني أنه لم يتم الكشف عن أي ميكروب وهذا مطمئن.

(3) أن ينزل الجنين كامل النمو، ولكنه ناقص الوزن (LBW) ؛ أي أقل من (2500) جم.

ونحمد الله سبحانه على نجاتها من هذه المخاطر بفضل الله، كما أن إصابتها بالصفراء هي حالة فسيولوجية معروفة ليس لها عواقب.

لذلك نحب أن نطمئنك بأن الأمور تبدو على خير ما يرام، فما عليك سوى المتابعة الصحية الدورية عليها وذلك للاطمئنان على:

• الوزن مع ملاحظة:
  • أن الوزن يزيد في الشهور الأربعة الأولى (750) جم تقريباً كل شهر.
  • ثم في الأربعة شهور التالية (500) جم تقريباً كل شهر.
  • ثم في الأربعة شهور الثالثة من السنة الأولى (250) جم تقريباً كل شهر.
• محيط الرأس.
• الطول.
• الحالة الصحية العامة مثل اللون والنمو الحركي والسلوكي والعقلي.

وعليكم بمحاولة الرضاعة الطبيعية؛ فإن لم يتيسر فعليكم باللبن الصناعي، وممنوع إدخال أي أغذية سوى اللبن حتى الشهر الخامس أو السادس.

كما يجب الاهتمام بالنظافة العامة؛ مثل:

• عدم التقبيل في الفم.
• غسل اليدين قبل وبعد التعامل معها.
• استعمال أكثر من زجاجة تغذية (ببرونة)، وغليها جيداً قبل كل وجبة.
• الوضع الصحيح للرضاعة.
• عدم مخالطتها بأي مريض، حتى ولو كان مجرد نزلة برد.

وندعو الله أن يمتعكم جميعا بتمام الصحة والعافية، ونرجو من الله عز وجل أن نكون قد وفقنا في الرد عليك بما يريح قلبك وعقلك.