في شهر مارس من كل عام يتحد العالم أجمع للتوعية بسرطان القولون والتشديد على أهمية الفحص المبكر عن هذا النوع من السرطان علاوةً على سرطان المستقيم، وتشجيع البحوث الطبية على اكتشاف العلاجات المناسبة له.
تبقى الوقاية من سرطان القولون أفضل من قنطار علاج، وذلك لن يحدث إلا عن طريق تفادي أسباب الإصابة بهذا النوع من السرطانات كالدخان، شرب الكحول، السُّمنة وزيادة الوزن، وتناول اللحوم الحمراء والمصنعة.
أهمية تخصيص شهر كامل للتوعية بسرطان القولون
تقول الدكتورة ميسم عكروش “استشارية أمراض باطنية وجهاز هضمي وكبد” أن التوعية بسرطان القلون هو أمر مهم على الرغم من أننا نعيش الآن في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، ولكن يبقى سرطان القولون هو مرض مهم، ومن ثم فقد خُصص له شهر كامل للتوعية به وبخطورته وطرق الوقاية منه.
يشكل هذا النوع من السرطان النوع الأعلى في نسب الوفيات بين الذكور والإناث مقارنةً بباقي أنواع السرطانات الأخرى، كما أنه من الملاحظ أن مصابي السرطان على ضوء ذكر الأمراض الفيروسية الآن هم الفئة الأكثر عُرضةً لهذه الفيروسات المميتة نتيجة لنضعف المناعة واعتمادهم الكلي على أخذ الأدوية الكيماوية خاصةً إذا كانت أعمارهم كبيرة.
يمكن أن يُمنع سرطان القولون عن طريق الكشف المبكر عنه والذي يمكن أن يرفع من مستوى وعدد الأشخاص الذين يعيشون لأكثر من ٥ سنوات بعد التشخيص بسرطان القولون، لذلك من المهم الكشف عن هذا السرطان لأنه من السرطانات التي يمكن الوقاية والشفاء منها، كما أنه مرض صامت، وهذا ما يدفعنا لتخصيص شهر كامل للتوعية به حتى نلفت نظر الناس ومن هم بحاجة للبحث المبكر والاستقصاء للكشف عن هذا المرض الشائع.
واقرأ هُنا أيضًا: معلومات عن سرطان القولون بالتفصيل
أسباب سعة انتشار سرطان القولون
لسرطان القولون علاقة وثيقة بالنمط الحياتي والغذاء خاصةً:
- اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة.
- الدخان.
- الكحول.
- السٌّمنة.
- قلة الحركة والنشاط.
- العوامل الوراثية والجينية، حيث أن العائلة التي بها أكثر من مصاب بسرطان القولون تعني أن الغالبية العظمى من أفراد تلك العائلة سيصابون بهذا المرض، ومن ثم يستوجب عليهم إجراء فحص مبكر لهذا المرض، ويعتمد هذا الفحص بصورة أساسية على عمر المصاب الأصغر في هذه العائلة، أي أنه إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بالسرطان على عمر ٥٠، فإن جميع أفراد العائلة يستوجب عليهم إجراء الفحص المبكر للسرطان على عمر ٤٠ عاماً عن طريق تنظير القولون، وبشكل عام، فإن عمر ٤٥ تم اختياره من جميع الجهات والجمعيات الطبية البحثية ليكون عمر البحث والاستقصاء عن هذا المرض.
مضيفةً: هناك بعض المرضى بسرطان القولون الذي يتعرضون لبعض الأعراض ولا يكون لديهم هذا المرض صامتاً، ومن ثم حين يصابون بأعراض المرض يجب عليهم مراجعة طبيبهم في حالة ظهور أي عَرَض جديد على الجهاز الهضمي مثل:
- أوجاع البطن.
- نزيف الشرج.
- تعب وإرهاق نتيجة فقر الدم.
- انسداد في الشهية.
- نزول في الوزن.
- تغير في حركة الأمعاء كالإمساك والإسهال.
- الشعور بآلام غير مبررة في البطن.
الأهم من ذلك، هناك بعض اللحميات التي تسبق مرض سرطان القولون بسنوات عدة، ولكن مع الفحص المبكر نقوم بتخليص الجسم منها واستئصالها لنكون قد منعنا حدوث الأورام، وتبقى المتابعة الدورية حسب نوع كل لحمية عند كل مريض، ويتم البحث عن عائلته أيضاً، لأن العائلة تكون على استعداد تام لهذه الأمراض.
ويُمكنك الاطلاع على: أهداف اليوم العالمي للسرطان
هل يمكن لاضطراب هرمون النمو أن يكون سبباً في سرطان القولون؟
هناك أمراض كثيرة وخطيرة تحدث في عائلات معينة وتكون جينية ونسميها باسم المتلازمات.
هذه الأمراض تكون متربطة بارتفاع نسب الأورام، ومن ضمنها أمراض اضطراب هرمون النمو، ولكن هذه الأمراض غير شائعة تماماً كأسباب هذه الأمراض السرطانية.
إلى جانب ذلك، هناك أمراض كثيرة أخرى أولى أن تُعطى الأهمية لتكون سبباً في ورم السرطان داخل القولون مثل التهاب القولون التقرحي، حيث أنه بعد سنوات معينة ك ٨ سنوات من التهاب القولون التقرحي يجب أن يقوم المريض بعمل منظار للقولون وأخذ عينات دورية مع طبيبه حتى نمنع فرص واحتمالات وقوع السرطان عند هؤلاء المرضى.
وختاماً، هناك مرضى اللحميات وحساسية القمح الذين هم أكثر عُرضةً من غيرهم لحدوث أورام في الجهاز الهضمي بشكل عام والتي من ضمنها سرطان القولون.
أما عن طرق علاج سرطان القولون، فبعد التشخيص بأخذ العينة من خلال المنظار يتم عمل تقييم لمرحلة السرطان بواسطة الصور الطبقية والشعاعية، وبعدها يقرر طبيب الأورام إذا كان هذا المريض يستفيد من الجراحة أولاً، أم أن هذا المريض بحاجة للدواء الكيماوي أو الاستئصال على حسب المرحلة التي يكون فيها المرض، إلا سرطان المستقيم المنخفض جداً والقريب من فتحة الشرج الذي يبدأ بالشعاع ومن ثم ينتقل إلى الخطوات الأخرى، ونلاحظ أن علاج القولون يعتبر سهل ومتوفر وآمن ونسبة نجاحه تزيد عن ٦٥٪.