تحت شعار القضاء على الملاريا قضاء مبرماً، أعلنت مُنظمة الصحة العالمية أنهُ سيتم اختيار لقاح الأكثر تقدماً ضد الملاريا.
الإختبار سيتم على نطاق واسع في عِدّة دول منها كينيا وغانا وملاوي. في حين لا يزال فيروس الملاريا يسبب ٤٠٠ الف حالة وفاة كل سنة، والأطفال دون سن الخامسة يُمثّلون أكثر من ثلثي نسبة الوفيّات.
ينتقل هذا الفيروس غالبا عبر البعوض الذي يكثر بعد هطول الأمطار، وأول أعراض الإصابة هي الحمى والصداع والإرتعاش والتقيؤ. وتُعد قارة أفريقيا الأكثر تضررا من فيروس الملاريا.
تقرير بواسطة “أطباء بلا حدود Doctors Without Borders”
اذا اجتمعت بعوضة الملاريا مع الجرثومة الطفيلية فستكون النتيجة سلاح دمار شامل، على الرغم من هذا فإن الوضع يتحسّن كما يُقال، حيث تُشير التقديرات إلى تجنب أكثر من ستة ملايين حالة وفاة مُرتبطة بالملاريا في الفترة المُمتدّة بين عامي ٢٠٠٠ و ٢٠١٥ وذلك بفضل الاستثمارات المالية الكُبرى.
لكم ما يزال هُناك الكثير من العمل، إذ توجد خمسة تحدّيات رئيسية في مجال مُحاربة الملاريا:
• التغيّر المناخي: غالباً ما تترافق مواسم الأمطار الأطول والأكثر غزارة مع ازدياد حالة الإصابة بالملاريا، وهو ما قد يُفسّر فترات الذروة التي شهدتها بُلدان مثل جمهورية الكونغو الديموقراطية و أوغندا عامي ٢٠١٤ و ٢٠١٥ حيث لعبت ظاهرة النينو المناخية دوراً هاماً في ارتفاع حالة الاصابة بالملاريا في إفريقيا جنوب الصحراء بشكل كبير.
• البعوض المُقاوم للمُبيدات الحشرية: تُشكّل السيطرة على نواقل العدوى عنصرا حاسماً في عملية السيطرة على الملاريا وهي تشمل استخدام الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية للحماية الشخصية، وبحسب احصاءات منظمة الصحة العالمية فإن نصف سكان القارة الإفريقية حصلوا على هذه الناموسيّات، لكن فعاليتها أصبحت أقل في الوقت الحالي مع ازدياد مقاومة البعوض للمبيدات الحشرية.
• الوقاية الكيميائية: تتألف الوقاية الكيميائية من توزيع العلاج المضاد للملاريا الموسمية على فئة معينة من السكان، وقد يُساعد هذا العلاج الوقائي في تخفيض نسبة الإصابة بالملاريا عند النساء الحوامل والأطفال بنسبة ٣٠%. أما في ذروة الملاريا فقد أدت الوقاية الكيميائية إلى خفض عدد الإصابات البسيطة بنسبة ٨٠% والإصابات الشديدة بنسبة ٧٠% عند الأطفال ما بين ثلاثة أشهر و خمسة أعوام.
• العلاجات المُضادة للملاريا: بدأ استخدام العلاجات القائمة على الأرتيميسينين Artemisinin بشكل واسع منذ بداية الألفية الثالثة لتحل بشكل تدريجي مكان الأدوية التي فقدت فعاليتها وهو ما أدى إلى انخفاض مُدهش في عدد حالة الإصابة بالملاريا وتحسن التزام المرضى بالعلاج، لكن الحالة المقاومة لأدوية الأرتيميسينين بدأت بالظهور في أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا ولن يكون العثور على دواء بديل مُمكناً قبل عِدّة سنوات على الأقل.
• اللقاح: ما يزال اللقاح الفعال الذي سيؤدي الى استئصال الماريا والقضاء عليها دون رجعة بعيد المنال، ولا يوجد حالياً سوى لقاح واحد يتمتع بفعالية محدودة تجاه عدة اشكال من هذا المرض، كما أنهُ يتطلب أربع جرعات تتخللها فاصل زمنية طويلة، الأمر الذي يجعل استخدامه في الميدان أمراً شبه مُستحيل، ويُعتبر تطوير لقاح فعال ورخيص وسهل الاستخدام الحل الوحيد لإحراز تقدم ملحوظ في السيطرة على هذا المرض الأكثر فتكاً بالأطفال.
إن مُحاربة الملاريا تحتاج مواجهة هذه التحدّيات وتبنّي بيئات عمل مُختلفة وقد تم استئصال الملاريا في عدة بلدان أوروبية وأمريكية بفضل الأسلوب المُكوّن من علاج المريض ومُكافحة البعوض والوقاية الكيميائية، إضافة الى تحسين الظروف المعيشية.