تحتفل دول العالم في الثاني عشر من يونيو سنوياً باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، هذا الاحتفال الذي بدأ منذ عام 2002 والذي يهدف لإلقاء الضوء على مدى انتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم وبث الجهود اللازمة للقضاء عليه.
إلى جانب ذلك، تعتبر عمالة الأطفال مازالت منتشرة في دول كثيرة من العالم فبدلاً من أن يكون الأطفال في فصولهم الدراسية أو يمارسون أنشطة تتناسب مع هذه المرحلة العمرية أصبحوا عُرضة للاستغلال والعمل، أما عن اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال لعام 2019 فيجب ألا ينشغل فيه الأطفال بالعمل في الحقول وإنما يستوجب عليهم تحقيق أحلامهم.
كيف ترى منظمة اليونيسيف مشكلة عمالة الأطفال في العالم؟
قالت “د. جاكلين عطاوي” مسئولة ببرنامج حماية الطفل في منظمة اليونيسيف. كما سبق فإن مفهوم عمالة الأطفال تعرفه منظمة اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية بمفهوم بمنع الطفل من ممارسة حقوقه الأساسية وهذه الحقوق خاصة بحقوقه المعيشية وحقوقه في الحصول على العديد من الخدمات منها الدراسة والرعاية الصحية والرعاية والاهتمام من قبل الأهل بجانب حقه في الحماية من الاستغلال الذي يمكن أن يؤدي إليه عمل الطفل بالإضافة إلى الحماية من الإهمال والإساءة أو العنف بشتى مفاهيمه كالعنف الجسدي والعنف اللفظي والعنف النفسي إلخ إلخ. وهذا كله يؤدي إلى مشكلة تودي بمستقبل الطفل في نهاية المطاف.
وتابعت الدكتورة “جاكلين عطاوي” حسب عمر الطفل حيث أنه قد يعمل في أنواع معينة من العمل ولكنه في العمر ذاته قد يُمنع عليه ممارسة هذه الأعمال حسب توقيت هذا العمل وساعاته حيث يُمنع الطفل أيضاً من العمل ليلاً حسب توقيت كل دولة والقانون الخاص بها.
الفعاليات الدولية في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال
يجدر الإشارة إلى أن القوانين التي اُعدت وصدرت من جانب منظمة العمل الدولية تتمثل في القانون الذي يضع الحد الأدنى لعمر الطفل العامل وهو عمر 14 سنة وفي نفس الوقت هناك قوانين أخرى مثل قانون 182 الذي يناقش وضع لائحة بأسوء أشكال عمل الأطفال، لذلك هناك العديد من الدول التي وقَّعت على هذه الاتفاقيات واستطاعت أن تضع خطط محلية لمكافحة عمل الأطفال.
على الجانب الآخر، هناك المشاكل الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية الرديئة التي لا تساعد على وضع هذه السياسات وأن تكون كافية حتى نكافح بها عمل الأطفال.
وأردفت “جالكلين” بشكل عام يعتبر الطفل هو ضحية المجتمع وفي نفس الوقت لا يجب علينا نحن الكبار أن نشجع ظاهرة عمل الأطفال من خلال إعطائهم الأموال إذا التقينا بهم في الشوارع على سبيل المثال، ولكن على الجانب الآخر لا يجب أن نتعامل مع الطفل العامل على أنه مجرم وإنما الطريقة الأفضل للتعامل معه هي تشجيعه على ترك الشارع والذهاب إلى الصف الدراسي كما يمكننا إلحاق هذا الطفل إلى جميعات اجتماعية لها طريقتها الخاصة في التعامل مع هذا الطفل ولديهم الرسائل الخاصة لتوصيلها له حتى يمكنه حماية نفسه من أخطار المجتمع.
سبب انتشار ظاهرة عمل الأطفال في مجال الزراعة
يمكننا الإجابة على هذا السؤال من خلال ملاحظة أن أغلبية الأطفال العاملة هم من الدول النامية التي تعتبر مبنية اقتصادياً على الزراعة بشكل أساسي ومن ثم يعتبر عمل الأطفال في مجال الزراعة أمر طبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، بدون شك أصبح هنالك أعمال ظاهرة في مجال مكافحة عمالة الأطفال مما ساعد في تقليل أعداد هؤلاء العمالة من 152 مليون طفل إلى أرقام أخرى أقل ولكن ما يتسبب في زيادتها مرة أخرى هي الأزمات السياسية والاقتصادية حول العالم والتي حتماً يذهب ضحيتها الأطفال الصغار.
وأخيراً، هناك تفريقات بين أشكال الأطفال العاملين ولعل أسوء أشكال عمالة الأطفال هي أي نوع من العمل دون عمر 18 سنة والذي يمكنه أن يؤثر على صحة الطفل الجسدية والصحية والفكرية والمتعلقة بالأطفال العاملين في مجال الأعمال الإباحية والأعمال الغير قانونية مثل العمل في المخدرات وغيرها.
إلى جانب ذلك، هناك العمل الخطر على الطفل والذي يتغير من بلد لآخر، لذلك يجب على كل دولة عمل قائمة بالأعمال الخطيرة على الأطفال والتي من بينها الزراعة التي يقف فيها الطفل تحت الشمس أو البرد القاسي لفترات طويلة منغمساً حول المواد الكيميائية.