لماذا ترتفع نسب الإصابة بالسمنة في الدول العربية؟
قالت “د. غادة بلان” اختصاصية علاج الغدد الصماء والسكري. نسب الإصابة بالسمنة في الدول العربية مُستغربة وتثير الخوف والقلق، وذلك لأن البلدان العربية تشهد ثاني أعلى زيادة بنسب السمنة بالعالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن نسب الإصابة تتسارع في الإرتفاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وهو ما تبعه ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري أيضاً، وتشير التقارير إلى أن معدلات الإصابة بالسكري في الدول العربية مجتمعة سترتفع إلى معدل 90% في العشرين عاماً القادمة.
وهذه النسب المخيفة للسمنة تعود إلى سببين رئيسيين، الأول هو عدم التوازن بين عدد السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم وعدد السعرات الحرارية الخارجة منه بالمجهود البدني، وهذا هو العامل الحيوي الأول في البدانة، أما السبب الثاني فهو توافر الطعام الغير صحي وانتشاره في كافة الأسواق العربية بأسعار منخفضة أي أنه في متناول يد الجميع، ويعزز تأثير هذين السببين قلة ممارسة الرياضة مع الركون إلى الراحة والدعة والجلوس الطويل.
ما الذي يتوجب على السمين فعله للتخلص من السمنة؟
أكدت “د. بلان” على أن أهم وأول الخطوات على طريق التعافي من السمنة والوزن الزائد هي تعديل النمط والنظام الحياتي فيما يتعلق بالغذاء والحركة، وهذا الأمر لا يجب الإنتباه إليه بعد الإصابة الفعلية بالسمنة، ولكن اتباع نمط الحياة الصحي لابد وأن يبدأ منذ الطفولة، حيث لابد أن يُربى الإنسان على العادات الغذائية الصحية والسليمة، وكذلك عليه الإعتياد على ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
ما مدى انتشار السمنة عند الأطفال؟
جميع الدراسات والإحصائيات تشير إلى تفشي السمنة والبدانة عند الأطفال العرب بمعدلات مرعبة، فلم يعد الإهتمام بعلاج السمنة عند البالغين فقط، بل إن مؤشرات السمنة عند الأطفال أصبحت مخيفة مما تبعه تعدد الدراسات والأبحاث الفاحصة لهذا الأمر والباحثة له عن حلول ناجعة.
وأضافت “د. غادة” حتى إن الدراسات أثبتت تفشي السمنة عند الأطفال في الأعمار الأقل من خمس سنوات، كما أنها تشير إلى أن معدل البدانة في فئات الأطفال والمراهقين من عمر الخمس سنوات وحتى 19 عام ارتفع من 1% عام 1975م إلى 18% في عصرنا الحالي، وهو معدل ولا شك مخيف، وساعد على هذا الارتفاع السريع توفر الأغذية الغير صحية للأطفال مع تغير عقلية الأهالي إلى مكآفأة الأولاد وتشجيعهم بالطعام، وكذلك من اتجاه الأهل للإعتماد على الطعام المصنع والجاهز والمُعد خارج المنزل.
هل للرضاعة الصناعية دخل في إصابة الطفل بالسمنة؟
لا شك أن الأطباء بعمومهم يشجعون على الرضاعة الطبيعة، لأن الدراسات أثبتت أن الرضاعة الطبيعية لها دور في وقاية الطفل من السمنة ومن العديد من الأمراض الأخرى، بينما الحليب الصناعي فمن المحتمل أن يتسبب في بدانة الطفل على المدى البعيد، لذلك من الضروري عدم اللجوء إليه إلا إذا كان الخيار الأوحد الذي لا بديل له.
وبشكل عام لابد أن يعي الأهل أن إشباع الطفل لابد وأن يتم من خلال الطعام الصحي، لا من خلال السكاكر والحلويات والوجبات السريعة، بل من الواجب عليهم أيضاً تعليم الطفل منذ الصغر خطورة تلك الأطعمة على الصحة حتى يشب على العادات الغذائية السليمة.
ما المطلوب ممن يتبعون الحميات الغذائية دون جدوى؟
أشارت “د. غادة” إلى أن الحلول المتاحة لأصحاب الأجسام التي لا تُحرز نتائج في خسارة الوزن مع الإلتزام بالحميات الغذائية كثيرة، كما أن العلم الحديث يمدنا بحلول جديدة دائماً، وترتكز هذه الحلول على معالجة أعراض الجوع التي تنتاب البدين والتي تدفعه إلى تناول كميات كبيرة من الطعام، وفي سبيل القضاء على هذه الأعراض توجد الأدوية الكيميائية التي يتم تناولها بالتزامن مع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة، وهذه الأدوية تعزز نتائج الحمية الغذائية وتُخرج الجسم من حالة رفض الحمية الغذائية للتخسيس، ومن تلك الأدوية نوع من الحقن التي تؤخذ تحت الجلد بشكل يومي، ونوع آخر عبارة عن أقراص فموية، وتؤخذ تلك العلاجات الكيميائية بناءً على استشارة طبية وبجرعات محددة لتخفيف الشهية وزيادة الشعور بالشبع.
متى يُوصف الشخص بأنه بدين؟
اختتمت “د. غادة البلان” بالتأكيد على أن البدانة لا تعرف بالنظر، ولكن تتحدد الإصابة بها من خلال مؤشر علمي معروف بـ BMI، وهو عبارة عن معادلة حسابية بسيطة تراعي الوزن والطول، وبناء على المحصلة الرقمية لتلك المعادلة تتحدد الإصابة بالبدانة، فالمعدل الطبيعي لهذه المعادلة الحسابية هو تحت الرقم 25، أما إذا كان حاصل المعادلة الأرقام ما بين 25 و30 فإن ذلك دليل على وجود زيادة بالوزن، أما إن كانت المحصلة الرقمية لرقم فوق الـ 30 فهذا دليل على الإصابة بالسمنة، وفوق الـ 40 فدليل على السمنة المفرطة التي يصاحبها المضاعفات الصحية الخطيرة.