يتناول مقالنا اليوم واحد من أهم الاحتفاليات التي تتم في شهر يناير من كل عام وهي احتفالية اليوم العالمي لمرض الجذام. وفي اطار ذلك؛ سنقوم بإلقاء الضوء على بعض المعلومات الخاصة بهذا المرض، وكذلك سنتعرف على فعاليات هذا اليوم.
مرض الجذام
الجذام هو واحد من الأمراض المزمنة الذي ينتج عن احدى أنواع البكتيريا العضوية. يؤثر هذا المرض على جلد الإنسان، وكذلك على الأعصاب والأطراف والعيون، كما يمكن أن يصل الأمر إلى اصابة الشخص بإحدى أنماط الإعاقة، أو فقد الشعور.
ينتقل هذا المرض بشكل أساسي من الغشاء المخاطي للأنف للشخص المصاب إلى جلد الشخص الأخر، أو من خلال الجهاز التنفسي.
أما بالنسبة لأنواع مرض الجذام؛ فنجد ان هذا المرض ينقسم إلى ثلاثة أنواع حيث يختلف كل نوع في مدى خطورته وتأثيره على الشخص المصاب.
فالنوع الأول من مرض الجذام هو الجذام الدرني والذي يعتبر أقل أنواع مرض الجذام ضرر حيث يظهر على الجلد بقعة ذات لون شاحب وهنا يفقد الإنسان الشعور عند تلك البقعة. أما النوع الثاني فهو الجذام الورمي ويعتبر هذا النوع هو الأكثر خطورة حيث ينتج عنه ظهور طفح جلدي ومن ثَم يفقد المصاب الشعور في عدة أماكن. وبالنسبة للنوع الثالث فهو الجذام الحدي وهو النوع المسؤول عن ظهور أحد الأنواع السابقة.
في الآونة الأخيرة؛ توصل العلماء إلى علاج لهذا المرض، ولكن على المصاب أن يُسرع بالعلاج في المراحل المبكرة لكي يتمكن من الشفاء من هذا المرض.
اليوم العالمي لمرض الجذام
يتم الاحتفال في يوم 31 من شهر يناير من كل عام باليوم العالمي لمرض الجذام، وقد تم اختيار هذا اليوم بشكل خاص تخليدا لذكرى وفاة الزعيم الهندي غاندي لإدراكه مدى خطورة هذا المرض وكذلك أهمية نشر الوعي لتعريف الناس به.
يأتي الاحتفال بهذا اليوم من كل عام لنشر الوعي بين الناس بهذا المرض على مستوى العالم لما ينتج عنه من اضطرابات خطيرة تؤثر على حركة الجسم بأكمله.
ومن أهم الفعاليات التي تتم في هذا اليوم هو وضع موضوع محدد خاص بهذا المرض أو شعار للاحتفالية، ومثال على ذلك : “انهاء التمييز والوصمة” في عام 2019. كما يقوم الاتحاد الدولي لرابطات مكافحة الجذام بشرح وتوضيح أشكال وصور وأعراض هذا المرض، وما يعانيه المصابين بهذا المرض من اصابات بالجلد والتي ينتج عنها تشوهات وتآكل لجلد المصاب.
كذلك يتم شرح وتوضيح طرق انتقاله من الشخص المصاب إلى شخص أخر، بالإضافة إلى تسليط الضوء على طرق علاجه، وبعض النصائح حول الوقاية منه.
يتم في هذا اليوم توضيح بعض النقاط المتعلقة بما قدمه العلم على مدار السنوات السابقة للقضاء على هذا المرض، ففي عام 2000؛ تم التخلص من هذا المرض على نطاق كبير، كما تم شفاء ما يقرب من 16 مليون مريض باستخدام الأدوية المتعددة، ومن أشهر تلك الأدوية ريفامبيسين وكلوفازيمين ودابسون.
كما تم تقديم العلاج المجاني لكل مرضى الجذام في مختلف أنحاء العالم، وذلك بمساعدة مؤسسة نوفارتيس للتنمية المستدامة للقضاء على هذا المرض.
وفي الختام؛ يجب علينا جميعا أن ندرك مدى خطورة هذا المرض اللعين الذي قد يتسبب في القضاء على حياة الإنسان لما ينتج عنه من أضرار جسمانية نتيجة الاصابة بهذا المرض. ويجب علينا في هذا اليوم المساهمة قدر المستطاع في نشر الوعي حول هذا المرض، وأعراضه، وتوضيح طرق علاجه، ومساعدة مرضى الجذام للشفاء من هذا المرض لكي يتمكنوا من الحصول على فرصة أخرى للعيش بصورة طبيعية داخل مجتمعهم.