ازداد الاعتراف بما للنساء والفتيات من دورٍ في ضمان استدامة الأسر والمجتمعات الريفية وتحسين سبل المعيشة الريفية والرفاهية العامة، ولأن دور المرأة الريفية أساسي وضروري في مجتمعاتها خصصت الأمم المتحدة تاريخ الخامس عشر من أكتوبر كيوم دولي للمرأة الريفية.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تُجيبنا مديرة المشروعات بجمعية المرأة الريفية الفلسطينية “حنين زيدان”.
ما تفاصيل فاعليات اليوم العالمي للمرأة الريفية بفلسطين؟
اعتدنا سنوياً في الجمعية الفلسطينية للمرأة الريفية على الاحتفال بيوم المرأة الريفية العالمي، وذلك لما للمرأة الريفية من دور فعال ومهم في رخاء الوطن، ولما لها من دور في الإقتصاد المحلي وتأمين الغذاء، ونعتبر هذا اليوم مناسبة جيدة للتكريم والإشادة بدور النساء الريفيات، كما أنه يوم مهم في لفت الأنظار وتسليط الضوء على الدور العظيم الذي يقمن به في المجتمع.
وأضافت “أ. زيدان” وتبعاً لذلك اعتادت الجمعية على تنظيم فاعليات عديدة في مختلف مواقع الريف الفلسطيني، وكذلك تنظيم فاعليات مركزية في مدينة رام الله، واخترنا هذا العام تنظيم معرض لمنتوجات التعاونيات النسوية المنتشرة على الأراضي الفلسطينية، وذلك من أجل الترويج للبضائع النسائية، وكذلك لفتح سبل الشراكة بين النساء المنتجات وبين تجار وأسواق القطاع الخاص، وسيستمر هذا المعرض لمدة ثلاثة أيام، وسيقام بالشراكة مع مؤسسة أوكسفام الدولية، وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا)، ونأمل كثيراً في نجاح المعرض وتحقيق أهدافه.
كيف تُشجع الجمعيات المرأة الريفية على التمكين الإقتصادي المستقل؟
بيَّنت “أ. حنين” أنه على اعتبار أن الجمعية النسائية الفلسطينية تعمل بشكل حصري مع النساء الريفيات في القرى الفلسطينية، لذا نحاول دوماً مساعدة المرأة الريفية على التمكين الإقتصادي عبر عدة وسائل على رأسها البرنامج الخاص للتمكين الإقتصادي للنساء الريفيات،
ويتضمن هذا البرنامج عدة مستويات هي:
بناء قدرات النساء من خلال تزويدهم بالمعدات الضرورية لتحسين الإنتاج وتقليل الفاقد.
تدريب النساء الريفيات على إدارة المشروعات الإنتاجية بدءً من شراء المدخلات حتى مهارات التسويق مروراً بالتسعير والجودة.
لفت نظر صانعي القرار لاحتياجات هذه الشريحة من النساء، وذلك لتمييزهم إيجابياً في السياسات والتسهيلات الإقتصادية الرسمية.
ما أهمية المرأة الريفية في مجتمعاتنا العربية؟
تعد المرأة الريفية عمود الأساس وحجر الزاوية للإقتصاد الوطني وخصوصاً الزراعة، فالإحصائيات العربية تؤكد أن أكثر من 60% من العمل الزراعي تقوم به النساء، ومن هنا تعتبر المرأة الريفية عنصر أساسي في الأمن الغذائي العربي والعالمي، وبالنسبة لدولة فلسطين على وجه التحديد فإن المرأة الريفية تلعب دوراً عظيماً مضافاً إلى دورها الطبيعي، حيث أنها تحمي الأرض الزراعية الفلسطينية من ممارسات واعتداءات الإحتلال عليها، وهو ما يحد من مُصادرة الأرض الزراعية لصالح الكيان الصهيوني، أي أن المرأة الفلسطينية الريفية تلعب دوراً سياسياً ووطنياً بجانب دورها الإقتصادي.
لماذا تنتشر الصورة النمطية عن دور المرأة الريفية في كونه دوراً منزلياً فقط؟
أكدت “أ. حنين” على أنه تكونت تلك الصورة النمطية من خلال التفكير المجتمعي السلبي تجاه النساء بشكل عام، ولكن الحقيقة الواقعة تثبت أن هذا التنميط مغلوط، حيث أنه واقعياً لا ينحصر دور المرأة الريفية في العمل المنزلي وحسب رغم تقديرنا للعمل المنزلي، فالنساء الريفيات أينما وُجدن وسنحت لهن فرص العمل لا يتوانين عن العمل والربح بجانب ما عليهن من مسئوليات منزلية وزوجية ورعاية للأولاد، فحالياً أصبحت المرأة الريفية تبحث باستمرار عن دخل مادي مساعد لها ولأسرتها، وبالتالي لا واقعية للصورة النمطية التي تصور الريفيات على أنهن ربات بيوت وكفى، حيث إن أولئك النسوة أقررن بالفطرة أن تنمية المجتمعات لن تتحقق وتدوم إذا كان نصف المجتمع منتجين والنصف الآخر من المستهلكين.
هل تؤثر العقلية الذكورية المسيطرة على الريف في الحد من عمل الريفيات؟
لا شك أن الأجيال الشابة أصبحت تحمل أفكاراً مستنيرة لعمل المرأة بشكل عام، وهو ما لم يتحقق في الأجيال السابقة، وإن كانت وتيرة تغيير الأفكار بطيئة، فوجود اختلافات فكرية في النظر لعمل المرأة وإن كانت طفيفة إلا أنها خطوة على الطريق، فلن يتغير الوضع بين عشية وضحاها، فالأمر محكوم بكثير من الموروثات الثقافية والعقدية والإجتماعية، لكن النظر لواقع النسوة الريفيات فيما يتعلق بالعمل والإنتاج يبعث على التفاؤل حتى وإن كانت وتيرة الإقرار بضرورة عمل المرأة الريفية بطيئة.
ما دور البرامج التدريبية ووِرَش العمل في تعزيز الدور الإقتصادي للمرأة الريفية؟
اختتمت “أ. حنين” حديثها بالإشارة إلى أن التمكين الإقتصادي للمرأة الريفية لا يمكن تحقيق مداه الفعال في الإقتصاد الوطني بدون تحفيز تلك النسوة على المشاركة في البرامج التدريبية وورش العمل، ولا يُقصد هنا برامج التدريب المتخصصة في المشروعات والإنتاج، ولكن يتسع المفهوم ليشمل البرامج التدريبية والتوعوية لكل القضايا التي تخص المرأة مثل قضايا مناهضة العنف ضد المرأة، وقضايا التمكين السياسي والإجتماعي لها، فالريف يضم الكم الأكبر من النساء بما يوازي 70% من إجمالي النساء على مستوى العالم، وبالتالي فإن تغيير واقع المرأة المعاصر يحتاج إلى إشراك الريفيات وتوعيتهن، وعدم الإكتفاء بالنخبة النسوية الموجودة في المدن.