يتيح الثامن يونيو اليوم العالمي للمحيطات فرصة لزيادة الوعي على الصعيد العالمي بأهمية المحيطات لضمان توفير حماية أفضل للثروات الكائنة في أعماقها للأجيال القادمة.
أهمية ودور المحيطات على الكرة الأرضية
قال الأستاذ “نضال عطا الله” منسق برنامج العدالة البيئية. تأخذ المحيطات ما يقرب من ثلثي الكرة الأرضية وتحتوي على ثروات طبيعية ومتنوع حيوي كبير ونعتمد عليها في الأرض بشكل كبير على أنها مصدر الحياة لجميع الكائنات سواء على اليابسة أو في البحار والمحيطات كما أنها تحتوي على موارد طبيعية نستخدمها مثل الطاقة والغذاء والأملاح المعدنية بالإضافة إلى أننا نستخدمها في نقل البضائع بين القارات المختلفة.
على الجانب الآخر، للبحار والمحيطات دور كبير في خلق توازن بيئي موجود على الكرة الأرضية بشكل عام كما أنها تخلق توازن في المناخ والطقس من خلال عدة عمليات طبيعية تحدث خلال أخذ وتبادل المواد بين اليابسة والبحار.
أبرز الانتهاكات البشرية تجاه المحيطات
في الحقيقة نحن نرتكب العديد من الأخطاء تجاه البحار والمحيطات أولها من المخلفات الصناعية حيث أن اليوم هنالك ما يقرب من مائة ألف مادة كيميائية تستخدم في الصناعات التي تصل إلى البحار والمحيطات كما يوجد الزراعات الحيوانية مثلما نرى في المزارع الكبرى بالإضافة إلى الزراعات المكثفة للخضروات التي يتم استخدام فيها بعض المواد الكيميائية مثل الأسمدة والأعشاب وغيرها من المخلفات النووية التي نراها من الدول الكبرى بجانب وجود ألغام في البحار حتى الآن نتيجة الحروب الماضية والتي تحتاج للكثير من الأموال اللتخلص منها هذا إلى جانب الصيد الجائر في المحيطات والبحار الذي يؤثر سلباً على ما تحتويه تلك البحار والمحيطات بالإضافة إلى النفايات البلاستيكية التي تعتبر خطر كبير على المحيطات حيث أننا ننتج ما يقرب من 300 مليون طن بلاستيك وحوالي 2 أو 3% من هذه الكمية تصل إلى البحار وتؤذي جميع المخلوقات الموجودة في المخلوقات ويمكننا استخراح ما يقرب من 1% فقط والذي يطفو على سطح المحيطات ولكن الباقي من هذه الكمية يعتبر خفي ولا نتحكم فيه بشكل مؤسف.
هل هناك جهات رقابية لحماية المحيطات من المخلفات؟
منذ سنوات ليست ببعيدة لم يكن هنالك جهات رقابية بدرجة كبيرة على حركة السفن والمخلفات التي تصل إلى البحار والمحيطات ولكننا أصبحنا الآن نسير في المسار الصحيح حيث أننا بدأنا في عام 2015 التنمية المستدامة والتي يأتي في مقدمتها كيفية حماية المحيطات والبحار من أية مخلفات، لكن الوضع الحالي يتطلب منا خاصة مع الاحتباس الحراري والضرر الذي يتسبب فيه أن كل فرد في المجتمع يساهم في التخلص من مخلفات البحار والمحيطات.
وأضاف ” نضال عطا الله “: من الجدير بالذكر أن نشير إلى أن الاحتباس الحراري يتم إنقاصه فعلياً عن طريق البحار والمحيطات حيث تم إنتاج حوالي 40% منذ الثورة الصناعية من الغازات الدفيئة أكثر مما كان سابقاً وقد تم استيعاب حوالي ربع هذه الكمية من قبل المحيطات، بالإضافة إلى أن المحيطات تمتص أكثر من 90% من أشعة الشمس في آخر 40 سنة، لذلك لا يمكننا أن نستنفذ قدرة المحيطات في حمايتنا بشكل دائم حيث أن نصف الشُّعب المرجانية قد تحتضر وتموت على عام 2050 بسبب تلك المخلفات مما سيؤثر سلباً على التنوع الحيوي لأن هناك العديد من المخلوقات التي تعيش على هذه الشُّعب المرجانية وستنقرض حوالي 150 نوع من الحيوانات والنباتات نتيجة الاحتباس الحراري الذي يساعد المحيطات والبحار في التخلص منه.