تعتبر اللغة العربية من اللغات العالمية الهمة حول العالم من حيث عدد الناطقين بها ومن حيث محتواها الموجود بشكل كبير. ويصادف يوم 18 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي للغة العربية، لذلك فإننا ندعوا جميع متحدثي اللغة العربية بضرورة توارث هذه اللغة مع الوقت.
ما هي مكانة اللغة العربية عالمياً بين كافة اللغات الأخرى؟
أوضح الدكتور أحمد الزبيدي “أستاذ اللغة العربية”، نأسف كثيرا لعدم معرفة العديد من الناس بما يسمى باليوم العالمي للغة العربية وهو اليوم الذي تم فيه الاعتراف باللغة العربية كلغة عالمية في مقر الأمم المتحدة بعد جهود استمرت من خمسة وعشرين إلى ثلاثين عام حتى أخذت اللغة العربية مكانتها بين اللغات الأخرى علما بأن هذه اللغة يجب أن يكون لها موقع أكبر بكثير من الموقع الذي أُعطي لها، لذلك يجب على أبناء اللغة العربية أنفسهم الاعتراف بها في الوطن العربي، وتلك هي المشكلة التي نعاني منها.
وأضاف الدكتور ” أحمد الزبيدي “: تم الاعتراف باللغة العربية عالميا كما تدرس بعض دول العالم كيفية تدريسها في الجامعات حتى يمكنهم التعرف على ثقافات لا يمكن تهميشها حيث يعتبر العالم الآن متداخلا بدرجة كبيرة ولا يوجد حدود بين الدول مما سهل على أصحاب اللغة العربية غزو العالم بأكمله والامتزاج مع بعض الثقافات الخاصة ببعض الثقافات الأخرى للدول المختلفة.
كيف يمكننا توريث اللغة العربية لأولادنا؟
من خلال تجربتي التعليمية نرى أن الأهل لا يتحدثون اللغة العربية بطلاقة حتى في البيوت ولكنهم على العكس يشجعون على التحدث باللغات الأجنبية الأخرى مما يُعد مشكلة كبرى بالنسبة للأهل قبل الأولاد الذين قد يمكنهم تعلم هذه اللغة في المدرسة على سبيل المثال.
يجدر الإشارة إلى أنه من السهل التحدث باللغة العربية العامية ولكن تكمن المشكلة في اللغة العربية الفصحى التي يجب علينا فهمها بجميع مستوياتها من حيث التعبيرات الجمالية والإعراب والنحو والصرف مع ضرورة فهم الفروقات التي تغير من معنى الكلمات ومفهومها.
وتابع ” الزبيدي “: يجب علينا ملاحظة أن العديد من الطلاب لديهم مشكلة كبيرة في تعلم اللغة العربية في حد ذاتها ثم يكبرون في مدارسنا العربية دون أن يكون لديهم القدرة الكافية على فهم وقراءة ما يُكتب باللغة العربية، لذلك يعتبر ما كتبه بن خلدون في هذا المقام صحيحاً حيث أنه يشير إلى أن تعلم اللغة مَلَكة، والمَلَكة يتم اكتسابها بالتكرار وهو ما لم يتم تنفيذه بسبب شيوع اللغة العامية مع الفصحى بجانب تداخل بعض اللغات الأخرى مع اللغة العربية.
هناك مفهوم خاطئ عن تعلم اللغة العربية في أننا يمكننا فقط تعلم هذه اللغة عن طريق الفهم فقط لأنها لغتنا التي نتحدث بها مما يتسبب في تراكم الخلل من مرحلة دراسية إلى مرحلة أخرى مما يصعب من عملية تعلم اللغة العربية فيما بعد.
من الأمور التي ساعدت على مر السنوات على تحيد اللغة العربية عند العديد من الطلاب هو النظر إلى اللغة العربية على أنها شيء ثانوي، لذلك ينظر بعض الطلاب للغة العربية على أنها لغة يمكنهم دراستها بشكل اختياري خاصة طالب الفرع الأدبي بسبب عدم وجود ضغط عليه لتعلم اللغة العربية.
وهنا تقرأ أيضًا عن أهمية تعلم لغة جديدة: كنوز قيمة تنتظرك
ما هي رسالتك لمن يقومون بتعلم اللغة العربية؟
رسالتنا التي نرددها دائما لمن يريدون تعلم اللغة العربية هي ضرورة مواكبة التطور حيث أننا الآن في عالم متسارع من التطور التكنولوجي حيث لم يعد بالإمكان أن ندفن رؤوسنا في الرمل ونهمل ما هو موجود لدينا من أجهزة متطورة أتاحت لنا وصول أي معلومة إلينا بصورة سهلة وسريعة.
لذلك علينا استخدام هذه الوسائل الحديثة في التعليم مع التشجيع المستمر المعتمد على الوسائل التقنية الحديثة باستخدام الأجهزة الذكية التي لا تكلف كثيرا مع ضرورة دعم هذا الأمر من الدول.