يُسمِّي الإتحاد العالمي للصم وهو منظمة دولية تمثل ما يقرب من سبعين مليون شخص من جميع أنحاء العالم الأسبوع الأخير من سبتمبر من كل عام بـ “أسبوع الأصم العالمي”، وهو احتفال بإنجازات مجتمع الصم وثقافة الصم، كما أنه أسبوع للتذكير بأن هذه الفئة ما زالت تعاني من التمييز على أساس الفروق اللغوية والثقافية والإقتصادية والسياسية في جميع القارات.
ما الأهمية من تخصيص أسبوع عالمي للصم؟
قالت “د. مها السلطين” الاختصاصية في السمع والتوازن بمؤسسة حمد الطبية. هذا النوع من الاحتفاليات له أهمية بالغة، حيث إنه يلفت نظر المسئولين وصناع القرار إلى فئة الصم وإنجازاتهم وإحتياجاتهم، خصوصاً مع مشاركة العديد من دول العالم في تلك الإحتفاليات، ومن ناحية أخرى تساهم تلك الإحتفاليات في نشر المعلومات عن الصم والتأكيد على أنها فئة منتجة وفعالة وقت أن توافرت لها الإمكانات، وهو ما يرفع من وعي الجميع من حيث أهمية لغة الإشارة وكيفية التعامل مع الصم وأهمية التعرف عليهم، إلى جانب التعريف بحقوق تلك الفئة الصحية والإجتماعية والتعليمية.
ما الأسباب وراء ولادة الطفل أصم؟
أشارت “د. السلطين” إلى أنه تنقسم أسباب الولوج إلى الحياة بالصمم إلى قسمين رئيسيين هما:
الأسباب المتعلقة بالأم، ومنها:
• إصابة الأم بنوع من أنواع الفيروسات أثناء الحمل، مثل فيروسات الهيربيس أو السيتوميجل أو التكسوبلازموزيس، حيث إنها فيروسات قد تؤدي إلى نقص السمع عند الجنين.
• استعمال الأم لصنف دوائي له تأثير على سمع الجنين.
• إدمان الأم على الكحوليات.
• إصابة الأم بمرض السكري وهو ما يعزز فرصة إصابة الجنين بنقص السمع.
• إصابة الأم بإرتفاع ضغط الدم أثناء الولادة مع إهمال معالجته حتى وصوله إلى مرحلة تسمم الحمل.
الأسباب المتعلقة بتكوين الجنين: وهي الأسباب الناتجة عن:
• تعرض الجنين أو الحامل لفيروس معين أدى إلى تشوه في التكوين الداخلي لقوقعة الأذن عند الجنين.
• عدم إكتمال العصب السمعي عند الجنين.
أسباب جينية.
• ولادة الطفل قبل إتمام التسعة شهور الخاصة بالحمل (الطفل الخديج).
• ولادة الطفل بوزن أقل من 2.5 كجم.
• صعوبة خروج الطفل من الرحم أثناء الولادة، أو نقص الأكسجين للطفل عند الولادة.
ما هي أسباب فقدان السمع تدريجياً بعد البلوغ؟
أكدت “د. مها” على أن نقص السمع التدريجي هو مصطلح طبي معروف، حيث يولد الشخص سليم ومعافى سمعياً، وخلال مرحلة ما من حياته يبدأ في فقدان السمع بصورة تدريجية، وهنا تختلف الأسباب باختلاف الفئة العمرية، إلا أن أشهرها على العموم ما يلي:
• إصابة الطفل بالسيتواوميجل فيروس.
• التعرض الكثيف والمتكرر للأصوات المرتفعة عن درجة 85 ديسيبل.
• الإصابة بأمراض التوازن التي يعاني فيها الطفل من الدِوار والطنين ونقص السمع التدريجي.
• الإصابة بنقص السمع الفسيولوجي الناتج عن التقدم في العمر.
• تكرار الإصابة بإلتهابات الأذن.
كيف يُعالج الصمم؟
من الضروري التنبيه أولاً على أن حاسة السمع أساسية وهامة للإنسان، لذلك من الأهم العناية بإتباع طرق الوقاية فيما يفيد في الحفاظ عليها، وكذلك من الضروري الكشف المبكر عن أي خلل سمعي فور ظهوره مع عدم التهاون أو التراخي في العلاج، ومن هنا نجد أن البرامج العلاجية للصمم تنقسم تبعاً لتقسيم شريحة الصم إلى فئتين هما:
الأطفال: حيث من الضروري سرعة الكشف والعلاج فور ملاحظة أية علامات غريبة تنبأ بمعاناة الطفل السمعية، فالطفل في عمر 10 شهور فما فوق من المنتظر منه أن ينتبه للأصوات وخصوصاً المرتفعة حتى وإن كان يغط في سبات عميق، لكن إذا لم تتحقق هذه الحالة الطبيعية فهذا دليل على وجود خلل ما في السمع عنده وهو ما يستدعي المتابعة الطبية الفورية، خصوصاً وأن نقص السمع في الأطفال سيؤثر لا محالة على تحصيلهم الدراسي والأكاديمي.
البالغين: وهذه الفئة أسهل في كشف الخلل لقدرتهم على التعبير عما يعانوا منه، وحتى إن لم يعبروا عن معاناتهم مع السمع فقد يُلاحظ عليهم بدء الميل إلى العزلة لعدم القدرة على التواصل مع الناس.
وأضافت “د. مها” وبخصوص طرق العلاج لكلتا الفئتين فإنها تختلف باختلاف الحالة المرضية، حيث تبدأ البرامج العلاجية من وصف الأدوية وتركيب السماعة، وقد تتطور إلى التدخلات الجراحية لزراعة القوقعة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن تحديد طريقة العلاج المناسبة يتوقف على تصنيف المريض وفق الآتي:
Prelengwal: وهم المرضى المولودين فاقدي السمع.
Postlengwal: وهم المرضى الذين فقدوا السمع تدريجياً أو تبعاً للإصابة بمرض ما أو إصابة ما.
وبالنسبة للمجموعة الأولى فقد اتجهت الدول إلى إعداد برامج للفحص المبكر عن ضعف السمع، حيث أصبح من اللازم إجراء اختبار السمع للطفل فور ولادته، وهو ما يتبعه التدخل المبكر للعلاج والذي قد يُكتفى فيه بالعلاجات العادية بعيداً عن الجراحات، وإذا لزم الأمر التدخل الجراحي فإن ذلك يتم بعد إتمام العام الأول من العمر.
بينما المجموعة الثانية فتُصنف الحالات المرضية تبعاً لشدة نقص السمع من بسيط إلى شديد، فمع الدرجات الأولى من نقص السمع قد يُكتفى بالسماعة كعلاج، لكن مع شدة الضعف قد يُتجه إلى زراعة القوقعة.
وفي النهاية نؤكد على أن عدم معالجة ضعف السمع وبقاء الوضع على حالة لا يعني أن هذا الشخص الأصم كم مهمل في المجتمع، بل يمكنه التواصل بلغة الإشارة، كما يمكنه العمل والإنتاجية كالأسوياء تماماً.