يصادف ال 20 من يونيو من كل عام اليوم العالمي للاجئين وبحسب تقرير للأمم المتحدة هناك أكثر من 70,8 مليون نازح ولاجئ في العالم أواخر عام 2018.
هل يتجه وضع اللاجئين في العالم إلى الأسوأ؟
هناك في العالم اليوم مزيد من الحروب والكثير من الكوارث التي تدفع إلى الهجرة مضاف إليها أنه لا يوجد خطى جادة للمساهمة في حل مسألة الهجرة والنزوح، لذلك يمكننا أن نشهد مشكلات أكثر يتعرض لها النازحون واللاجئون ويتعرضون إلى مزيد من الأزمات التي تنتج عن هذه المسألة، كما أن الأوضاع التي تحدث الآن في الشرق الأوسط وأفريقيا ستساعد على المزيد من النزوح والهجرة لكن هذه الأيدي العاملة المهاجرة لا يُستفاد منها كما ينبغي.
يجدر الإشارة كذلك إلى أن كل الاجتماعات التي حدثت في الأمم المتحدة في السنوات السابقة والتي سبقت عام 2019 وعام 2018 لم تضع خطة جيدة للتعامل مع مشكلة الهجرة والنزوح كما ينبغي لا من حيث معالجة أسباب الهجرة ولا كيفية الاستفادة من المهاجرين إضافة إلى أزمات أخرى ستكون متجددة وأخرى ستحدث نتيجة هذا النزوح من تلك البلدان.
بالإضافة إلى ذلك يجب الإشارة إلى أنه منذ أكثر من سبعين عاماً خرجت نساء فلسطينيات قسراً من ديارهن إذا بنكبة ألمت على الوطن منذ احتلال الأرض ومنذ سنوات اضطرت أيضاً نساء سوريا ترك أرضهن هرباً من الحرب، لذلك يمكننا القول أنه اختلف الزمان واختلف المكان وجمعتهن مأساة اللجوء.
هناك بعض الأمثلة التي تروي قصتها أن خُلقت لاجئة منذ أن لجأ أبويها منذ عام 1948 وعندها بنتين حاملتين للجوء وهي اللاجئة فادية خربيطي التي تروي وتقول: ” جدي عندما كان لاجئاً كان يظن أن هذا الوضع سيستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين لكن هذا الوضع استمر لفترة طويلة حتى فقد الأمل في الرجوع مرة أخرى.
يمكنني القول أن كل امرأة لاجئة لديها همومها التي تحملها معها طوال الوقت وعندها مخاوف من المستقبل لأنها تتحمل مسئولية الأولاد والبيت الزوج كما أن المرأة السورية هي ما تعاني معاناة كبيرة في هذه الآونة “.
تروي كذلك اللاجئة أم محمد وتقول : خرجت من بيتي في سوريا كلاجئة وأصبحت الحياة مُرة وكأني ميتة بعد هذا اللجوء وتركي لبيتي وكل ما أملك، ولا أملك الآن أي أموال كما أن زوجي مريض يعاني من الديسك وأكبر أولادي عنده من العمر 10 سنوات كما أنني أخاف على ابنتي أن تكون هي الأخرى لاجئة في يوم من الأيام وأحياناً يراوددني التفكير في الرجوع مرة أخرى لسوريا ولا أظل هكذا لاجئة تعيش هذه الحياة المُرة.
أين تكمن مرارة اللجوء؟
تابع الدكتور “زكي جمعة” إن الأزمات التي استجدت في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين والتي أدت إلى عملية انتقال فردي وجماعي بين الكثير من دول العالم أصبح فيها خلط بين ثلاثة مفاهيم وهي النزوح والهجرة واللجوء وهذه المسميات الثلاث يحدث فيها خلط بين كيفية التعامل معها ومع أصحابها ومن أي منظور وطبيعة التعامل معهم.
أما من يهربون من طبيعة الحرب في بلدهم فهؤلاء يمكن أن يكونوا قادرين على العودة لبلادهم بعد انتهاء الحرب وهؤلاء يمكن أن يُطلق عليهم لقلب لاجئين لأنهم نزحوا نتيجة ضغط قسري من الحرب الدائرة وينبغي أن تتحمل الدول التي يلجأون إليها كافة الرعاية والحماية بالنسبة لهم.
تبقى المسألة المهمة في كيفية الاستفادة من طاقاتهم ولا يجب أن يُتركوا لمصيرهم المجهول في هذه الدول التي يتم اللجوء إليها حتى وإن كانت تلك الدول تعاني من أزمات اقتصادية.
يجدر الإشارة إلى أنه حين يتم ترك هؤلاء الأشخاص النازحين إلى مصيرهم فإن ذلك بطبيعة الحال يكون طريق لاختلافهم عن طبيعتهم في بلدانهم بنفس التفكير والروح كما أنهم حتماً سيقومون ببعض الأعمال التي تضر بالمصلحة العامة للبلاد وسيصبح هؤلاء متهمون في هذه البلدان التي يصلون إليها بجانب أنه سيكون هنالك عنصرية تجاه أمثال هؤلاء من مواطني تلك البلدان سواء في أوروبا أو أميركا أو بلاد الشرق الأوسط إلخ إلخ.
يجب أن يكون الاستفادة من اللاجئ على كلا الوجهين وهما استفادته هو من الوضع المعيشي في هذه البلاد التي لجأ إليها بجانب استفادة الدول نفسها من المهارات التي يحصل عليها هذا اللاجئ ولا يجب أن يتم التعامل مع اللاجئين أو النازحين على أنهم عبئ على الدولة التي وصلوا إليها وذلك قد يمكننا تفاديه بوضع خطة واضحة للتعامل الجيد مع مثل هذه الأزمات ويساعد على اندماجهم في المجتمع الجديد.
تفسير التفاوت في اندماج بعض اللاجئين مع البلد الجديد وعدم اندماج الآخر
يعتبر التفاوت في هذه المسألة له أسباب موضعية تتعلق بكيفية التعامل مع هؤلاء اللاجئين في البلد المضيف، وهناك أمثلة في بعض البلدان يُعرف القادمون عليها بهويتهم الدينية والثقافية والعرقية وعلى هذا الأساس يتم التعامل معهم ونجد أن بعضهم يمثل المواطنين الآخرين والبعض الآخر يتم التعامل معه على أنه نكرة ويتم وضعهم في مخيمات مغلقة أو إشغالهم في مهن وأعمال لا تليق بهم كأشخاص.
وتابع “جمعة” أما عن الحلقة الأضعف فيمكننا القول أن عدد النساء المهاجرات أكبر من عدد الرجال ومعهم الأطفال والحلقة الأضعف هم من يُتركون مشردين من الرجال والنساء والأطفال لأن هناك ما يسمى بتجارة البشر في هذه الآونة.
على الجانب الآخر، هناك بعض النماذج التي تخطت حاجز الألم والخوف والمرارة بعد اللجوء ونجحوا في البلدان التي وصلوا إليها أمثال إيهاب قهوادي المبتكر السوري الذي يعتبر نموذج لشاب اندمج في حياة غير الحياة التي اعتاد عليها.
استهل المبتكر السوري ” إيهاب قهوادي ” الحديث قائلاً: في البداية كانت هنالك تحديات كبيرة كلاجئين أهمها هو محدودية الفرص وصعوبة البحث عنها في البلد الجديد، لذلك تم العمل على تطوير مهاراتي كمتطوع في مختبرات الاختبارات وتعلمت الكثير من الأشياء التي تعتمد على الابتكار عن طريق الإنترنت وأخذ بعض الكورسات المتقدمة.
وأخيراً، رسالتي إلى اللاجئين حول العالم أن ينطلقوا بمبادرات ومشاريع مع بعضهم البعض حتى يمكنهم حل المشكلة التي تضمهم جميعاً ولأجل خدمة المجتمع الذي يأويهم ويعيشون فيه بدلاً من أن يكونوا عبئ زائد عليه.