يتناول مقالنا اليوم واحد من أهم المناسبات التي يتم الاحتفال بها سنوياً على مستوى العالم، بهدف القيام بعملية التنسيق والتحاور والتواصل بين الأديان وذلك من خلال تسليط الضوء على القيم المشتركة بين الأديان، مقالنا اليوم عن اليوم العالمي للأديان.
اليوم العالمي للأديان
يتم الاحتفال في يوم الأحد الثالث من شهر يناير سنوياً باليوم العالمي للأديان، وقد بدأ الاحتفال بتلك المناسبة منذ عام 1950، حيث جاءت فكرة هذا اليوم في بداية الأمر من المحفل الروحاني المركزي للبهائيين في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الدعوة إلى وحدانية الأديان من خلال المعتقدات المشتركة الموجودة بينهم، ثم بدأ يتطور وينتشر بصورة أكبر حتى جاء عام 1950 وبدأ الاحتفال به على مستوى العالم.
أهداف اليوم العالمي للأديان
يهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تعزيز التفاهم والانسجام بين الأديان، ويتم ذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأحداث التي يتم عملها في مختلف أنحاء العالم، كل ذلك من أجل تشجيع أتباع كل ديانة على الاعتراف بوجود تشابه بين الأديان المختلفة.
كذلك يهدف الاحتفال بهذا اليوم إلى تسليط الضوء على المبادئ الروحية، وتوضيح مدى أهمية الدين وقوته في كونه أداة دافعة للوحدة بين الشعوب في العالم، بالاضافة إلى تعزيز فهم العديد من الأديان على مستوى العالم.
يهدف هذا اليوم أيضاً إلى تفعيل دور الحوار بين الأديان بشكل أكثر فاعلية؛ لما له من دور في غاية الأهمية في فهم التنوع الديني والثقافي للأمم.
كيفية الاحتفال باليوم العالمي للأديان
كما ذكرنا يتم الاحتفال باليوم العالمي للأديان في يوم الأحد الثالث من شهر يناير وذلك في كل عام، حيث يتم إقامة الحفلات الموسيقية والعديد من الاحتفالات والحوار بين الأديان لنشر السلام والتفاهم بين أصحاب الأديان المختلفة.
كذلك تقوم بعض الدول بعمل دعوات تحمل في داخلها رسالة مهمة إلى العالم للاحتفال بهذا اليوم، فعلى سبيل المثال: قامت بنغال بعمل دعوة تقول: “نقوم باحياء هذا اليوم العالمي للدين والقيم والتعليمات الخاصة بكل دين، كذلك نحث الهنود على الاحتفال في هذا اليوم بتنوعنا الديني”.
يتم قراءة بعض الصفحات من النصوص الرئيسية الموجودة في مختلفة الأديان مثل تلك الموجودة في القرآن الكريم والعهد الجديد وكتاب الانجيل العبري في محاولة لتحديد بعض الاختلافات والتشابهات الموجودة بين تعاليم النصوص المتعارف عليها في كتب الأديان المختلفة.
كما يتم عرض بعض الأفلام الوثائقية المتعلقة بالأديان، فعلى سبيل المثال: تم مشاهدة فيلم تاريخ الإسلام في عام 2015، وغيرها من الأفلام الأخرى التي تم عرضها أثناء الاحتفالية الخاصة بهذا اليوم.
أثناء الاحتفالات بهذا اليوم؛ يتم إنشاء مخطط للمقارنة بين الأديان الخمسة، والتي يتم تحديدها وفقاً لشعبيتها على مستوى العالم. كما تقوم بعض دور العبادة الموجودة في مختلف أنحاء العالم، وكذلك السلطات الحكومية باستضافة المؤتمرات الخاصة بالحوار والتفاهم بين الأديان.
وفي الختام؛ يمكننا القول أن العالم مليء بآلاف الثقافات التي تكونت عبر التاريخ، كذلك هناك الكثير من الأديان التي ظهرت عبر العصور المختلفة مثل الهندوسية أو اليهودية أو البوذية أو المسيحية أو الإسلامية وغيرها من الأديان التي يبلغ عددها ما يقرب من المليون.
ولكي يتم التقارب بين جميع الأديان؛ يتم الاحتفال باليوم العالمي للأديان في يوم الأحد الثالث من شهر يناير سنوياً لكي يتمكن كل فرد داخل مجتمعه من مشاركة دينه وثقافته مع الآخرين، وكذلك لكي يغتنم الفرصة لكي يتعلم من ثقافاتهم، إلى جانب الدور العظيم لهذا اليوم في دعوته إلى التعايش في سلام وتفاهم من خلال الحوار بين الأديان لتسليط الضوء على أوجه التشابه الموجودة فيما بينهم.