حديث اليوم عن كثب حول أعراض الولادة المبكرة (Premature birth)، وكذلك تأثيرها على الأم والطفل. حيثُ يعتبر رحم الأم من أكثر الأماكن ملائمة لنمو الجنين واكتماله، ولذلك فإن الطفل يجب أن يظل داخل رحم الأم لمدة 38 أسبوع حتى يكتمل.
وبالتالي فإن أي ولادة قبل 38 أسبوع تكون ولادة مبكرة، وهذه الولادة المبكرة بالفعل تؤثر على الطفل فقد يحتاج إلى أن يظل في الحاضنة لفترة معينة، كما أن هذا الطفل يكون أكثر عرضة لبعض المشاكل والأمراض في المستقبل.
لذلك يجب على الأم دائمًا أخذ الاحتياطات الكاملة لتجنب حدوث أي ولادة مبكرة.
الولادة المبكرة، وتأثيرها على الأم والطفل
يقول الدكتور “مازن الرواشدة”، استشاري أمراض العقم وأطفال الأنابيب، أن نسبة من 5-10% من الأحمال تنتهي بولادة مبكرة.
ومن المعروف أن الحمل يكون لمدة 38 أسبوع، وبالتالي أي ولادة قبل الأسبوع 38 تعتبر ولادة مبكرة، وهذه تعتبر مشكلة ضارة سواء للأم أو الطفل أو الطبيب، وذلك لأن رحم الأم يعتبر أفضل مكان للجنين، كما أنه يحصل على جميع الأغذية التي يحتاجها وينمو بشكل سليم داخل رحم الأم حتى يكتمل نموه، وبالتالي يجب ألا تتم الولادة قبل اكتمال نمو الطفل.
تابع د. “الرواشدة”، هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة مثل وجود تاريخ مرضي لدى المرأة الحامل، أو عند وجود التهابات مزمنة في مجرى البول أو في عنق الرحم أو المجرى التناسلي ولم يتم علاجه بشكل صحيح.
وهذا الالتهاب أيضًا إذا لم يتم علاجه فإنه يؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم وتوسع في عنق الرحم، وفي هذه الحالات يقوم الطبيب بعمل الإجراءات المناسبة وأخذ العينات اللازمة للزراعة.
إضافة إلى قياس طول عنق الرحم، خصوصًا النساء اللاتي قمن بإجراء عمليات جراحية لعنق الرحم أو لديهم تشوهات خلقية في الرحم نفسه.
وتابع الدكتور أن هؤلاء النساء هن أكثر عرضة لحالات الولادة المبكرة. إضافة إلى ذلك فإن النساء المصابات ببعض الأمراض مثل الضغط والسكري أو أمراض الكلى أو تسمم الحمل هن أكثر عرضة أيضًا للولادات المبكرة.
لذلك يجب أخذ جميع الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع هذه الحالات، وإعطاءهم الأدوية المناسبة، إضافة لإعطائهم إبر اكتمال الرئة.
وأضاف الدكتور أن إبرة اكتمال الرئة تساعد في فتح حويصلات الرئة، وبالتالي نقلل من فرصة دخول الأطفال إلى “الحاضنات”.
لذلك تعتبر الوقاية وأخذ الاحتياطات اللازمة من أهم الأشياء التي يجب اتباعها حتى نتجنب قدر الإمكان المشاكل التي قد تحدث.
والجدير بالذكر أن الطفل عندما يولد مبكرًا بين الأسبوع 34-37 غالبًا ما يكون وزنه حوالي 2.5 كلغ، وهذه الفئة من الأطفال يكون وضعها الصحي جيد ولا تطول مدة بقاؤها في الحاضنة، كما يمكن إعطاء الطفل إبرة للرئة تساعد على التنفس وفتح حويصلات الرئة.
أما في الحالات الصعبة عند ولادة الطفل قبل الأسبوع 32 يكون وزن الطفل أقل من 2 كلغ، وهؤلاء الأطفال يحتاجون للبقاء فترة أطول في الحاضنة.
كما أن هؤلاء الأطفال معرضون للكثير من المشاكل مثل هبوط مستوى السكر والتشنجات أو انسداد في الأوعية الدموية يؤدي إلى نزيف في الدماغ، إضافة إلى ذلك فإن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للأمراض في المستقبل بسبب ضعف المناعة.
أعراض الولادة المبكرة
كما يقول د. “مازن”، تنقسم حالات الولادة المبكرة إلى قسمين:
- الحالات الصامتة: وهؤلاء النساء تكون لديهن تشوهات خلقية في الرحم أو قصر في عنق الرحم نتيجة التعرض لعمليات جراحية.
- حالات أخرى من الولادة المبكرة تكون بسبب وجود تاريخ مرضي: وفي هذه الحالات يجب أن يقوم الطبيب بقياس طول عنق الرحم; فإذا كان أقل من 2.5 سم يقوم الطبيب بربط عنق الرحم لتقليل احتمالية توسع عنق الرحم وتقليل احتمالية حدوث ولادة مبكرة، كما يتم كذلك إعطاءهم المضاد الحيوي المناسب والإبر المثبتة.
أردف د. “الرواشدة”، أنه في حالة حدوث ثقب حول الجنين وخروج السوائل فإن ذلك قد يؤذي الأم ويزيد من احتمالية حدوث ولادة مبكرة، كما أنه في حالة ارتفاع في ضغط الدم فإن ذلك يزيد من فرصة تسمم الحمل أو حدوث انفصال في المشيمة، وبالتالي فإنه عند حدوث انفصال في المشيمة يصبح من الصعب السيطرة على الحالة وبالتالي تتم الولادة المبكرة.
ختامًا، يؤكد د. “الرواشدة” أن الوقاية والأخذ بالأسباب من أفضل الطرق لتجنب الولادة المبكرة قدر الإمكان. كما أضاف أن هناك بعض الحالات الخاصة التي يضطر فيها الطبيب لإجراء ولادة مبكرة للحفاظ على حياة الأم.
وذلك في حالة وجود تسمم في الحمل، انفصال في المشيمة، أو في حالة إذا كان نمو الجنين غير متناسب مع وزنه.