إن نسبة كبيرة جدًا من النساء الحوامل أصبحن يتجهن إلى عمليات الولادة القيصرية، وذلك لخوفهم من العمليات الطبيعية، ولكن يجب على هؤلاء النساء زيادة الوعي بخطورة الولادة القيصرية.
وأن الولادة الطبيعية تعتبر أفضل من الولادة القيصرية ومضاعفاتها أقل، إلا في بعض الحالات الطارئة التي تكون فيها الولادة القيصرية أفضل للأم والجنين.
توجه معظم النساء لعمليات الولادة القيصرية
يقول “الدكتور فراس الكركي” أخصائي طب النسائية والتوليد والعقم: أن هناك مشكلة كبيرة يواجهها معظم الأطباء في العالم، وهي اعتقاد النساء الحوامل أن الولادة القيصرية أسهل من الولادة الطبيعية ولا تشعر فيها المرأة بالألم، وتظل الوظائف النسائية لديهم كما هي، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ.
فتعتبر الولادة الطبيعية دائمًا هي الحل الأمثل ماعدا في بعض الحالات التي يختار فيها الطبيب الولادة القيصرية، وأضاف أن عمليات الولادة القيصرية هي عملية كبرى ولها الكثير من المضاعفات والمخاطر.
تتضاعف نسبة عمليات الولادة القيصرية حول العالم، بالإضافة إلى أن هناك بعض الدول تصل فيها نسبة الولادة القيصرية إلى ٥٠٪ من الولادات، ولكن هذه النسبة كبيرة جدًا، حيث أنه من المفترض أن تكون هذه النسبة ١٥٪، هناك بعض الحالات التي يقوم فيها الطبيب بتهيئة المرأة الحامل للولادة القيصرية لأنها تكون الأفضل بالنسبة لها أو للجنين.
من المعروف أن العمليات القيصرية تنقسم إلى قسمين: الولادة القيصرية الطارئة، والولادة القيصرية المبرمجة، في عملية القيصرية المبرمجة يكون لدى الطبيب معرفة سابقة بعملية الولادة القيصرية، وهذه الحالات مثل أن تكون السيدة قد أجرت أكثر من عملية سابقة، أو تكون وضعية الجنين داخل الرحم غير مهيأة للولادة الطبيعية، أو الحالات التي تكون فيها المشيمة سابقة للجنين.
أما بالنسبة لحالات القيصرية الطارئة تكون فيها الأم قد دخلت لعملية الولادة الطبيعية ولكن حدثت معها مشكلة أثناء الولادة اضطر فيها الطبيب تحويلها للولادة القيصرية حفاظًا على حياة الأم وحياة الطفل.
هناك مصطلح يسمى “توكو فوبيا” وهي فوبيا الأم الحامل من الولادة الطبيعية، وهذا يعني أن معظم الأمهات يكون لديهن خوف من عمليات الولادة القيصرية، ولكن من الضروري جدًا توعية هؤلاء الأمهات بخطورة ومضاعفات العملية القيصرية.
وأضاف د. “فراس” أن أهم ولادة هي الولادة الأولى للأم، إذا كانت أول ولادة طبيعية تكون جميع الولادات في المستقبل طبيعية، وإذا كانت أول ولادة قيصرية تزداد احتمالية الولادات القيصرية في المستقبل.
من الجدير بالذكر أن عملية الولادة القيصرية هي عملية كبرى ولها العديد من المخاطر، ويقوم فيها الطبيب بشق البطن، وشق الرحم، وقد يحدث التهاب بعد العملية، كما أن الأم فيها تكون أكثر عرضة لجلطات القدمين، وتحتاج إلى وقت أطول للعودة إلى حياتها الطبيعية حوالي ٦ أسابيع وقد تصل إلى أشهر، بالإضافة إلى طول فترة مكوثها في المستشفى عقب العملية.
لماذا يكون نَفَس الطفل بعد الولادة القيصرية ضعيف؟
أردف “د. الكركي” أن الولادة الطبيعية والانقباضات التي تحدث في الرحم تسبب ضغط على الجنين، وهذا الضغط يعمل على تحسين نَفَس الجنين، بينما الولادة القيصرية إذا تمت في بداية أو في منتصف الشهر التاسع، لا تكون هناك أي انقباضات في الرحم، وبالتالي لا يتعرض الجنين لانقباضات الولادة فيصبح نَفَسه غير سليم.
كما ينصح الدكتور أي سيدة حامل بعدم الولادة القيصرية قبل نهاية الشهر التاسع، وكلما كانت الولادة متأخرة كلما كان أفضل لصحة الأم وصحة الطفل.
من الاعتقاد الخاطئ أنه إذا قامت المرأة بالولادة القيصرية أنها سوف تلد ولادة قيصرية في جميع عمليات ولادتها في المستقبل، ولكن هذا اعتقاد خاطئ فالسيدات التي يقمن بإجراء عملية ولادة قيصرية يمكنهن الولادة من خلال الولادة الطبيعية.
واقرأ هنا: ما سبب استياء خبراء الصحة من زيادة الولادة القيصريّة
نصائح للسيدات للتوجه للولادة الطبيعية
مما لا شك فيه أن الحمل يسبب عملية ارتخاء في عضلات الحوض سواء في الولادة الطبيعية أو القيصرية، كما أن الولادة الطبيعية تسبب توسع في المهبل لا يحدث في عمليات الولادة القيصرية، ولكن جميع مضاعفات الولادة الطبيعية تكون سهلة ويمكن علاجها مقارنة بالولادة القيصرية.
ختامًا، يجب على السيدة بعد عملية الولادة الطبيعية ممارسة التمارين الرياضية، خصوصًا تمارين الحوض لإعادة شكل الجسم إلى ما كان عليه قبل الولادة.
وكما يقول الدكتور أن هناك بعض السيدات الاتي يحملن عن طريق أطفال الأنابيب يعتقدون أنه يجب عليهم الولادة عن طريق العمليات القيصرية، ولكن هذا اعتقاد خاطئ لأن هذا الحمل مثل الحمل الطبيعي ويمكنها الولادة طبيعيًا أو قيصريًا.