الوكالة اليهودية (Jewish Agency) هي المنظمة الصهيونية التي أنشأها عام 1923 ورأسها حاييم وايزمان أول رئيس لدولة إسرائيل عند إنشائها فيما بعد عام 1948. وقد جعل مقرها القدس..
وقد مهد لقيام هذه المنظمة صك الانتداب البريطاني على فلسطين والذي وافقت عليه عصبة الأمم في 29 سبتمبر عام 1923 وينسب وضع صيغته إلى الصهيوني الأمريكي فيليكس فرانكفورتر وتضمن مبادئ وعد بلفور. وفي هذا العام عقدت المنظمة الصهيونية العالمية مؤتمرها الخامس عشر وفيه قررت إنشاء الوكالة اليهودية وجعلت مهمتها مطابقة لما تضمنه البند4 من صك الانتداب الذي يقول: يعترف بوكالة يهودية ملائمة كهيئة عمومية لإسداء المشورة إلى إدارة فلسطين (أي الإدارة البريطانية) والتعاون معها في الشئون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي قد تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ولصالح السكان اليهود في فلسطين ولتساعد وتشترك في ترقية البلاد، على أن يكون ذلك خاضعا دوما لمراقبة الإدارة.
اعترفت حكومة الانتداب البريطانية فورا بالوكالة اليهودية ومنحتها سلطات متشعبة جعلت منها حكومة داخل حكومة الانتداب نفسها، بل وأصبحت طاعة اليهود لتعليمات الوكالة سابقة لطاعتهم لحكومة الانتداب مع علم هذه الأخيرة بذلك ورضاها عنه.
أصبحت مهمة الوكالة منذ إنشائها الحصول على الأرض في فلسطين وإقامة المستعمرات الصهيونية عليها وجباية الأموال من كل يهود العالم لبناء الوطن القومي لليهود وذلك بفرض ضريبة إجبارية على كل يهودي في كل بلدان العالم.
كان من الاختصاصات التي منحتها حكومة الانتداب البريطاني للوكالة اليهودية تسلم شهادات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وهي شهادات مفتوحة كانت تجعل للوكالة الحق في اختيار أسماء المهاجرين وتسجيلهم وترحيلهم إلى فلسطين، فكانت سياستها في انتقاء المهاجرين واضحة، وهي أن يكونوا من الشباب والمهنيين والمتعصبين ذوي النزعات الإرهابية، فضلا عن ممارسة الوكالة بوسائلها الخاصة تهجير أعداد أخري من اليهود بطرق سرية وإن كانت غير مجهولة لسلطات الانتداب، وكان للإعانات السخية التي تدفقت على الوكالة -لاسيما من اليهود الأمريكيين- أكبر دعامة حققت أهدافها.
تمثل نشاط الوكالة بعد قيام دولة إسرائيل في جلب المهاجرين الجدد وتعليمهم العبرية وإقامة الوحدات السكنية لهم، فضلا عن إنشاء المستوطنات المتكاملة وعدد من البنوك والشركات للمساعدة في التهجير والتوطين. عند قيام دولة إسرائيل كانت المناصب العليا في الدولة من نصيب قادة الوكالة. فقد تولي رئيسها حاييم وايزمان رئاسة الدولة، وتولي رئيس اللجنة التنفيذية بها (ديفيد بن جوريون) رئاسة الوزراء، وتولي سكرتيرها (موشيه شاريت) منصب وزارة الخارجية.