لقد تطورت معالجة سرطان الثدي خلال السنوات الأخيرة بحيث أصبح من الممكن استئصال الكتلة السرطانية مع المحافظة على الثدي في كثيرٍ من الأحيان وتحقيق الشفاء الكامل في نسبة كبيرة من المرضى. أما فيما بعد إجراء عملية الاستئصال فيتوفر عدد من المعالجات المتممة بحيث تقوم بالقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية في الجسم للوقاية من الإصابة بالسرطان مرة أخرى في المستقبل.
ما أهمية الوقاية من مرض سرطان الثدي؟
أوضح “د. قاسم أبو بكر” (اخصائي جراحات تجميلية) أن الوقاية دائماً خيرٌ من العلاج، فسرطان الثدي أصبح ينتشر بشكل كبير ويجب اتخاذ الإجراءات الوقائية منه خاصةً بين فئة صغار السن التي أصبح هذا المرض ينتشر بينها بشكل كبير ومع الأسف لا يتم اكتشافه إلا في وقت متأخر نظراً لعدم وجود الدراية والوعي الكافي بالإضافة إلى استشعار شيء من الحرج، على عكس ما يحدث في حال فئة كبار السن حيث يتم السيطرة عليه مبكراً لأن السيدة لا تتردد في الذهاب إلى الطبيب مما يساعد على الاكتشاف المبكر وبالتالي سرعة التعامل معه، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن سرطان الثدي قد يصيب نسبة ٥٪ من الرجال، فنحن نحث كل سيدة أياً كانت الفئة العمرية التي تنتمي إليها أن تذهب إلى الطبيب بشكل دوري على الأقل مرة كل ستة أشهر لعمل فحص طبي حتى إذا ما كان هناك مشكلة ما نتمكن من اكتشافها مبكراً مما يزيد من فرصة القضاء عليها.
ما الإجراءات التي يجب أن يتبعها المريض إذا تأكد من إصابته بمرض السرطان؟
ذكر “د. قاسم أبو بكر” أن العلاجات أصبحت متطورة وحديثة على عكس ما كانت عليه في السابق حيث كان قديماً يتم استئصال الكتلة الغدية بالكامل مع العضل وأحياناً الجلد، ولكن حالياً اختلف الأمر حيث أصبح عن طريق تصوير طبقي إشعاعي دقيق يتم استئصال الورم فقط ثم يلي ذلك الالتزام والمواظبة على عدد من العلاجات إما علاج إشعاعي أو علاج كيميائي بل ونحن في انتظار نتائج الأبحاث التي ستكشف عن ظهور نوع من العلاج يسمى علاج مناعي وذلك في غضون سنة أو سنتين بحيث يقوم هذا النوع من العلاج بحث الجسم على القضاء على السرطان بشكل مناعي.
هل يمكن معالجة سرطان الثدي بدون جراحة؟
أكمل “د. قاسم أبو بكر” أن ذلك يتوقف على نوع سرطان الثدي حيث أن هناك أنواع كثيرة من سرطان الثدي، كما أن ذلك يتوقف على ما إذا كان تم اكتشاف السرطان مبكراً أم قد وصل به الحال إلى درجة متأخرة، فكلما كان الاكتشاف مبكراً كلما كان أفضل بكثير.
ما هي مراحل العلاج الكيميائي؟
أضاف “د. قاسم” أن ذلك يعتمد على طبيعة مرض السرطان ومدى تفشيه ومناطق تواجده، كل ذلك يُحدد ما إذا كان العلاج الكيميائي ضرورياً أم لا، وهل سيُستخدم كعامل علاجي أم كعامل وقائي.
ما الفرق بين استئصال الكتلة السرطانية واستئصال الثدي نفسه؟ ومتى تستدعي الحالة استئصال الثدي بالكامل؟
أوضح “د. قاسم أبو بكر” أنه إذا تم تشخيص السرطان في مراحله المتأخرة مما يعني تفشي المرض بشكل كبير في هذه الحالة يجب استئصال الثدي بالكامل مع بعض الغدد الليمفاوية، أما إذا اكتُشف السرطان في مراحل بدائية متقدمة يمكن استئصال الكتلة السرطانية فقط مع الحفاظ على الثدي أو جزء من الثدي دون التأثير بشكل سلبي على هذا الجزء من جسد المرأة.
ماذا عن الجانب التجميلي والإجراءات التجميلية التي تلي عملية استئصال الثدي؟
أجاب “د. قاسم” أن ذلك ينقسم إلى قسمين (قسم كلاسيكي – قسم حديث)، القسم الكلاسيكي وهو أن بعد استئصال سواء الكتلة السرطانية أو الثدي بالكامل نأتي بقطعة أخرى من نسيج الجسم ونضعها أي كعملية زراعة أو نقل نسيج، ولكن هذه الطريقة كانت تؤثر بشكل ما على جسد المريض لأن هذا النسيج قد يتقبله الجسد أو قد يرفضه وفي حالة إذا رفضه الجسد يصبح المريض قد فقد جزأين من جسده بدلاً من جزء واحد، ولكن حالياً لا يتم إجراء مثل ذلك إلا في حالات معينة وذلك بالإضافة إلى أن عمليات الترميم الكلاسيكية عمليات مرهقة للجسد، أما الإجراء التجميلي الحديث أصبح يتم عن طريق إجراء حقن دوري لمواد معينة (على سبيل المثال دهون) لتكبير هذه المنطقة لإعطائها شكل مماثل للشكل الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه ثم يتم إضافة حشو ما إذا تطلب الأمر ذلك دون الحاجة إلى نقل أعضاء من الجسم.
ماذا عن التعليمات والإجراءات التي يجب أن يتبعها المريض بعد إجراء العملية؟ وهل هناك احتمال عودة المرض مرة أخرى؟
أوضح “د. قاسم أبو بكر” أن هناك فحوصات يتم إجرائها بعد مرور ٣ أشهر ثم بعد مرور ٦ أشهر ثم بعد ذلك تتم الفحوصات دورياً كل عام، ذلك في حال إذا كان الشفاء تام، أما إذا كان هناك شكوك حول أن يكون المرض السرطاني قد تفشى في الغدة أو أن استئصاله لم يتم بشكل تام ففي هذه الحالة يستمر الفحص دورياً كل ٣ أشهر، بعض الحالات تتطلب علاج كيميائي كمتابعة ولكن كل هذا يتم تحديده من قبل الطبيب.
هل هناك نظام غذائي معين يجب أن يتبعه المريض بعد إجراء العملية؟
أوضح “د. قاسم” أنه ليس هناك نظام غذائي معين يجب اتباعه، كدراسات طبية لا يوجد وإنما هناك بعض الملاحظات الطبية، فلا يُنصح بتناول الوجبات السريعة التي ليس لها أدنى فائدة لأنها تؤثر بشكل عام على الهرمونات الجسدية، فأي نظام غذائي غير متزن يؤثر على الهرمونات الجسدية خاصة عند المرأة من المحتمل أن يعمل على تحفيز الخلايا السرطانية، لذا يُنصح بالمحافظة على نظام غذائي متزن وخاصة الإكثار من تناول الخضراوات لما تحتويه من فيتامينات وقيم غذائية عالية تساعد على تحقيق التوازن بين الهرمونات داخل الجسد كما تساعد على عملية البناء بشكل سليم، كما تحتوي الخضراوات والفاكهه على مواد مضادة للأكسدة (وأفضلها عصير الرمان) مما يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
ماذا عن نسب الشفاء من مرض سرطان الثدي؟
أكد “د. أبو بكر” أن نسب الشفاء تتراوح من ٨٠٪ إلى ١٠٠٪ ، لذلك نوجه رسالة لكل شخص يتم تشخيص إصابته بهذا المرض أن نسب الشفاء عالية جداً ولا داعي للخوف بل يجب عليه أن يستمع إلى الطبيب ويتابع معه حتى يصل إلى الشفاء التام. فهذا المرض أصبح غير قاتل ولكنه يحتاج فقط إلى إيجابية من المريض وتفاعل من الطبيب.
هل هناك احتمال أن يصبح هذا المرض وراثياً أي أن هناك احتمال لإصابة الأبناء به؟
أوضح “د. قاسم” أن من الناحية الوراثية قد يكون هذا المرض وراثياً ولكن هذا لا يعني أنه بالضرورة سيكون كذلك، فالنقطة الأساسية والهامة هي الاعتناء بالصحة والالتزام بنظام غذائي سليم مع المحافظة على الكشف الدوري.
متى نستطيع القول بأن المريض قد حصل على الشفاء التام؟
أوضح “د. قاسم أبو بكر” أن هذا يختلف من مريض إلى آخر ولكن ذلك عادةً ما يأخذ فترة تترواح من ٣ أشهر إلى سنتين مع المتابعة، وأن هذا يتوقف على نوع المرض ومدى تطوره.