مقدمة: تحدث الإصابة بالتسمم الغذائي غالباً بعد تناول وجبات ملوثة مثل (اللحوم، البيض، الأسماك) الفاسدة. الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وتقلصات البطن هي الأعراض التقليدية للإصابة بالتسمم الغذائي وتظهر غالباً بعد ٣ ساعات من تناول وجبة ملوثة.
هل تقل نسبة التسمم الغذائي مع تحسن الأحوال الجوية (برودة الجو) ؟
يشرح “د. حسام الجنيد” أخصائي طب الأسرة. أحد أسباب التسمم الغذائي هو إرتفاع درجة الحرارة، فالتسمم الغذائي هو حالة مرضية ناجمة عن تناول طعام ملوث (بالبكتيريا، طفيليات، فيروس، أو حتى مواد كيماوية)، أو يكون الطعام في حد ذاته به خاصية سمية. تكثر حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف خاصة إذا ترك الطعام مكشوفاً في الغرفة (سوء حفظ الطعام) وتحديداً الطعام المطهي لأكثر من ساعتين. لا تزال المشكلة موجودة في الشتاء إذا كانت درجة حرارة الغرفة غير مناسبة. يجب ألا يترك الطعام المطهي في الغرفة لأكثر من ساعتين وبعد ذلك يحفظ في الثلاجة، فالحرارة المناسبة لحفظ أي طعام هي ٤ درجات سليزيوس، وهي درجة حرارة الثلاجة. إرتفاع درجة الحرارة تساعد على نمو البكتيريا والفيروسات فهي بيئة خصبة لنمو البكتيريا وإصابة الشخص بالتسمم الغذائي. أحد أسباب التسمم الغذائي هو الطعام البائت وإعادة تسخينه خاصة الأرز حيث يؤدي إلى نمو بعض أنواع البكتيريا وحدوث التسمم الغذائي، فالأفضل عدم تسخين الأرز البائت لأنها عادة غير صحية، وإذا إضطر الشخص لذلك يجب تسخينه مرة واحدة فقط، لذلك يفضل تحضير طعام يكفي لوجبة واحدة فقط. تفضل الدراسات التسخين العادي بدون إستخدام (الميكروويف)، فالتسخين الطبيعي أفضل. النصيحة العامة لكل أنواع الأطعمة يجب عدم تكرار تسخينها. تأكل الوجبة مرة واحدة أو مرتين على الأكثر. بالإضافة إلى ذلك لابد من النظافة أثناء تحضير الطعام وخاصة نظافة الأيدي. تبين بأحد دراسات مركز ملخص الأمراض بأميركا أن ٩٧٪ من حالات التسمم الغذائي ناجمة عن سوء تخزين الطعام أو سوء تحضيره، و ٨٠٪ من الحالات تكون ناجمة عن طعام تم تناوله خارج المنزل (في المطاعم، الباعة المتجولين)، يكون ذلك الطعام أكثر تلويثاً و تعرضاً للبكتيرياً. ينصح بعدم تناول هذا الطعام خاصة الأماكن الغير مراقبة بشكل جيد. ٢٠٪ من حالات التسمم الغذائي بالمنزل لذلك يجب على سيدة المنزل إتباع نظام النظافة الشخصية ونظافة المطبخ، و غسل اليدين جيداً قبل تحضير الطعام وبعد الخروج من دورة المياه، فصل الأطعمة عن بعضها مثل (تقطيع اللحوم يجب ألا يتم مع تقطيع الخضروات في نفس السطح)، فقد تنتقل البكتيريا من نوع طعام إلى آخر. لذلك يجب فصل الطعام عن بعضه أثناء التحضير وكذلك أثناء التخزين.
هل يسبب الميكروويف تسمم غذائي كونه لا يغسل بإستمرار وكذلك استعمال الفرن أيضاً، أم أنها آمنة لأنها تولد الحرارة ؟
يوضح “د. الجنيد” تفاعل المعادن مع الأطعمة قد يكون أحد أسباب التسمم الغذائي الكيماوي. فالتسمم الغذائي تكون أسبابه بكتيريا أو فيروسات، وأيضاً تسمم غذائي سببه مواد كيماوية مثل (الرصاص، الزئبق، بقايا المعادن التي تبقى في الأدوات نتيجة عدم نظافتها بشكل جيد، أو تسخينها بشكل متكرر..إلخ). تكون الأواني الحديثة أكثر أماناً من الأواني القديمة، ولكن دائماً يجب التذكر شروط النظافة و العناية بالأدوات والأواني بشكل عام.
ما الإجراءات التي يقوم بها الأهل في حالة الإصابة بالتسمم الغذائي قبل الذهاب إلى المستشفى ؟
وتابع “د. الجنيد” في لقاءه بقناة العربية. لابد أولاً من التمييز بين الأعراض حيث يمكن أن تكون الأعراض خفيفة وهي في غالبية الحالات وقد لا تحتاج إلى الذهاب إلى المستشفى، وتكون الأعراض ألم بالبطن، إسهال، تقيؤ، حرارة. إذا كانت الحرارة مرتفعة والإسهال شديد إدى إلى خسارة سوائل كثيرة، أو إقياء متكرر يؤدي إلى عدم بقاء السوائل بالجسم، أو وجود دم بالإسهال، بداية ظهور أعراض عصبية، في الحالات الشديدة يحدث تخليط ذهني أو دوار، في حالة الإحساس بإعياء شديد خاصة الأشخاص الذين تكون مناعتهم أضعف من غيرهم مثل الأطفال الصغار، كبار السن، المصابون بأمراض مزمنة، الحوامل، هؤلاء يكونوا معرضين أكثر للحالات الأشد من التسمم الغذائي.
ففي المنزل يجب الراحة وتناول السوائل، حيث لابد من المحافظة على كمية السوائل، حتى لا يتعرض الشخص للجفاف، يشرب لترين ماء على الأقل، أو كوب ماء بعد كل مرة إسهال. إذا كان الإقياء يمنع من الحفاظ على السوائل يجب مراجعة الطبيب في هذه الحالة.
أبرز النصائح للوقاية من التسمم الغذائي
• غسل اليدين بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وبعد التعامل مع الأطعمة النيئة.
• إستخدام ألواح تقطيع منفصلة للأطعمة الطازجة والنيئة والأطعمة الجاهزة للأكل.
• طهي اللحوم بشكل جيد والتأكد من إرتفاع حرارتها حتى الغليان.
• الحفاظ على درجة حرارة الثلاجة دون ٥ درجات مئوية.
• عدم أكل الطعام الذي إنقضت فترة صلاحيته.