ما هي وظيفة الكلى؟ وما علاقتها بالأغذية؟
وعن أمراض الكلى قالت “د. ريما السلمان” أخصائية التغذية العلاجية” وظيفة الكلى هي طرد السموم والنفايات الصادرة من الأغذية بعد إكتمال دورتها في الجسم، فعند إعتلال الكلى وفقدها لهذه الوظيفة الترشيحية لسموم الغذاء، تصبح بعض الأغذية تشكل خطورة على الكلى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن أمراض الكلى تنقسم إلى أمراض حادة وأمراض مزمنة. فالأمراض المزمنة هي التي يتم الإهتمام معها بالتغذية، لعدم وقوع الكلى في فخ الفشل الكلوي. وتُحدد كميات الأغذية المفروض تناولها بناء على تحليل معملي معروف باسم ترشيح الكلى GFR.
وآلية عمل هذا التحليل كالآتي:
إذا كانت الكلى تعمل بكفاءة بنسبة 20%، يتم مضاعفة هذا الرقم مع الغذاء، إذن يستطيع المريض تناول 40% فقط من البروتين اللازم له مثلًا.
ويمكن تصنيف الأغذية الخطرة على الكلى إذا كان بها إعتلال أو مرض إلى نوعين أساسيين هي:
النوع الأول: البروتين:
وهو متوافر في اللحوم والأسماك والتونة والجمبري والسردين والدجاج والبيض والبقوليات.
حيث أن التمثيل الغذائي للبروتين في الجسم يصاحبه إنتاج اليوريا والحماية من أمراض الكلى ثم يتم تصريف هذه اليوريا عبر الكلى، ومنها إلى البول وبالتالي خارج الجسم. وعند إعتلال الكلى وعدم قدرتها على التخلص من اليوريا، ومن ثَم ترسبها في الكلى وزيادة نسبتها فيها، فيحدث الفشل الكلوي.
النوع الثاني: كل أنواع المعادن المتمثلة في:
الصوديوم – البوتاسيوم – الفسفور – الماغنيسيوم، والسوائل بشكل عام.
وللتبسيط يمكن أن نتحدث عن معدن الفسفور على سبيل المثال، فكلما زاد الفسفور في الجسم زاد طرح عنصر الكالسيوم من العظام إلى الدم، وبالتالي الضغط على الكلى والحماية من أمراض الكلى وإرهاقها في تنظيف الكميات الزائدة التي لا يستطيع الجسم تحملها في الدم، وإذا كانت الكلى معتلة أصلًا وفاقدة لجزء من القدرة الترشيحية لها، ينصح بتقليل كميات الفسفور الداخلة للجسم، لأنها قد تكون بسبب الإعتلال غير قادرة على التخلص من زيادات الكالسيوم في الدم.
كذلك الأمر للبوتاسيوم، حيث أن الزائد منه عن حاجة الجسم يُصرف عبر الكلى، لذلك عند وضع حمية غذائية لمريض الكلى يتم تصنيف الأطعمة إلى مرتفعة ومتوسطة ومنخفضة البوتاسيوم، وتتمحور الحمية حول الأصناف المنخفضة البوتاسيوم مثل الكمثرى التي تساعد على الحماية من أمراض الكلى والعنب الأخضر، كذلك تُراعى الكميات المتناولة منه لتكون عند الحد الأدنى الشديد.
وإذا أثبتت التحاليل وجود إحتباس للسوائل بالجسم، دَلَّ هذا على وصول مرض الفشل الكُلوي لدرجة حادة، فيُلزم المريض بـ 1 جم من الملح يوميًا فقط، وهو الأمر الشاق والصعب على المريض نظرًا لأن ملح أحد مكونات العديد من الأغذية الطبيعية والصناعية كذلك.
وبناء على التحاليل أيضًا يتم احتساب كمية الماء الداخلة إلى الجسم والخارجة منه، ففي الحالات الحادة جدًا يصبح تناول الماء معدود بالقطرة لمجرد ترتطيب الفم والبلعوم، لأن الكلى لن تستطيع تصريف الزائد منها، وأصبح المريض يعاني من إرتشاح للسوائل في الجسم، واحتباسها حول منطقة البطن.
وفي بعض الأحيان يتم تغذية المريض بالسوائل أثناء عملية الغسيل نفسها، ليحدث التصريف من الكلى وهي على جهاز الغسيل – عفانا الله -، وتكون التغذية بالسوائل عن طريق الدم.
في حالات التبرع بالكلى، هل يتوجب على المتبرع بعد التبرع الإبتعاد أو التقليل من الأغذية المذكورة لأنه أصبح بكُلى واحدة؟
يستطيع الجسم العيش والمقاومة بكُلى واحدة، ومتبرع الكلى يأكل ويشرب طبيعيًا جدًا، لأن الكلى الموجودة في الجسم سليمة، وتعمل بكامل طاقتها الترشيحية، فلا حاجة له لنظام غذائي صارم.
ماذا تحتوي وجبات مريض الكلى من أطعمة؟
تابعت “د. السلمان” يمكن أن يتناول بعض أنواع الخبز الغير محتوية على ملح الصوديوم، وبياض البيض وليس الصفار، وبعض الأجبان قليلة الملح وبكمية بسيطة، وكمية قليلة جدًا من الخضروات الورقية لإرتفاع نسبة البوتاسيوم فيها، والسلطات تكون من الخيار عادةً.
هل الوصفات المنزلية كشراب الشعير وماء البقدونس تفيد في أمراض الكلى ؟
أوضحت “د. السلمان” يعتمد ذلك على درجة مرض الكلى، فالمُصاب بإلتهاب بسيط في الكلى أو في الحالب أو في البول والمثانة تكون هذه المشروبات عامل مساعد للكُلى على تنظيف نفسها بنفسها. أما الإصابة بالفشل الكُلوي لا يمكن معه تناول مثل هذه المشروبات لأنها تُرهق الكلى وتضغط عليها. ويتوقف الأمر برُمته على المعدلات والنتائج والأرقام التي تشير إليها التحاليل.