تفاصيل الاستشارة: أعمل في المجال الطبي.. حاصل على أعلى الشهادات العلمية في مجال تخصصي.. أعيش مؤقتًا بمفردي حيث أعمل. مشكلتي قديمة وهي أني أحيانًا إذا تسلطت عليّ فكرة لا أستطيع التخلص منها بسهولة، حيث تظل تطاردني بصورة مزعجة، فمثلاً إذا واجهتني مشكلة في العمل أو مع أحد الناس تظل تطاردني بصورة مزعجة رغم محاولاتي التخلص من إلحاحها عليّ.
أحيانًا في غمرة انغماسي في العبادة والقراءات الدينية -وأنا إنسان ملتزم منذ مطلع شبابي- تقفز إلى ذهني أفكار غريبة تشككني في كل الثوابت الدينية التي أؤمن بها، وهو ما يسبب لي ألمًا نفسيًّا شديدًا، ويستغرق الأمر وقتًا حتى أستعيد لياقتي الذهنية والنفسية. أجد صعوبة في اتخاذ القرارات رغم تفوقي وتميزي دراسيًّا ووظيفيًّا.
وسؤالي هو: هل ما أعانيه هو مرض الوسواس القهري رغم أني لا أعاني من مخاوف مرضية ولا وساوس متعلقة بأشياء أو أشخاص؟
أرجو إن كان الأمر كذلك أن تصف لي العلاج تفصيلاً، ومدته، واحتمالات الشفاء، واحتمالات الانتكاس، وإمكانية العلاج السلوكي من عدمه في مثل هذه الحالات، علمًا أن المشكلة قديمة منذ كنت طالبًا بالثانوي، وإن حياتي الزوجية مستقرة، ونشأت في أسرة تنغصها المشاكل، مع خالص شكري وتقديري، وجزاكم الله خيرًا.
⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت السائل؛ فقالت: الأخ العزيز، من خلال تحليلي لحالتك وجدت ما يأتي:
1- بما أنك حاصل على أعلى الشهادات العلمية في مجال تخصصك، وهذا يعني أنك مثقف وتستطيع أن تتعامل مع الحالة بشكل علمي، وهذا يساعدنا كثيرًا وذلك يطمئننا، حيث لن تحاول أن تتصل بالمشعوذين والدجالين الذين يزيدون المرض ويعقدونه أكثر.
2- عيشك مؤقتًا بمفردك حيث تعمل؛ وحنينك لعائلتك ووطنك الأصلي قد يزيد من توترك وقلقك على عائلتك التي هي بعيدة عنك.
3- مشكلتك قديمة، فعندما تتسلط عليك فكرة لا تستطيع التخلص منها بسهولة، حيث تظل تطاردك بصورة مزعجة، وإذا واجهتك مشكلة في العمل أو مع الآخرين كذلك تظل تطاردك بصورة مزعجة رغم محاولاتك التخلص من إلحاحها عليك أحيانًا.
تسيطر المشاكل على الفرد أحيانًا، ولا يستطيع التخلص منها حتى في المنام، وهذا ناتج عن التوترات التي يعاني منها ذلك الفرد بسبب الإرهاق الذي يتأتى من العمل ومطالب ذلك العمل، وإن زاد هذا عن الحد أصبح مرضًا، ويطلق عليه بالوسواس القهري بنوعيه الفكري أو الفعلي.
4- في غمرة انغماسك في العبادة والقراءات الدينية -وأنت إنسان ملتزم منذ مطلع شبابك- تقفز إلى ذهنك أفكار غريبة تجعلك تشكك في كل الثوابت الدينية التي تؤمن بها، وهو ما يسبب لك ألمًا نفسيًّا شديدًا، ويستغرق الأمر وقتًا حتى تستعيد لياقتك الذهنية والنفسية، فلو راقبت حالتك هذه ستجد أن هذه الأفكار تسيطر عليك عندما تكون مرهقًا قلقًا ومتعبًا أو إن كانت لديك مشكلة يصعب عليك حلها.
5- تجد صعوبة في اتخاذ القرارات رغم تفوقك وتميزك دراسيًّا ووظيفيًّا.
وما تعاني منه ليس حالة جديدة، وإنما هي قديمة منذ مرحلة الثانوية، وهذا الوضع قد أثَّر على ثقتك بنفسك، وسببها الأساسي هي المشاكل العائلية التي أحاطت بك في تلك الفترة، وهذا الأمر قد انغرس في ذاتك، وبدأ ينمو ويتطور ويطفو على السطح عندما تكون متعبًا ومتوترًا، أو عندما تتعرض إلى مشكلة ولو كانت بسيطة.
ويمكن علاج المرض بعون الله ﷻ باتباع ما يأتي:
– إن إعطاء العلاج الكيماوي عبر الإنترنت ليس بالأمر السهل، كما أن فيه خطورة عليك. والأفضل أن تذهب إلى الطبيب النفسي الذي يمكنه أن يقدر الدواء المناسب لجسمك وبنيتك بعد الفحص الدقيق.
– عليك التخلص من التعب والإرهاق قدر الإمكان وذلك بما يأتي:
- عند الشعور بالتعب نتيجة العمل خذ لنفسك استراحة ولو لدقائق.
- خذ نفسًا عميقًا واطرحه، وكرِّر العملية عدة مرات؛ لتزود جسمك بما يحتاج من أوكسجين.
- اخلع حذاءك وفك رباط العنق إن كنت تستعمله أثناء العمل ولو لدقائق، ومدِّد أرجلك مع الحركة البسيطة؛ لتعمل على ارتخاء العضلات المتوترة.
- قم بعمل مساج لجبينك وإن كان لديك (كولونيا) استعملها باستمرار لغرض الإنعاش.
- خذ حمامًا دافئًا يوميًّا، وإن كان في إمكانك خذه في اليوم مرتين قبل الذهاب إلى العمل وعند العودة منه فهذا أمر في غاية الفائدة؛ وإذا لم تستطع أن تأخذ حمامًا ضع أرجلك في ماء دافئ مع ملعقة ملح.
- روِّح عن نفسك وخذ استراحة بين فترات العمل.
- استفد من صحبة الأصدقاء الذين ترتاح إليهم، وابتعد عن الذين يسببون لك مشاكل.
- حاول أن تجعل المشاكل صغيرة ولا تكبرها وتهولها، وكلما نظرت إليها وفكرت بها بأنها صغيرة تجد نفسك بالتالي قد سيطرت عليها ومنعتها من السيطرة عليك.
- مرِّن نفسك على اتخاذ القرارات ولا تتردد في اتخاذها.
- لتكن ثقتك بنفسك عالية، وأنت لديك مميزات يتمناها الجميع، فهذه الصفات ينبغي أن تكون مصدر قوة لذاتك الشخصية.
⇐ كما يمكنك القراءة أيضًا حول:
- ↵ إضطراب الوسواس القهري: أسبابه، أعراضه، علاجه
- ↵ كيف يمكن التخلص من الوسواس القهري
- ↵ ما هو الوسواس القهري؟
مع أطيب أمنياتي القلبية لك بالشفاء العاجل، وفي انتظار استشارة أخرى للاطمئنان عليك.