«سارة» تسأل: الإخوة الأعزاء، أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة وزني: 44 وطولي: 155، وأريد معرفة الوزن والطول المثالي لعمري (17 سنة)؛ فكل شخص يراني يقول إن عمري 15 سنة، مع العلم أني إلى سن 14 سنه كنت أطول من هم في عمري، لكن فجأة لاحظت أن طولي يزداد في تباطؤ شديد، كل هذا على الرغم من أنني آكل بشكل جيد.
والداي متوسطا الطول، وأخوالي طوال جدا، وإخوتي طولهم طبيعي، وأريد جدولا يوضح الأكل المثالي لكي يزيد وزني إلى الطبيعي.
د. مراد عاصم «استشاري علاج طبيعي» أجاب صاحبة الاستشارة؛ فقال: ابنتنا العزيزة.. هناك تساؤلات كثيرة تراودني عندما أرى هذه الشكوى.. فكل قصير يريد أن يطول، ولا أدري لماذا؟! ما هي وصمة العار في ذلك الشخص القصير؟! فهناك شعوب بأكملها معدل الطول لديها لا يتعدى 160 سم، فهل عليهم ذنب أن جاءت جينات أجدادهم قصيرة وانتقلت إليهم؟ وهل القصر في القامة عيب لا يمكن التعايش معه؟ أم أن هناك اعتقادات سائدة بأن طويل القامة يحظى بمزيد من التقدير والاحترام عند الناس؟
فلماذا إذن ظهرت شخصيات تاريخية قيادية قصيرة القامة كأمثال نابليون بونابرت وهتلر وسيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه؟!
إن زيادة الطول في الإنسان تبدأ في مرحلة ما قبل المراهقة مرورا بفترة المراهقة وتنتهي ما بين 18–21 سنة وتختلف من إنسان لآخر وفقا للعوامل الوراثية التي تلعب دورا مهما في تحديد سن توقف النمو وحجم النمو نفسه، وما زلت في سن تسمح بحدوث زيادة في الطول ولكن بنسبة ضئيلة؛ لأن معظم النمو يتم في مرحلة تقع ما بين 13 – 16 من عمر الشخص، وهناك جزء قبل هذه المرحلة وجزء ضئيل جدا بعد هذه المرحلة يمكن أن يكون فيهما زيادة في الطول.
ويمكننا التأكد من ذلك بعمل أشعة X-ray على منطقة نهايات العظام “Epiphysis”، فإذا كانت نشطة فإن الزيادة في الطول ممكنة، واحتمالات زيادة الطول بعد أن تغلق هذه النهايات غير واردة تمامًا، ولا أقول إنه لا يوجد حل لزيادة الطول بعد انغلاق نهايات العظام، ولكن هناك حلا جراحيا لا يساوي عناءه.
وفيما يتعلق بالتمارين الرياضية التي يظن البعض أنها تساعد في زيادة الطول تحضرني هنا نادرة طريفة ترويها فتاة قصيرة عن أنها كانت في طفولتها -وما زالت- قصيرة القامة إلى حد أثار قلق أمها بشأن نموها، فأخذتها إلى صالة تدريبات رياضية حيث كانوا يعلقونها من يديها ويشدونها من قدميها لكي تطول قامتها.
لفترة طويلة، كانت هناك اعتقادات بشأن تأثير تمارين العقلة على زيادة الطول، ولكن يجب التنويه إلى أن هذا الفهم غير صحيح. حيث إن مراكز النمو الموجودة في نهايات العظام تستجيب للضغط الذي يتعرضون له، مما يؤدي إلى زيادة في الطول. لنوضح ذلك بمثال بسيط، فإذا كان هناك طفل يعاني من إعاقة تحول دون حركته، سنجد أنه لا يمكنه النمو بشكل صحيح، حيث لا يوجد ضغط على نهايات العظام كما يحدث خلال الحركة الطبيعية.
لذا، تمارين العقلة لا تؤثر على مراكز النمو بالشكل الذي يحدث أثناء الحركة والنشاط اليومي. وبالتالي، ليس لها تأثير فعّال على زيادة الطول. يُشجع دائمًا على استخدام الأطراف بشكل طبيعي، حيث يساعد ذلك على تحقيق النمو الطبيعي والسليم.
وفيما يتعلق بالبرنامج الغذائي، لا يوجد برنامج غذائي خاص يمكنه زيادة الطول. إلا أن توازن تناول البروتينات والمعادن الأساسية يلعب دورًا هامًا في دعم النمو الصحيح. يُنصح بتناول كميات كافية من البروتينات والكالسيوم الضروريين لبناء الأنسجة وتعزيز صلابة العظام.
وفيما يختص بالتغذية بشكل عام فإننا ننصح عادة بالغذاء الصحي والمتوازن، وأكرر ما ذكرته سابقاً بأن طول القامة أو قصره مسألة راجعة للعوامل الوراثية بالدرجة الأولى، كما أنها مسألة لا تستحق أن تأخذ حيزا من التفكير أو القلق.
⇐ كذلك؛ نقرأ أيضًا هنا:
- ↵ لا حديث عن الطول أو قصر القامة بعد اكتمال نمو العظام
- ↵ طريقة حساب الوزن المثالي للجسم
- ↵ ما هو مؤشر كتلة الجسم؟
نسأل الله لك الصحة والعافية ومزيد من الرضا.