سائِلة تقول: أنا امرأة عمري 33 سنة طولي 157 سم ووزني 56 كجم، أم لابنة واحدة عمرها 5 سنوات متزوجة مند 6 سنوات، قصتي ابتدأت بعد زواجي بستة أشهر حيث اكتشف عندي بالصدفة ورما ليفيا حميدا خارج الرحم حجمه كالتفاحة 4-5 سم ونوعه Subsereus myoom وبعدها بشهرين حملت بشكل طبيعي، أثناء الحمل كبر حجم الورم الليفي وأصبح يتغذى مثل الجنين (تعب وأوجاع كثيرة)، والجنين كان رأسه لفوق؛ فلذلك قررت الدكتورة أن تكون عملية الولادة قيصرية (38 أسبوعا) بعد الولادة بساعة أصبت بنزيف في غرفة العناية المركزة وبعدها نقص دم فأعطوني دما إضافيا أكثر من لترين.
الورم خلال سنة رجع إلى وضعه الأول، وأرضعت ابنتي لمدة 15 شهرا، وبعد سنة من ولادة طفلتنا الأولى قررنا الإنجاب للمرة الثانية، ولغاية اليوم لم أحمل والعادة الشهرية عندي منتظمة، فحوص زوجي كانت سليمة وفحوصي للدم عندي سليمة.
أخذت الدكتورة عينة من عنق الرحم وفحصتها تحت المجهر بعد المجامعة بيوم فوجدت أن المادة المخاطية عندي عالية اللزوجة وتعيق مسار الحيوانات المنوية ولا يوجد إلا حيوان منوي واحد.
وقامت الدكتورة بعمل عملية منظار للمبايض فوجدت الأنابيب سليمة، واكتشف أن عندي التصاقات ما بين الرحم وجدار البطن، وعن طريق عملية منظار أخرى تم استئصال الالتصاقات بنجاح ووضعوا زيتا داخل الأنابيب، واكتشف أن الرحم عندي مقلوب إلى الخلف.
وقال الطبيب إن عمليه أخرى لإزالة الورم سوف تسبب التصاقات وتعيق الحمل أكثر، لقد حاولت الحمل عن طريق iui ثلاث مرات ولكن لم تنجح، ولقد استعملت هذه الإبر الهرمونية Lucrin – gonalf (FSH) – pregnyl (HCG) – progestan.
السؤال بوجود كل هذه الأسباب هل يوجد عندي أمل في الإنجاب مرة ثانية بواسطة التلقيح الصناعي داخل الرحم مع تكرار المحاولة (حتى الآن 3 مرات) أو هل يوجد أمل في الحمل بطريقه طبيعية أم يجب إزالة الورم؟ ما العمل أعينوني أعانكم الله أنا في حيرة من أمري؟ وهل الورم الحميد بعد مرور من الوقت سوف يصبح خبيثا؟ أنا يائسة جدا جدا وشكرا لكم جزيل الشكر وبارك الله فيكم.
الإجـابة
يقول د. محمد نورالدين عبد السلام -أخصائي أمراض النساء والتوليد-: الأخت الفاضلة، أرحب بك وأطلب منك بداية أن تهدئي بالا وتطمئني؛ فوجود الورم الليفي لا يستحق كل هذا اليأس والتوتر الذي استشعرته في رسالتك؛ هذا لأنه خارج تجويف الرحم وحجمه صغير فليس له تأثير على الحمل أو الولادة.
عزيزتي، إن الإصابة بالأورام الليفية أمر عادي جدا، ولا يدعو إلى القلق، حيث إنه من أكثر الأورام الحميدة شيوعا، ونظرا لأنها حميدة فإنها تنمو ببطء شديد يستغرق سنوات كثيرة حتى تظهر أعراضها.
ويتم اكتشاف هذه الأورام عادة بعد الزواج وتحديدا عند عمل الفحوصات الخاصة بتأخر الحمل أو أثناء الحمل نفسه، كما أن هناك أعراضا قد تشير إلى وجود مثل هذه الأورام مثل غزارة دم الحيض وطول فترته والألم المصاحب له.
وأسباب الأورام الليفية لم تتحدد بعد، ولكن هناك افتراضات تقول إنها نتيجة استعمال الأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين، مثل بعض أقراص منع الحمل، وهناك افتراض آخر يقول: إن للوراثة دورا في ذلك، وهناك ثالث يقول: إن عدم الولادة هو السبب وغير ذلك، ولكن لا أسباب قاطعة حتى الآن؛ لذا فلا داعي للتفتيش والبحث عن هذه الأسباب، والمهم هنا هو الإستراتيجية المتفق عليها في التعامل مع مثل هذه الأورام الحميدة عند اكتشافها.
فمع بداية ظهورها لا بد من متابعتها عن طريق الأشعة التليفزيونية لتحديد مكان الورم وحجمه؛ حيث إن إستراتيجية العلاج تعتمد على حجم ومكان الورم وعمر المرأة.
فإما أن يترك دون أي علاج، إذا كان حجمه أقل من 2 سم، وبعيدًا عن تجويف الرحم ولا يسبب أية مشاكل.
إذا كان الورم أكبر من 2 سم يتم التعامل معه بالأدوية. واستخدام العلاج الدوائي في علاج تلك الأورام يعد حلا جذابا ووجوده يعد بديلا للجراحة في معظم الأحيان خاصة في البلاد المتقدمة.
العلاج الجراحي يقتصر اللجوء إليه في حالة الأورام التي تسبب أعراضا دائمة بالرغم من العلاج الدوائي المنتظم، وكذلك في حالة الأورام التي تنمو بسرعة أو لا تستجيب للعلاج الدوائي. ويكون العلاج الجراحي إما باستئصال الورم نفسه أو باستئصال الرحم ككل.
ويمكن أن يترك الورم بدون تدخل في حالة إن كانت المرأة قد قاربت سن انقطاع الطمث، حيث إنه بعد انتهاء الدورة يصغر حجم الورم من تلقاء نفسه.
أما عما إذا كان الورم الليفي يمكن أن يتحول إلى ورم خبيث فإن ذلك مكتوب بالكتب فعلا ولكن نسبة حدوثه نادرة؛ فقد مرت علينا حالات كان فيها حجم الورم كبيرا جدا وكأن المرأة حامل في الشهر التاسع وبالرغم من هذا لم يتحول عن كونه ورما حميدا.
هذا بخصوص الورم الليفي، وأؤكد لك مرة أخرى أنه بريء تماما من تأخر الحمل. أما عن تأخر حملك الثاني فلقد ذكرت أن كل الفحوصات التي أجريتها أنت وزوجك كانت في الحدود الطبيعية إلا أن إفرازات غدد عنق الرحم -كما ذكرت- لزجة وتعوق حركة الحيوانات المنوية، وأعلمك أن هناك علاجا لمثل هذه الحالات وهو أقراص تحتوي على هرمون الإستروجين بتركيز خفيف، ويمكن لطبيبتك أن تصفها لك، كما أنصحك أن تجري تحليلا لهرمون الحليب (البرولاكتين) في الدم فربما كان ارتفاعه سببا في تأخر الحمل.
والرحم المقلوب قد يكون ظاهرة خلقية تولد بها الفتاة أو قد تكون نتيجة حمل وولادة أو أي شيء بالرحم مثل الأورام الليفية مثلا، وتكون له ثلاث درجات؛ الدرجتان الأولى والثانية لا تسببان تأخر الحمل، أما الثالثة فمن الممكن أن تعوق الحمل بعض الشيء، ولكن ليس بالضرورة أن تمنعه.
وهناك عملية جراحية لاستعدال وضع الرحم ولكننا لا نحبذ اللجوء إلى فتح البطن في حالات تأخر الحمل إلا للضرورة القصوى تجنبا لحدوث التصاقات بالأنابيب بعد العملية -لا قدر الله- فالالتصاقات التي حدثت لك بين الرحم وجدار البطن هي غالبا نتيجة العملية القيصرية ولكنها لا تعيق الحمل.
على كل حال هناك محاولة يمكننا اللجوء إليها للتغلب على تلك العقبة، وهي أن تقوم الزوجة بعد الجماع مباشرة بالنوم على بطنها، وتضع تحت خصرها مسندا أو مخدة أو أي شيء لا يكون طريا وذلك لرفع خصرها حتى يبقى سائل الزوج بالداخل؛ فهذا الوضع يجعل السائل المنوي في مواجهة فتحة عنق الرحم، كما أنه يجعل الرحم في الوضع الطبيعي، وتستمر على هذا الوضع لمدة نصف ساعة على الأقل، وكلما زادت المدة كان ذلك أفضل.
وأطمئنك عزيزتي أنه في حالات كثيرة حدث الحمل نتيجة تلك التجربة، وهناك من يقول إن الجماع لا بد أن يكون والزوجة منحنية للأمام، ولكن الكثيرات لا يفضلن تلك الطريقة، وعن رأيي الشخصي فكما قلت سابقا تقوم الزوجة بالجماع في الوضع العادي ثم تغير وضعها كما أسلفت، وذلك يكفي إن شاء الله.
عزيزتي.. خلاصة القول أنا لا أرى أية ضرورة الآن لعمل التلقيح الصناعي ما دام أن الأنابيب ليس بها انسداد، كما لا أنصح بإزالة الورم الليفي لا بفتح البطن ولا بالمنظار، ما دام أنك تأملين في الحمل فلنؤجل إزالة الورم إلى ما بعد الحمل والولادة إن شاء الله ﷻ تفاديا لحدوث أية التصاقات بالأنابيب.
وباختصار عليك أن تتأكدي من أن الأنابيب ليس بهما انسداد، وأن هناك تبويضا، مع إجراء تحليل لهرمون البرولاكتين في الدم مع بعض الصبر، وإن شاء الله ﷻ يكون الفرج قريبا، ولا تنسي أن تتابعينا بأخبارك.
ولمزيد من الاستشارات المُشابهة: