اعتادت أجسامنا في شهر رمضان على النمط الغذائي الخاص بشهر رمضان الذي يختلف في التوقيت والنوعية عن الأيام الأخرى، لذلك لابد من العودة تدريجيًا إلى النظام القديم بعد شهر رمضان والعيد، حيث أن التغيير المفاجيء والإفراط في تناول الطعام بشكل عشوائي قد يؤدي إلى مشاكل صحية عديدة”.
كيف يتحول الصائم تدريجيًا إلى النمط الغذائي القديم؟
قالت “د. شمسة العبدولي” أخصائية التغذية. كما تَخَوَّف البعض من تبديل النمط الغذائي الطبيعي لهم بالنمط الغذائي الخاص بالشهر الفضيل، ولا ننكر أعراض الصداع والإمساك التي صاحبت هذا التبديل في بدايات شهر رمضان، يتَخَوَّف البعض أيضًا عند إعادة تبديل النمط الغذائي للعودة إلى النمط الغذائي القديم، إلا أن التعود والتدرج في الإنتقال بين الأنماط الغذائية اليومية هما كلمتيّ السر.
وتغيير النمط الغذائي اليومي يأتي حتمًا تدريجيًا، لتفادي المشكلات الصحية والهضمية، ويكون هذا التدريج عبر خطوات عملية غذائية منذ اليوم الأول لعيد الفطر المبارك، ويمكن إختصار وإجمال الخطوات الغذائية الواجب ممارستها منذ صباح اليوم الأول لعيد الفطر المبارك فيما يلي:
من النمط الغذائي السليم الإهتمام بتناول التمر والماء قبل الخروج لصلاة العيد.
بعد العودة من صلاة العيد، يُراعى أن تكون وجبة الإفطار خفيفة وخالية من الأغذية الدسمة، لأن المعدة مازالت غير معتادة على إفراز العصارة الهضمية في ساعات الصباح الباكر.
يبدأ الصائم منذ اليوم الأول لعيد الفطر بترتيب مواقيت الوجبات الثلاثة الرئيسية، مع ضرورة تخللها لوجبتين خفيفتين لضبط سرعة الأيض بالجسم، بإجمالي 5 وجبات في اليوم، يفصل بينهم مدة زمنية لا تتجاوز الـ 3 ساعات.
في النمط الغذائي الصحيح لابد من الإهتمام بكميات الطعام ونوعياته عند التخطيط للوجبات اليومية، نظرًا لأنهما من العوامل المؤثرة على عمل وتوازن إفراز نوعين من الهرمونات هما هرمون الليبتون وهو الهرمون المسئول عن إرسال إشارات عصبية للمخ تخبره بالشبع، والهرمون الثاني هو هرمون الجرلين وهو الهرمون المسئول عن إرسال إشارات عصبية للمخ تخبره بالجوع، من هنا تعتبر كمية الطعام ونوعيته عوامل مؤثرة في توازن وإنسجام طريقة عمل كلا الهرمونين.
ما أبرز الأضرار الصحية الناجمة عن الإفراط في تناول الحلويات خلال أيام العيد؟
للأسف اعتادت مجتمعاتنا العربية على تقديم الحلويات الدسمة خلال الدعوات والزيارات العائلية، وبخاصة في مواسم الأعياد. والحلويات الموسمية تحمل في داخلها من الأضرار الصحية على الجسم ووزنه الشيء الكثير.
وبشكل عام أوصت منظمة الصحة العالمية بتقليل تناول الطعام الغني بالسكريات وملح الطعام والدهون طوال العام، بحيث يحصل الجسم على 30% فقط من السعرات الحرارية المطلوبة يوميًا من الأغذية الدُهنية، و20% من البروتينات، و50% من الكربوهيدرات. ولم تكتفي المنظمة الأهم في عالم الصحة بذلك، بل شددت على تجنب تناول الدهون المهدرجة بكل أشكالها وصورها.
كما أوصت المنظمة بتحديد المتناول من السكر يوميًا بـ 6 ملاعق للأنثى و9 ملاعق للذكر. وبالنسبة لملح الطعام فأوصت بملعقة متوسطة الحجم يوميًا.
ومما سبق من توصيات يتضح لنا خطورة حلويات وكعك العيد على الصحة البدنية للجسم البشري، وبخاصة مع الإفراط في تناولها، لأن طرق تصنيعها ومكوناتها بعيدة كل البُعد عن هذه التوصيات الغذائية. بالإضافة إلى دورها البارز في الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة وضغط الدم… إلخ.
ونُشير هنا إلى أن الوقاية أفضل كثيرًا من العلاج، وعليه فإن إتباع النمط الغذائي المتوازن في كميات الطعام، ومنظم في مواقيت التناول، وبعيد عن الأطعمة سيئة السمعة الغذائية أو الحد منها على أقل تقدير، يُجنب الإنسان العديد من المشاكل الصحية.
كيف يستعيد الجسم بعد رمضان السوائل المفقودة منه بفعل الصيام؟
يجب العلم بأن 70% من جسم الإنسان وخلاياه ما هي إلا ماء، وهذا ما يُفسر الأهمية القصوى للماء في تنظيم عمل وظائف الجسم الحيوية وبناء الخلايا، بذلك من الضروري جدًا المحافظة والإستمرارية على شرب كميات وفيرة من الماء خلال اليوم، خاصة مع أوقات الصيف والصيام التي يفقد فيها الجسم الكثير من مخزونه من السوائل، لتفادي إصابة الجسم بالجفاف. ومن أعراض جفاف الجسم من السوائل ما يلي:
• الصداع.
• الشعور المستمر بالعطش.
• الشعور بالدوار والغثيان.
• خروج بول داكن اللون ومُركز.
• ومع الجفاف الشديد تظهر أعراض الإصابة بضغط الدم.
وتعويض السوائل التي فقداها الجسم خلال شهر الصيام يكون بشرب كميات وفيرة من الماء والسوائل، وتختلف حاجة الجسم من الماء والسوائل من شخص إلى آخر، حيث يتم إحتساب الكمية المطلوبة للجسم في اليوم بناءًا على ناتج حاصل ضرب وزن الجسم في 30 لتر من الماء، وبشكل عام يُوصى بشرب 2 لتر من الماء والسوائل في اليوم موزعة على 8 أكواب بواقع ربع لتر لكل كوب. كما يتم تعويض السوائل المفقودة عن طريق الإكثار من الأطعمة الغنية بالماء مثل البطيخ والأناناس والخضروات والفواكهة بشكل عام.
كيف يستعيد وزنه من زاد وزنه في رمضان؟
المعادلة الغذائية الأشهر لضبط وزن الجسم تُشير إلى ضرورة تساوي السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم مع السعرات الحرارية الخارجة منه في صورة التمارين الرياضية والنشاط البدني، فعند تساويهما ستنعكس النتيجة حتمًا على ثبات وزن الجسم، أما إذا زادت السعرات الحرارية الخارجة من الجسم عن الداخلة إليه، ستنعكس حتمًا على نقص الوزن عن المعدل المطلوب وهو بالأمر الغير صحي. وإذا قلت السعرات الحرارية الخارجة من الجسم عن الداخلة إليه ستنعكس بزيادة مفرطة في الوزن والإصابة بالسمنة.
والفرضية الأولى هي المطلوبة صحيًا وغذائيًا للحصول على وزن مثالي، ويتحقق التساوي بين الداخل والخارج من السعرات الحرارية بزيادة في الحركة وانتظام في الغذاء. وللتوضيح بخطوات تغذوية عملية نشير إلى الآتي:
تنظيم الوجبات اليومية في ثلاث وجبات رئيسية، مع وجبتين خفيفتين بينهم.
تناول وجبة الإفطار فيما بعد صلاة الفجر وحتى التاسعة صباحًا، لإرتفاع معدلات الأيض في هذه الفترة من اليوم.
تقسيم طبق الوجبة بعد ضبط كمياته إلى ثلاثة أجزاء، بحيث يكون النصف من الخضروات، والربع من البروتينات، والربع الأخير من الكربوهيدرات.
عدم إغفال تناول الفاكهة ومشتقات الحليب يوميًا.
ماذا يتوجب على مريض السكري فعله بعد رمضان؟
باعتبار أن مرض السكري من الأمراض التي تختلف في أعراضها وطرق علاجها من مريض إلى آخر، فعلى المريض متابعة الطبيب المُعالج بعد رمضان مباشرة لإستشارته في الكيفية التي ستكون عليها جرعات الأدوية بعد رمضان.
ما أبرز فوائد وأضرار القهوة من الناحية الصحية؟
تعتبر القهوة داكنة اللون من المشروبات الغنية بمضادات الأكسدة الواقية من خطر الإصابة بالأورام السرطانية، كما أنها مفيدة في تحسين عمل الذاكرة القصيرة والبعيدة المدى. لكن التناول الخاطيء لمشروب القهوة سواء بالإفراط في كميته أو بإضافة العديد من المواد الغير صحية مثل الكريمة والكراميل والكاكاو يحول المشروب من النفع إلى الضرر الصحي الجسيم بالجسم، حيث يصبح مشروب القهوة مصدر لكميات كبيرة من السعرات الحرارية.