ما هي الشيخوخة وهل يؤدي المرض إلى الشيخوخة أم العكس؟
هذه أسئلة أراد الباحثون الوصول لإجابة عنها في بحث بولتيمور طويل المدى حول الشيخوخة والذي أصبح أطول بحث في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأ عام 1958، الدراسة في عامها الـ 61 تتبع نفس الأشخاص من الشباب إلى الشيخوخة، ونتج عنها عشرات الآلاف من الأبحاث الطبية.
مدير الدراسة الحالي يقول: أراد مؤسس الدراسة أن يفرق بين الشيخوخة والمرض ونحن نجد من الصعب التفرقة بينهما حيث أن الشيخوخة تؤثر في عمل الخلايا، وأن الطب نجح في تمديد متوسط العمر لكن ليس بالضرورة تمديد فترة الصحة ومن أهم نتائج الدراسة العلاقة بين الرياضة والصحة ولو كان المشي لمدة 15 دقيقة يوميًا، واهمية الاحتفاظ بوزن مناسب، لكن هناك نتائج نفسية أيضًا فقبل سنوات عدة طرح سؤال حول نظرة الشباب للشيخوخة فالبعض قال: الشيخوخة شيء إيجابي، فعندما أكبر أستطيع أن أتقاعد وأمارس هواياتي.
والآخرون قالوا: الشيخوخة شيء مزعج وسأصاب بالأمراض وسيموت أصدقائي، بعد أربعين عامًا حللنا النتائج فوجدنا الناس المتفائلون في شبابهم عانوا من أمراض أقل ومشاكل ذاكرة أقل وعاشوا لفترة أطول خلال شيخوختهم من المتشائمين.
كيف يمكن تحويل النظرة المتشائمة السلبية للشيخوخة إلى نظرة إيجابية؟
يجيب “عبد الناصر علاء” استشاري نفسي: أول شيء لنغير نظرتنا للشيخوخة أن نعرف أنه ليس كل شخص كبير في العمر هو في مرحلة الشيخوخة لأننا نتحدث عن مدى عمري من 65 وحتى 85 سنة، عشرون سنة أي عمر جديد ووقت جديد وحياة جديدة، فليس من الطبيعي أن نقول أن كل هؤلاء يندرجون تحت مرحلة الشيخوخة، والشيخوخة ببساطة هي مرحلة يعيشها كل الناس وهي تدرج تدريجي في المهارات والقدرات التي أعطاها الله لنا، والشيخوخة 3 أنواع: الأولية هي الطبيعية التي نمر عليها جميعًا ويجب أن يحدث فيها تغير على مستوى الإدراك والعلاقات الاجتماعية والقدرات.
والشيخوخة الثانية هي التي ليس بها إيجابية كثيرًا ويجب أن نجعل الجميع ينتبهون إليها وألا يطيلوا فيها وهي الشيخوخة الثانوية المرتبطة بثلاث أشياء هي: سوء استخدام التدخين وسوء استخدام المخدرات وسوء التغذية، فإذا أردت عدم الدخول في هذه الشيخوخة الثانوية المضرة قلل التدخين ومارس الرياضة وحافظ على غذاءك.
النوع الثالث من الشيخوخة هو الشيخوخة المرتبطة بنهاية العمر وبها تدهور سريع جدًا تؤدي للوفاة.
فليست الشيخوخة من سن 65 إلى 85 مرتبطة بالمرض، فهناك الكثير من الأشخاص في مرحلة الشيخوخة لكنهم متواصلون مع الناس ويقومون بأعمال تطوعية، والتقرير الذي تم عرضه جميل لأن الدراسة الطولية التي قاموا بها على مدار 40 عام استعانوا بأشخاص رغم وصولهم لمرحلة الشيخوخة ما زالوا يريدون القيام بعمل تطوعي ويريدون إفادة الناس وإيصال معلومة جديدة ويريدون خدمة الناس، الشيخوخة مرتبطة بأعمال تطوعية غير طبيعية.
وحاليًا كبار السن هم من يفكرون في الزواج أكثر من الشباب وهذه نقطة تحسب لنفسيتهم، لأن لديهم رغبة جميلة في الحياة ويريدون الاستمتاع بالحياة فليس لمجرد إصابتنا بالسكر والضغط نوقف حياتنا، في حين أن الشباب لا يريدون الزواج لأنهم لا يريدون تحمل المسئولية وهذه نظرة إيجابية للشيخوخة رغم أننا إن رأينا شخص كبير يريد الزواج نهاجمه ونظن أن حياته انتهت مع مرحلة الشباب رغم أنه في مرحلة جديدة من الحياة يجب عليه أن يستمتع بها.
كيف يمكن لشخص في مرحلة الشيخوخة ينظر لها بشكل سلبي أن يكون شخص إيجابي؟
لا بد أن نقول له أنك خاطئ لكن بأسلوب لين وبالحوار الناعم والمناقشة الهادئة فنقول له: ليس لأنك تقاعدت أو فقدت أبناؤك وأصبح لكل منهم حياته المستقلة فقد انتهت حياتك وأحسن الختام وإنما نفهمه أننا يمكننا الاستفادة منك وأنت تستفيد منا وأهمها أن تشاركنا حواراتنا وذهابنا للنادي حتى إن كان لمدة ربع ساعة فقط وتذهب معنا إلى المناسبات والرحلات ونحن لن نثقل عليك، فلا بد من عمل تعديل إدراكي لذوي الشيخوخة كبار السن ونوصل لهم أن ليس كل ما تفكر فيه وتسمع عنه صحيح فليس معنى أنك مريض أنك أصبحت أقل.
هل الشيخوخة تكون مرحلة لإنجاز معين وما المجالات التي يمكن الاستفادة منها من كبار السن؟
يوضح د. عبد الناصر أن الشيخوخة مرحلة إنجاز كبيرة جدًا فهي مجموعة خبرات لأن الشخص المسن وذو الشيخوخة لديه كم خبرات غير طبيعية فيمكننا الاستفادة منه في المجال الذي يتميز فيه من خلال أخذ معلومات منه أو مقترحات في مجاله، والمقربين منه هم من يستطيعون عمل ذلك وهذا هو أكبر إنجاز أن أكسب منه المعلومات.