يعتبر فقر الدم أو ما يُسمى بالأنيميا من الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم، البعض يكتشفه في سن مبكر، والبعض الآخر قد لا يلاحظ وجوده، وتتعدد أسبابه وعلاجاته، ولكن تبقى القاعدة الأساسية لمواجهته في إتباع نظام غذائي متوازن ومعين.
ما هو فقر الدم؟ وما أسبابه؟ وما أعراضه؟
قالت اختصاصية التغذية “جيسيكا أبو حرب”. فقر الدم أو الأنيميا عبارة عن إنخفاض كبير في خلايا الدم الحمراء، وهذه الخلايا هي المسئولة عن نقل الأكسجين إلى كل الأنسجة والأعضاء بالجسم، ومن ثَم يتبع إنخفاضها الشديد عدم وصول الأكسجين بالكيفية المُثلى لأعضاء الجسم.
وأضافت “جيسيكا” قائلة: وتتعدد أسباب الإصابة بالأنيميا، ومن بين أشهر هذه الأسباب:
• نقص معدلات الحديد بالجسم.
• انخفاض شديد لمعدلات الفيتامينات بالجسم.
• تشوه خلايا الدم الحمراء أثناء التكوين.
أما بالنسبة لأعراض الإصابة بفقر الدم فهي عديدة أيضاً ومتشعبة، كما أنها تختلف من شخص لآخر وبحسب نوع الأنيميا، ولكن أبرزها على الإطلاق ما يلي:
• الشعور بالدِوار.
• الإصابة بالصداع المستمر.
• سرعة خفقان القلب وتزايد عدد ضرباته.
• ضيق التنفس.
• الشعور بالبرودة في أصابع اليدين والقدمين تبعاً لنقص وصول الأكسجين لها.
ما هي الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بفقر الدم؟
أكدت “جيسيكا” على أن كل الفئات العمرية من الجنسين مُعرضة للإصابة بفقر الدم، فهو مرض لا يرتبط بشريحة معينة من البشر، وهذا لا ينفي وجود بعض الفئات التي تتزايد عندها فرص الإصابة، حيث تجدر الإشارة إلى أن الفئة الوحيدة المُعرضة بصورة كبيرة لفقر الدم هن الحوامل، نظراً لأن تغذيتها عبارة عن تغذية لشخصين وليس لشخص واحد، ولذلك دائماً ما يصف الأطباء المكملات الغذائية الغنية بالحديد حتى يزيد معدله بالجسم ومن ثَم يكفي الحامل والجنين معاً.
ويُضاف إلى الحوامل شريحة أخرى من النساء المحتاجات إلى المكملات الغذائية الغنية بالحديد وهن النساء اللاتي يفقدن معدلات كبيرة من الدم خلال الدورة الشهرية.
بالإضافة إلى مرضى السيلياك (حساسية الجلوتين)، ومرضى إلتهابات المعدة وإلتهابات الأمعاء، وذلك لقصور امتصاص العناصر الغذائية بسبب تلك الإلتهابات، كما أنه من الواجب التركيز على تناول الأطفال لعنصر الحديد للمساعدة في تحسين النمو والوقاية من الإصابة بفقر الدم في أعمار مبكرة.
ما السر وراء إصابة بعض البدناء بفقر الدم رغم أنهم ياكلون كثيراً؟
يكمن السر في الإصابة بفقر الدم في نوعية الطعام وليس كميته، ومن المعروف أن البدناء ومرضى السمنة يأكلون كثيراً من الأطعمة الغير صحية مثل الوجبات السريعة والدهنيات والسكريات، وكلها أنواع لا تمد الجسم بالفيتامينات والحديد اللازم للوقاية من فقر الدم.
ما هو النظام الغذائي الأمثل لعلاج فقر الدم؟
أشارت “جيسيكا” إلى أنه للوقاية من فقر الدم أو لعلاجه لابد من التركيز على تناول أربعة عناصر غذائية أساسية هي:
• الحديد.
• فيتامين B12.
• فيتامين C.
• الفوليك أسيد.
والعناصر الأربعة المذكورة متوافرة بكثرة في الأطعمة الآتية:
• كل أنواع البروتينات مثل اللحوم والدواجن والأسماك وخصوصاً الكبد.
• كل أنواع الحبوب مثل الفاصوليا والعدس والحمص… إلخ، وهو ما يفيد النباتيين نوعاً ما.
• الفوليك أسيد تحديداً يتوافر في كافة أصناف الخضروات ذات اللون الأخضر.
وجدير القول أن التركيز على تناول فيتامين C هدفه الإستفادة من دوره القوي في زيادة امتصاص الحديد بالجسم، وهو ما يستدعي الإستخدام شبه الدائم لليمون والبرتقال والكيوي وغيرهم من الحمضايات مع وجباتنا الغذائية.
وما قيل في فيتامين C يُقال مثله في الماء، حيث إنه يساهم في زيادة وتحسين امتصاص كل العناصر الغذائية ومنها الحديد والفيتامينات المذكورة آنفاً، لذا وجب الإنتباه إلى تناول كميات وفيرة من الماء للإستفادة منه في هذا الجانب.