مقدمة: تنتشر نزلات المعوية خصوصاً في فصل الصيف وتعتبر من أهم الأمراض التي تصيب الأطفال، يرجع ذلك إلى العديد من الأسباب إلى أن السبب الرئيسي للنزلات المعوية هو الإصابة بأحد الميكروبات التي قد تكون فيروسية ومن أشهرها فيروس روتا الذي يؤدي إلى فقدان جسم الطفل الكثير من السوائل. وقد يكون الميكروب المسبب للنزلة المعوية بكتيرياً أو أحد الطفيليات التي تسبب الإسهال.
إلى أي مدى يكون فيروس روتا خطير ويصيب الأطفال ؟
يوضح (د. بشير جمعة) “إستشاري طب الأطفال – في لقاء عبر قناة العربية” أن فيروس الروتا هو من أشهر الفيروسات وأكثرها شيوعاً التي تصيب الأطفال وخاصة في الأعمار تحت ٥ سنوات، وبشكل عام ليس له علاج فعال كثير ولذلك تكون الوقاية منه هي الأهم والأفضل. الفيروسات بشكل عام هي الأكثر إحداثاً للإسهال، ثم تأتي بعدها الجراثيم، وأكثر الفيروسات هو فيروس الروتا وهو ينتشر في جميع أنحاء العالم وهناك دراسات تؤكد أن معظم دول العالم الفيروس الأكثر شيوعاً وإحداثاً للإسهال هو فيروس الروتا.
ما هي أسباب الإصابة بالنزلات المعوية ؟
يقول (د. جمعة) أن فيروس الروتا هو من أكثر الفيروسات المسببة للنزلات المعوية وهناك أسباب فيروسية أو جرثومية أو طفيلية، فالأسباب الفيروسية تأتي غالباً عن طريق التنفس أو الطعام. الأسباب الجرثومية تأتي عن طريق الطعام غالباً. والفيروسية تأتي عن طريق الطعام أو الماء أو الخضار. فالفيروسات تصيب الإنسان وتنتقل إلى الأشخاص الآخرين خاصة الأطفال أما الكبار فتتشكل لديهم مناعة ضد الفيروس وبالتالي تصبح الإصابة بهم أقل وايضاً الخطورة أقل. أما الأطفال تحت عمر سنتين تكون المناعة عندهم ضعيفة إذا كان غيرهم ملقحين ويصاب أكثر بالإسهال ويمكن أن يستمر الإسهال من ثلاثة إلى خمسة أيام في خلالها يفقد الطفل جزء من السوائل وقد يحتاج إلى الإستشفاء بنسبة عالية فقد يصاب بالجفاف. لأن المرض يستمر ولا يوجد طريقة للسيطرة علية.
لماذا تزيد الإصابة في فصل الصيف بالنزلات المعوية ؟
يقول “د. بشير” ربما أن السبب في ذلك لأن فصل الصيف ترتفع فيه درجة الحرارة، فهي تساعد في نمو العوامل المُمرِضة المختلفة. كما أن حفظ الماء والطعام يصبح أصعب لأن درجة الحرارة المنخفضة تقلل من نمو الجراثيم ومن تلف الطعام بينما درجة الحرارة تؤدي إلى سهولة نمو الجراثيم والفيروسات والعوامل الممرضة وسهولة تلف المواد الغذائية. فحفظ العطام في درجة الحرارة يكون له شروط بأن يكون (مثلاً: قطعة من الطعام لابد أن تصل البرودة إلى كامل أجزائها وتتخللها البرودة فأحياناً لاتصل البرودة إلا إلى السطح فقط، أو تكون المواد موضوعة في البراد بشكل مضغوط وبالتالي لا تسمح ببرودة كامل القطع الغذائية) فلا شك إن إخراج الطعام من البراد أو الفترة التي يحتاجها الطعام للوصول للبراد تكون فترة مهمة.
أهمية النظافة الشخصية بالنسبة للأم
يقول “د. بشير جمعة” أن نظافة الأيدي تعتبر العامل الأساسي في الوقاية من الإسهالات والإلتهابات المعوية لأن ٩٠٪ من الأمراض خاصة إذا كانت عن طريق الأشخاص تأتي عن طريق الأيدي وأقل من ذلك يمكن أن تأتي عن طريق النفس أو الجهاز التنفسي. بينما غسيل الأيدي يجب أن يكون كاملاً ويشمل خلخلة ما بين الأصابع وتنظيف ما تحت الأظافر وما بين الإبهام والأصابع وأن يكون بشكل جيد. وينصح “د. جمعة” بإستخدام المواد المنظفة واستخدام الليفة لأن بعض الفيروسات والجراثيم تكون منغرسة في البشرة ويصعب بالماء والصابون العادي التخلص منها.
في حالة الإصابة أو الإستشفاء هل يوجد أطعمة ينصح بها ؟
يقول “د. بشير” لاشك أن الإسهال في حالة إعطاء مواد دسمة أو زاد الطعام الحلو كثيراً يزيد الإسهال بفعل حلولي أو بفعل الإمتصاص، في مثل هذه الحالة نقلل ما نستطيع من الأطعمة الدسمة والأطعمة ذات السكر العالي (مثال: الحلويات)، أما الرضيع فيبقى على حال أمه فهو أفضل غذاء للطفل أما في حالة الرضاعة الغير طبيعية (الصناعي) فيمكن أن يستمر على الحليب الصناعي بطريقة معقمة وطريقة جيدة، لأن إيقاف الحليب لفترة طويلة يضعف مناعة الطفل ولكن يمكن في البداية حتى تتحمل أمعائه ونعطيه بعض السوائل الأخرى ريثما يصبح الجهاز الهضمي قابل لتحمل الحليب. يمكن أن نعطيه الماء أو ماء الأرز أو بعض الشوربة أو يمكن إعطائة اللبن الرايب أول أيام. فيمكن استخدام كل هذا ولكن يبقى لبن الأم رئيسي ويبقى حليب الأطفال جيد استخدامه إلا إذا أطال الإسهال وأثر على الخمائر ففي هذه الحالة نضطر إلى الإمتناع.