نُجيبكم اليوم على السؤال: كيف يمكن لكل من النباتات والحيوانات على حد سواء الاعتماد على المحللات؟ وذلك في إطار المعطيات التعليمية والتثقيفية التي سنسردها لكم أدناه.
يقوم النظام البيئي البيولوجي المتوازن على عدة عوامل بيئية وتفاعلية تتم في الطبيعة بتناغم كبير جداً، ونظام لا يعتريه الخلل وهذا من عظيم قدرة الله ﷻ في تدبير الكون، وقدرته على تأمين الرزق والغذاء لجميع الكائنات الحية أيا كانت درجة تعقيدها أو بساطتها، فما دامت بحاجة إلى الغذاء فإن الله يسخر الطبيعة وما يجري بها لحفظ الحياة لتلك الكائنات إلى الأجل الذي يريده الله لها.
وهنا سوف نتعرف على موضوع اعتماد الكائنات الحية من حيوان أو نبات على المحللات في غذائها بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وسنتعرف قبل ذلك على المقصود بالمحللات وأهمية وجودها، فتابعوا مقالنا حتى نهايته.
ما هي المحللات؟
قبل التساؤل عن كيفية اعتماد النباتات والحيوانات على المحللات يجدر بنا أولاً التعرف على المقصود بالمحللات وماهيتها.
المحللات هي كائنات حية دقيقة تتفاعل مع جثث الحيوانات والنباتات النافقة، وتعمل على تحليلها وتكسيرها إلى جزيئات صغيرة وعناصر عضوية بسيطة تتغذى عليها ويسهل على التربة امتصاص المتبقي منها، وتشمل مجموعة من أنواع البكتيريا والطفيليات وبعض الكائنات الدقيقة الأخرى.
ما مدى أهمية عملية التحلل البيولوجي للنظام البيئي؟
عملية التحلل التي تحدث للنباتات والحيوانات الميتة من العمليات البيئة والطبيعية الهامة جداً لاستقرار التوازن البيئي، ويمكن استعراض أهمية تلك العملية وما تقدمه للتوازن البيئي فيما يلي:
- تحقيق التوازن من خلال توفير مساحات جديدة تستوعب الكائنات الحية الجديدة، لأن عملية التحلل تعمل على إنهاء أي أثر للكائنات الحية النافقة والتخلص من بقاياها بصورة نهائية.
- زيادة خصوبة التربة من من خلال إمدادها بالعناصر العضوية الناتجة عن عملية التحلل، وامتصاص المواد المتحللة بشكل كامل.
- تنظيف وتطهير ظاهر التربة من بقايا النباتات التالفة أو الحيوانات الميتة، وتحويلها من مصدر للتلوث إلى مصدر لتغذية التربة.
- حماية البيئة من الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تنتج عن تراكم النباتات والحيوانات الميتة أو بقائها دون تحلل.
زيادة وتعزيز قدرة التربة على الامتصاص. - حصول التربة على الأملاح المعدنية الهامة للنباتات.
- تساعد عملية التحلل على تغذية التربة ومن ثم نمو النباتات بصورة سريعة وبجودة عالية ما يجعلها أكثر نفعا للحيوانات التي تتغذى عليها أو الإنسان.
كيف يمكن لكل من النباتات والحيوانات –على حدٍّ سواء– الاعتماد على المحللات؟
تمثل عملية التحلل حلقة وصل وجزء لا يتجزأ من دورة التغذية بين الكائنات الحية، الأمر الذي يستقيم معه سير النظام البيئي، حيث تقوم عملية التغذية لدى الكائنات الحية على هرم يمثل علاقة التكافل بين الحيوان والنبات والإنسان.
حيث تتغذى التربة وتزداد خصوبتها وثرائها بالعناصر النافعة بفضل تحلل الكائنات الحية وامتصاص نواتج هذا التحلل، ومن ثم تتمكن النباتات من الحصول على متطلباتها من العناصر الغذائية الهامة من التربة.
مع نمو النباتات والمحاصيل الزراعية تصبح مصدراً هاماً جدا لغذاء الحيوان، يتغذى الإنسان على النباتات والحيوانات بشكل مباشر، أو تتعرض تلك الحيوانات للموت وتدخل في مرحلة التحلل وتعود عناصرها للتربة مرة اخرى، لتبدأ دورة جديدة من التكافل الغذائي البيئي المتزن.
يتحقق وفقاً لذلك مبدأ التكافل، حيث يمثل كل نوع من أنواع الكائنات الحية المعقدة والبسيطة مصدراً لتغذية نوع آخر وعاملاً هاماً من عوامل وجوده واستمرار حياته، كما يشارك بصورة أو بأخرى في حفظ التوازن في النظام البيئي المتكامل.
أخيراً؛ نتمنى أن نكون قد نجحنا في توضيح فكرة التكافل واعتماد النباتات والحيوانات على المحللات في التغذية، وفهم تلك العلاقة غير المباشرة.